الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صل الله عليه وسلم، أبرز المنافحين عن الجناب النبوي الشريف والركن الركين للدعوة الصالحة إلى الله في بلاد المنارة وارباط.
ارتبط إسمه بالنصرة المحمدية وبمجالس العلم والصلاح والورع فكان بيته محط الزوار ومبتغى طالبي العلم وذوي الحاجات.
في الفترة الأخيرة وككل المتابعين للساحة الثقافية والإعلامية في البلاد لاحظت ورود إسم شيخنا الجليل في أكثر من سجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بروادها الحقيقيين والمتخفين تحت أسماء مستعارة تتحدث كلها عن الرجل عن بياناته ومحاضراته وتارة تحاول استقراء اهتماماته وقد يصل الأمر أن ترسم له أهدافا متخيلة.
هنا وانصافا لرجل بحجم أمة أجد نفسي ملزما كغيري من المنصفين في هذه الأرض بالإدلاء برايي إيضاحا و استدلال ببعض المعالم المضيئة في مسيرة الشيخ الذي لم تشكل الدنيا يوما أكبر همه ولا مبلغ علمه والشواهد على ذلك كثيرة وامتثالا لقول الشيخ:
نَقْلُ الكَلاَمِ إِذَا أَدَّى لِمَفْسَدَةٍ-- حَرِّمْهُ وَامنَعْهُ فَالإِفْسَادُ قَدْ حَرُمَا
أَمَّا الذِي نَقلُهُ نُصْحًا يُرِيدُ بِهِ-- فَذَلِكَ النَّقْلُ أَمْرٌ وَاجِبٌ عُلِمَا
قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي شَرحِ الجَلاَلِ عَلَى-- جَمْعِ الجَوَامِعِ للتَّاجِ الرِّضَا عَلَمَا.
سنأحذ نماذج محدودة مثالا لاحصرا ، من ندوات الشيخ وبياناته و التي تتخذ من التوجيه منحاها ومن حب الخير للناس هدفها لتخرج في شكل نصائح ناضجة مستنيرة بنور الحق المبين، ومتخذة من الشريعة السمحة والغراء نهجا لها وطريقا قويما آلى الشيخ على نفسه عهدا أن لايحيد عنه قيد أنملة.
في بيانه الأخير وهو البيان النصيحة لممثلي الشعب المتعلق بما أثير حول مايسمى قانون النوع شكر الشيخ ربه وأظهر الخضوع لله كعادته و ابرز نقاطا في قمة الأهمية دافعها نصرة لنبي الأمة صل الله عليه وسلم مذكرا السادة النواب بالامتناع الرسمي والشعبي عن إجازة كل مادة قانونية تتنافى مع الشريعة الإسلامية مكررا تحذيره من تبديل أحكام الله عز وجل.
وقبل ذلك وبعده الكل يذكر بالخير و الحسنى ندوات الشيخ المفعمة بأريج الشرع وحلاوة الإيمان بالواحد الأحد والتي تتعدد مواضيعها وضيوفها بتعدد حاجات الناس للتذكير وتبيان معالم المحجة البيضاء.
ففي الرابع من رجب 1437 نظم المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ندوة بعنوان: “نصرة الله ورسوله” بقرية التيسير شمالي العاصمة نواكشوط ز و كان في أحد محاورها التنبيه على حرمة الظلم الاجتماعي ومن أسبابه الرئيسية الكبرُ واعتقاد الفضل على الغير وأول من افتخر بأصله ابليسُ لعنة الله عليه، قال الله تبارك وتعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) إلى أن يقول الشيخ في ختام كلمته:
ويدخل في هذه النقطة التحذير من ظلم شريحة “لحراطين” وشريحة “لـَمْعْلْمِينْ” وشريحة “أزنـاگه” المعروفة في بلادنا، قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَــٰـنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.
هذا غيض من فيض العطاء العلمي والمعرفي للشيخ علي الرضى والذي أجد في كتابة هذه الأحرف خطابا له و تبركا، بعد أن جمع الخصال والألقاب التي كان قد نظمها من قبل في ندب خطاب الفضلاء:
النَّوَوِيُّ قَالَ بِاسْتِحْبَابِ -- خِطَابِ أَهْلِ الفَضْلِ بِالأَلْقَابِ
وَمِثْلُ أَهْلِ الفَضْلِ مَن قَارَبَهُمْ -- وَمَنْ حَكَى عَنْهُمْ كَمَنْ خَاطَبَهُمْ
وَقَدْ أَشَارَ النَّوَوِيُّ أَوَّلاَ -- وَبَيَّنَ الأَلْقَابَ حِينَ مَثَّلاَ
بِالشَّيْخِ وَالسَّيِّدِ والإِمَامِ -- وذَاكَ فِي الأَذْكَارِ ذُو تَمَامِ.