كيف يُهلك المال مرتين؟ / أحمد ولد محمدو

لو افترضنا أن القيادي بحزب اتحاد قوى التقدم السيد بدر الدين كان على نيته، ويصدق ما يقوله الغير عن الوضع الاقتصادي للبلد، ويعتقد أن البلد يعاني فسادا ماحقا كما قال في مقابلته الأخيرة مع صحيفة محلية، وذلك ما تؤكده حسب قوله، فضائح التسيير من قبيل لائحة الأثرياء

 الجدد التي نشر الإعلام، وتقرير مؤشر الشفافية الدولية الاخيرة، هل يمكن للسياسي المحنك أن يوضح لنا لتعميم الفائدة، ولإخراجنا من حالة الحيرة التي نعاني منها، بعضا من النقاط التالية:
ـ كيف تسنى لنظام فساد أن يضاعف إنتاج الطاقة في البلد؟
ـ كيف تمكن من بناء مئات المدارس والمستشفيات والمراكز والنقاط الصحية؟
ـ كيف استطاع تحديث المؤسسة العسكرية والأمنية وتحسين جاهزيتها؟
ـ كيف بنى جامعة عصرية ومطار دولي ووسع بعض الموانئ وانشأ أخرى جديدة؟
ـ كيف تسنى لهذا النظام بناء مئات الكيلومترات سنويا من الطرق المعبدة؟
ـ كيف تسنى له أيضا اكتتاب المئات في الوظيفة العمومية، وتشغيل الآلاف من الموريتانيين من خلال خلق فرص عمل جديدة؟
ـ لماذا هذا النظام الفاسد يكون صاحب مبادرة الشفافية في ميدان قطاع الصيد؟ هل يريد مثلا أن يشهد العالم على "فضيحة" الاخطبوط!
ـ كيف تمكن من أن يستصلح آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية؟
ـ كيف تمكن من إنشاء العديد من حظائر التهجين لتحسين إنتاجية الثروة الحيوانية؟
ـ كيف قدر له أن يحل مشاكل مياه الشرب في العديد من المدن والقرى البلدات بعد أن فك عنها العزلة؟
ـ كيف تم بعث "العنقاء" الموريتانية للطيران؟ وكيف خرجت من العدم لتمتلك طائرة جديدة وأخرى ستكون بعد أشهر من الآن بيننا إنشاء الله إضافة إلى بقية الأسطول الذي لديها.
هذا غيض من فيض ما أنجز هذا النظام، بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية الذي عض بالنواجذ على الإصلاح رغم الحروب التي شنت ضد هذا النهج والتي ما تزال تستعر حتى لحظة كتابة هذه الحروف.
كيف يمكن أن يهلك المال مرتين؟ الأولى عندما يتم نهبه من طرف نظام فاسد كما تقول المعارضة المقاطعة للواقع حتى لا أقول لنفسها، والثانية من خلال الانجازات والمشاريع التي تحققت؟
لقد اعتقدت دوما أن هذا الشعب الصبور المسالم يستحق أفضل مما كان و ما تحقق حتى اللحظة، لكني اليوم اصبحت اعتقد أن ما يستحقه أكثر من أي شيء آخر هو أن يصدُق معه بعض الساسة، لا أريد من معارض أن يمدح نظام يعارضه لكني لا يحق له في المقابل أن يربك المواطن وأن يسمى الإصلاح فساد والانجاز أوهام..
إن أي نظام فاسد يحقق هذا الكم من الانجازات لن يعدم غدا من يقف في الشارع مناديا بأعلى صوته لم نعد نريد أن يسير هذا البلد غير نظام فاسد بعد يئسنا من فائدة الأنظمة المصلحة التي تعاقبت على هذا البلد خلال العقود الماضية.

7. فبراير 2017 - 11:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا