اعلنت شركة كينروس تازيازت انها وقعت بروتكول تسيير السيانيد،وقد كنت بعثت برسالة عبر المواقع لفريق برلماني البيئة بتاريخ 15 مايو 2015 تطلب منهم الضغط علي الشركة لتوقيع البروتكول المذكور ،واعدت نفس الرسالة تحت عنوان أسئلة لفريق برلماني البيئة... ظلت دون جواب، بتاريخ 26 ابريل
2016 ،ولا شك ان ذلك الفريق لعب دورا هام لكي تستجيب الشركة وتحترم معايير التسيير الدولية الموافقة للبيئة ،واغتنم هذه الفرصة لشكر ذلك الفريق وكل من ساهم من قريب او بعيد في تحقيق هذه الخطوة الهامة، وفي ما يلي الفقرة التي تخص هذا الموضوع في المقال المذكور:
استغلال الحوض المنجمي وخطورة السيانيد
شكلت الصناعات الاستخراجية المعدنية رافعة هامة للاقتصاد الوطني، نظرا لما توفره من فرص عمل، ودعم للخزينة الوطنية ، ولم تكن تلك المكاسب لتتحقق لولا وجود قوانين استثمار رائدة واستقرار سياسي، الأمر الذي يجب علينا جميعا دعمه ، إلا أن ذلك يجب أن لا يكون علي حساب بيئتنا، لكي لا نرتكب نفس الأخطاء السابقة سواء تلك المرتكبة في بلادنا أو في بلاد أخري.
فعلي سبيل المثال تقوم شركة كينروس تازيازت موريتانيا باستخراج الذهب بطريقة السيانيد، وهي من أفضل الطرق المتبعة، إلا أنها تتطلب اتخاذ احتياطات خاصة ،نظرا لان السيانيد مادة شديدة السمية حيث يعتبر من أخطر المواد غير العضوية السامة للإنسان، إذ يمكن أن يؤدي إلى الموت خلال ثوان معدودة ،بسبب نقص الأكسدة الخلوية التي تصيب الخلايا.
يحتاج الإنسان إلى كمية لا تتجاوز 0.2 من الغرام حتى يلقى حتفه المباشر خلال ثوان
،وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن استنشاق 200 إلى 500 جزء من هيدروجين السيانيد موجودة في مليون جزيء من الهواء لمدة 30 دقيقة، تؤدي إلى موت الإنسان.
نظرا لخطورة هذه المادة تقوم شركات استخراج الذهب بالمصادقة علي القانون الدولي لتسير السيانيد ،والذي صادقت عليه كينروس في كل مواقعها عبر العالم باستثناء موقعين في إفريقيا من ضمنها تازيازت ،ومنذ سنوات وأنا أتابع تقريرها السنوي لعله يحمل بشارة المصادقة، لكنه ظل مخيبا للآمال فكل إصدار يقول انه سيوقع لاحقا دون إعطاء سقف زمني لذلك، فهل حصل برلمانيو البيئة يا تري علي وعد أثناء زيارتهم الماضية للشركة؟
من المشاكل الكبرى المتعلقة بالسيانيد مستواه في النفايات، ولأخذ فكرة عن حجم هذه النفيات ،فكل طن من الصخور يحوي فقط غرامات من الذهب، ويحتاج إلي 380 لترا من الماء ، وبعد استخراج الذهب تبقي النفايات السائلة الصلبة الملوثة بالسيانيد، لتجمع في حوض استقبال ،لكن هل تملك وزارة البيئة فكرة عن حدود السيانيد فيه فتوجيهات الاتحاد الأوربي تسمح بعشرين جزء بالمليون من السيانيد في أحواض الاستقبال والتي ستنخفض إلي عشرة فقط عام 2018 ، لكن ماذا عن حوض تازيازت فالله وحده يعلم حدود السيانيد فيه ،فالشركة لن تصرف الأموال الطائلة لتفكيك السيانيد بواسطة هيبوكلوريت الصوديوم ،إن لم يفرض عليها ذلك، وهي تتحجج بان السيانيد يتفكك طبيعيا فلماذا لا تنصح الاتحاد الأوربي إذا بتخفيف قيوده ؟.