ول عبدالعزيز.. حلول في الخارج ..وتعثر في الداخل / محمد سيدي

أزمات دولية مختلفة في القارة الإفريقية نجح الرئيس محمد ول عبد العزيز في حلها في ساحل العاج وفي ليبيا وفي مالي وغامبيا بين طبول الحرب ولحن المدافع مما دفع قادة
أفارقة الى الإستعانة به في حل أزمات سياسية داخلية و المفارقات أن لا تخلو موريتانيا في ظل قيادة بطل السلم ،ورائد السلم ،وباعث السلم من بعض تلك الأزمات يقول المثل الشعبي " 

محدك دواي داوي راصك " فهل الرئيس محمد ول عبد العزيز هو المسؤول عن ما يراه البعض أزمة سياسية أو دستورية ؟ برلمان معطل ،مجلس شيوخ منتهية صلاحيته أم أن المعارضة هي نفسها المسؤولة عن هذا الفراغ الدستوري ؟ ومادام الرئيس يمتلك عصا سحرية لحل الأزمات السياسية الدولية لماذا لايبدأ من محيطه ؟ إن ما يطلق عليه أزمة سياسية مشتركة الأبعاد للنظام فيها دور وللمعارضة فيها أدوار أخرى مادام الأمر يتعلق بمجلس الشيوخ ،بدءا بتجديد 1/3 الى 2/3 الى كافة أعطائه ،ومادام الرئيس يدعو الى الحوار تلو الآخر فإن صدق نواياه قد يبعث الى الإطمئنان و بالتالي كان على المعارضة أن تشارك وبدون شروط تعجيزية مسبقة ،ومادام الرئيس قاب قوسين أو أدنى من انتهاء مأموريته ماالذي حمله الى الإسراع من اجل الموافقة على مخرجات حوار مثيرة للجدل كتغيير رموز السيادة الوطنية العلم والنشيد فضلا عن الغاء مجلس الشيوخ ؟ الآن وقد دوت صفارات الحوار من جديد بين رافض عريض و مناوئ ، ومرحب موالي  أو مساوم فإن الأزمة السياسية ،أو ما يطلق عليه أزمة دستورية قابلة للتخطي إذا ما أدرك الرئيس أن منصبه كمفوض للأتحاد الإفريقي أو رئيسا للفرانكفونية أو ممثلا ساميا للأمم المتحدة يناديه ،و إذا ما أدركت المعارضة الراديكالية أنها مرؤوسة وحري بها أن لا تضع شروطا تعجيزية أكثر حالاتها آنية وغير منطقية و عليه فعلى الحكومة أن لاتفرح بإستئناف الحوار لأنه غير ضامن للوفاق ،وعليها كذلك أن لاتخاف من التصويت عليه سواء تعلق الأمر بالإستفتاء الشعبي أو البرلماني . وإذا كان الرئيس قد دخل التاريخ من نافذة مظلمة ضيقة " انقلابا عسكريا  " ويريد الخروج من باب واسع مضيئ ويريد أن يخلد مع العظماء القلة في الوطن العربي وافريقيا فإن عليه أن لا يغتر بجعبة الموالاة ،فهي موالاة فعلا مع كل من يترأس أحزاب كرتونية في جلها ،نقابات ،منظمات ،جمعيات ،فإذا جد الجد ، و تم اتفاق مع المعارضة الوازنة ذات الثقل السياسي التكتل ،اتحاد قوى التقدم ، تواصل فإن كثيرا من لوحات الأحزاب الملوثة للمناخ السياسي ستنقرض من المشهد . قد تكون الحكومة بالغت من مخافها  في اختبار الشعب قبوله او رفضه لمخرجات الحوار عن طريق الإقتراع المباشر " ﻻ " أو "نعم " أو عن طريق البرلمان فالشعب تعكسه الأغلبية في البرلمان والمعارضة الرافضة لن تعبأ أنصارها للتسجيل من أجل التصويت ب " ﻻ " وإنما ستكتفي كعادتها بالمقاطعة وهنا لن يصوت إلا الموالاة ﻷن الشعب لم يبلغ النضج الذي تسعى له المعارضة كما ظهر ذلك جليا في الإنتخابات الماضية ، ولا يعرف كذلك إلا المشاركة . الحوار هو الحل ومادام الرئيس فك نزاعات في الخارج وانتصر بالحوار فلا مانع  أن يدعو الى حوار" داخلي " بين فصائل المنتدى و" التكتل " و تواصل " واناد " ومن ثم حوار مع الموالاة ، عندها فقط ستطوى صفحة ما يسمى بأزمة سياسية ، وعندها كذلك ستتفق المعارضة والموالاة على أبدية زعامة الرئيس و دبلوماسيته ودهاءه و حنكته وحياديته ، بل و الى ابعد من ذلك اعتباره بطلا قوميا ، مكرما بوسام ملكا فخريا والى الأبد على بلاد المليون شاعر ،والمليون سياسي
 

15. فبراير 2017 - 10:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا