إلى أين يا تجار النصرة ؟ / سيد محمد ولد أخليل

صدع هؤلاء رؤوسنا بالنصرة والنصرة ثم النصرة، سمعنا جعجعة ولم نر طحينا، بل تطاحنا بينهم بسبب ارتطام مصالحهم العفنة، لذا من حقنا أن نعرف هل يدافعون حقا عن النبي صلى الله عليه وسلم أم يدافعون عن بطونهم وفروجهم ومنافعهم الزائلة ؟
لن أشكك في نوايا المتظاهرين (غير بعض قادتهم)،

 ولكني سأطرح بعض الأسئلة على العقلاء منهم، خصوصا الذين يزعمون أنهم على المنهج القويم، غير منهج البدعة المعوج المنزلق، لكن قبل ذلك أشير إلى نقطة قد يغفل عنها البعض، وهي أن بعض المبتدعة يتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة للإبتداع في الدين، وهذا مشاهد، فمنهم من يضفي عليه صفات الألوهية، ومنهم من يناديه من دون الله، ومنهم من يخرج إلى الشارع مثيرا للعوام بحجة نصرته كهؤلاء الإخوان وإخوانهم.

السؤال الأول: من يحكم هذا البلد ؟ الرئيس والجيش والقضاء أم شرذمة من الساخطين النفعيين المعارضين السياسيين المتأخونين على الباطل المستغلين لكل موجة تحملهم إلى الشارع المتسخ لينبحوا مثل الكلاب الضالة ؟
كيف يثيرون العوام ويجرونهم إلى مواجهة الجيش والشرطة والقضاء (وقد يقتحمون المحكمة إذا لم يعجبهم الحكم على المسيء المشؤوم مثلهم).
ألا يوجد قضاء ؟ ألا يوجد كبير له كلمة في هذا البلد ؟ ماذا لو حكم القضاء بغير ما تشتهون أيها المارقون، أم أنكم تضغطون عليه ليحكم بما تريدون أيها الجهلة، والله وحده يعلم ما تريدون، وأوله انتشار منظماتكم الربحية والحصول على بعض الامتيازات عند المعارضة الحمقاء والدولة، جعل الله فقركم بين أعينكم (أتحدث عن اللئام الذين يعرفون أنفسهم لا عن الصالحين).
أتنصرون الشيطان ؟ أتنصرون الديمقراطية العفنة ومظاهراتها المدمرة التي خربت البلدان ؟
ماذا لو خرج الأمر عن نطاق السيطرة واشتعلت النار في مؤخراتكم بعد اشتعالها في مؤخرة البلد ؟
إن الحكم في الأول والأخير في هذه القضية للقاضي، له أن يحكم بما يرى، وهو إن أجتهد وأخطأ مأجور، ومسألة الساب فقد فصلها العلماء تفصيلا، ولا حاجة لأن يناقشها العوام معكم في الشارع أو يدسوا أنوفهم فيها مثلكم، خصوصا وأن المسيء الآن تحت سلطة القضاء، والقضاء وحده المسؤول عنه أمامنا وأما رب العالمين. فاستريحوا من الصراخ لأن الحمل موضوع عن كواهلكم، واهتموا بدكاكينكم بطرق أخرى أكثر بركة وخير من هذ الطريق، لأن مجالات نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدين، كثيرة ولم نر غرابا واحدا منكم حيث يقال "لا للبدعة والمحدثات"، وإن طالت لحيته أو بكى خشوعا كالمرأة الملتاعة، فليسكت لأنه تعلم السكوت أيضا.

