بموجب مذكرة من وزارة التهذيب تمّ تحويل بعض المديرين الجهويين إلي ولايات كانت مناصبهما شاغرة بسبب صدف الترقية؛وسيف التقاعد.
وأوّل ما يغشاك في هذه المذكرة وجوهها الجديدة التي حلّت في ولاية كيدماغه وتكانت ولعصابه:
فيمكن أن يقال عن صاحب كيدماغه الجديد أنّ جبلّة العاطفة استرجعت له الاعتبار؛ الذي فقده من غبن وتهميش ونسيان مورس عليه طيلة سنين؛ولذا كانت ترقيته مفهومة وغير مفاجئة.
أمّا وجه ولاية تكانت الثاني فيمكن أن يعميك عنه لمعان الأقدمية والمواظبة والوظيفة التي كان يشغلها عن تلك الشوائب الأخرى؛ التي من العادة تقذف بصاحبها إلى هذا المنصب من دون تمهيد.
أما الولاية الثالثة؛فأقلّ ما يقال عنها أنّها كانت تحوي ظاهرة بما في الكلمة من معنى؛فهي تحتاج إلى تمعن وبحث وتفكير.فالظاهرة جمعت لنا صفات تندر في غيرها وفي تاريخ وزارتها.
فقد تمّ تحويل فارسها إلى ولايته ومكان ريعانه؛وبين أحبّته ومشاكسيه؛وبهذا سلم من العرف الإداري المتبع الذي يمنع تحويل المديرين الجهويين إلى مكان يوجد فيه بعدهم الاجتماعي؛خشية الإحراج أو الميل العاطفي.
وكأنّ الوزير الحالي يريد أن يتّبع لنا سنّة سلفه الذي كان له السبق في خرق تلك العادة والعرف في ولاية كيدماغه.
ومن تجلّيات هذه الظاهرة أنّها جاءت بقفزة عالية طوت لها مراحل كان يمّر بها أندادها؛فقبل هذا المنصب كانوا يطئون إدارات ومصالح؛بها يتسلقون إلى تلك المناصب العالية.
نعم في عهد الوزيرة نبقوه السابقة تمّ ترقية أساتذة مباشرة من دون تدرج؛لكن عن طريق تصفية مشهودة؛ومنافسة مفتوحة للجميع.
ومن العادة أنّ ولاية لعصابه لا يأخذ مقاليدها بسبب حجمها إلا من له تكريم أو مكافئة يستحقّها على الوزارة.
وهذا سوف يعصف فيك بركانا من الفضول عن خلفيات تكريم وجهها الجديد :
هل كان وراءه جدّ ونشاط ومثابرة في العمل؛يحظى به فأدهش رؤساءه فأكرموه؟.
أم هل وراءه خبرة عالية يتمتع بها في العلاقات العامة وتسيير الإدارة؟؛وإن كان الجواب بالإيجاب فمن المجمع عليه أنّه اكتسبها من خارج قطاع وزارة التهذيب كوكالة التضامن.
أم هل اكتسبها من كفاءته؟؛وإن كان الجواب بنعم؛فسوف يشفع له في ذالك باعه الطويل في معرفة اللغات الأجنبية؛وبعض الدورات الدولية.
أم أن الأمر برمته لا يعدو أكثر من ضغط سياسي مورس على الوزير والوزارة؟؛فانصاعت له؛وانصهرت لأوامره؛وهذه أيضا يشفع لها ما في هذه الولاية من بركة النياشين؛التي لا تخطئها العين ؛بركة تخرق برمجة الوزير؛وتصنع معجزة التعيين.
الكل وارد.
وآخر ما يغشاك في هذه المذكرة التعسف الذي تمّ لفّه بثوب الترقية؛حتى يتمّ إخفاءه عن ضحاياه؛فهناك من يؤكد أنّ من بين المنصرفين؛ من كان يهوى المكث في عمله على ما رقي إليه.
وإن شئتم فاسألوا بعضهم حين يجلس على أريكته في إنواكشوط الشمالية؟!.