السؤال الثاني: لماذا الإساءة إلى بعض المساكين المتمسكين بإسلامهم من المسلمين، ممن مشكلتهم – مثلكم - في قلة فهمهم للدين، كيف تظهرونهم كشياطين أمام العوام، وتشوهون سمعتهم في القنوات والإذاعات افتراء وعدوانا !
من أنتم أيها الرويبضة حتى تحكموا بعمالة هذا أو ذاك للكفار من عدمها، أو بكفره (ومن الخوارج من يكفرهم لأنه يكفر كل من هب ودب عليه من الله ما يستحق) !!
من أنتم أيها الرويبضة، يا من لم نر منهم إلا بدعا وانحرافا وسياسة بغيضة أو سكوتا عن البدع والتجارة المنحرفة حتى صار منكم من يستجلب الأدوية المزورة – أو مثل ذلك أو دونه - وهو يصلى الجماعة في المسجد وربما يخطب ! عياذا بالله !
أليس من قلة اللياقة والمروءة اتهام امرأة بالميل الكفار الملاعين كما تفعلون مع بعض الحقوقيات الغافلات ؟ أم تريدون التسلق كعادتكم، تريدون كبش فداء أو قربان تقدمونه للشيطان ليقال: نصروا النبي والإسلام وخذلهما هؤلاء ! أيها التجار السياسيون المبتدعون، أتريدون التسلق على أكتاف امرأة تسيئون إلى سمعتها لتشحنوا مصابيح سمعتكم الداكنة النتنة ؟!
ولمن لم يفهم، هؤلاء التجار يقومون من أجل تلميع صورهم أمام الناس باختلاق عدو وهمي أو كبش فداء إن صح التعبير، يلفقون له أبشع الأكاذيب والتهم، كتهمة الدفاع عن الساب، أو الرضا بقوله، كل ذلك ليكون لنعيقهم تأثيرا على العوام، فيجلس الواحد منهم في الفضائيات أو يقف أمام العوام في ساحة ابن عباس ويخرج سيفه البذيء – لسانه – ليشكك في إيمان بعض المسلمين من الحقوقيين ويتهمهم بالتهم الإجرامية الرهيبة التي قد يكون من نتائجها اعتداء العوام عليهم بغير وجه حق في أي لحظة ! كل ذلك ليثبت هو صدقه وجهاده ويربح المزيد، لقد رأينا دموع التماسيح فأين الإعتراض على أهل البدع ؟ (مرة أخرى أقصد المنافقين لا الصالحين، والمنافقون يعرفون أنفسهم، ويتحدثون باسم الإسلام وهم سوس ينخر فيه).

السؤال الثالث: هل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم محصورة فقط في المطالبة بإعدام هذا الساب المشؤوم ؟ أم أن من أهم نصرته نصرة دينه الإسلام ؟ يا بهائم أين اعتراضكم على هذه الديمقراطية المحدثة التي حدت من سلطة الدين ونشرت الخبث وأهله في مجتمع المسلمين ؟ أين اعتراضكم على أهل البدع الذين ينشرون بدعهم أمام أعينكم المغمضة ليل نهار، وإن نشروها في الخفاء، لأن لا وجه لهم في نشرها علانية، قال سفيان : "إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة"، وكل أهل البدع يتخفون ببدعهم لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الشرع والفطرة، يعترضان عليها، لذا تراهم يصطادون الناس في المياه العكرة، لا يجرؤون على الدعوة إلى بدعهم صراحة، وليتهم سألوا أنفسهم: ما فائدة دين لا يستطيع المرء مواجهة الناس به في وضح النهار، مثلما يواجهونه هم بدينهم القائم على السلامة من البدع !..  
هل البدع من الدين أيها الجبناء ؟ هل علينا أن نعبد الله بصلاة محدثة أو دعاء غير ثابت أو طواف بقبر أو دعاء شيخ من دون الله ؟ هل ترك النصح لمن هو واقع في هذه الطوام الكبرى من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في شيء أيها المنافقون ؟
هل تعتقدون أن الإعتراض على اهل البدع المساكين معناه التراكل معهم بالأقدام ؟ أيها الأغبياء إن النصح ممكن بالكلمة وحدها، فبها ينصحون ويتم تحذير أتباعهم منهم إن لم يرضوا بالنصيحة، والنصح لهم يكون بالتي هي أحسن، لا التي هي أسوا مثل السكوت عنهم !

أيها المتظاهرون، من أراد أن ينصر النبي صلى الله عليه وسلم فليتعلم دينه الصافي الخالي من البدع، وليدافع عنه بالتي هي أحسن، وليترك للحاكم في هذه المسألة حق الحكم لأنه وحده المسؤول عنها، وليحذر من بناء المنظمات والدكاكين والشركات باسم الدين أو على أنقاض الدين، وليحذر من إطالة اللحية والورع والخشوع من أجل ثناء وحمد الناس، وليحذر من تسفيه الحاكم على المنابر أمام العوام وإن ظن أنه يفعل ذلك إبداء للرأي الديمقراطي الخسيس، نجاة من صفات الخوارج، وكلها لعنات مهلكة سيندم عليها صاحبها يوما.

8. فبراير 2017 - 10:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا