مقاطعة امبود هي إحدى أهم وأقدم مقاطعات الوطن، حيث تتبع من الناحية الإدارية لمقاطعة كيهيدي عاصمة ولاية كوركول وتبعد عنها حوالي 120 كلم شرقا.
ومن الناحية التاريخية فإن مقاطعة امبود كانت تتبع لولاية لعصابة كغيرها من المناطق الأخرى في المنطقة.
وكانت نشأة المقاطعة مع بداية القرن التاسع عشر، و ذلك مع مجيئ المحتل الفرنسي إلى هذه المنطقة من البلاد، حيث تمركزت له هنالك إحدى أهم الكتائب، وبحسب المعلومات المتحصل عليها، فقد واجهت تلك الكتيبة الفرنسية مقاومة عنيفة،وشرسة من طرف المقاومة الوطنية حينها، وخاصة من طرف مجموعة من الأبطال المجاهدين التابعين لإمارة إدوعيش الخاضعين لإمرة زعيمها المجاهد الكبير بكار ولد أسويد احمد رحمه الله تعالى، غير أن المحتل أستطاع بفضل تفوقه العسكري، وخبثه الفكري البقاء لبعض الوقت، حيث كانت المقاطعة حينها مقرا للحاكم الفرنسي.
وإن كان المحتل هدفه الأسمى والأوحد هو تفكيك التماسك المجتمعي، وبث ثقافته المعادية للإسلام ولرسالته السماوية السمحة، ونهب الثروات، إلا أنه مع ذلك فقد انكسرت شوكته، وفشل مشروعه الاستعماري، ورحل غير مأسوف عليه.
وإن كان قد خلف وراءه ما يستحق أن يذكر فإنما يتمثل ذلك في بعض المباني الحكومية من مساكن للمسؤولين، وبعض البنايات المدرسية .
وتضم مقاطعة امبود تسع بلديات ريفية، وهي على النحو التالي:
بلدية فم لكليته، بلدية أدباي أهل كلاي، بلدية لحرش، بلدية سوفه، بلدية انجاجبني، بلدية تكويبره، بلدية امبود، بلدية تارنكت أهل مولاي أعل ثم بلية شلخت التياب .
وحسب التقديرات الإحصائية لعدد من أبناء المقاطعة، فإن عدد السكان إجمالا في هذه المقاطعة المترامية الأطراف يزيد في الوقت الراهن على مائة وعشرين ألف (000 120) نسمة.
ويعيش فيها بشكل سلمي وودي، وفي جو من الأمان والاطمئنان مختلف الشرائح المكونة للنسيج المجتمعي الموريتاني الأصيل.
ونظرا للإرادة القوية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الساعية إلى الرفع من الشأن التنموي للوطن عموما، ولهذه المنطقة على وجه الخصوص، متمثلا ذلك في إطلاق العديد من المشاريع التنموية الهامة ذات المردودية الكبيرة على السكان المحليين، والتي ساهمت بشكل كبير في تثبيتهم في مواطنهم الأصلية، ومن خلال إطلاق مثلث الأمل بعد أن كان مثلثا للفقر لعقود من الزمن.
والأهم من ذلك كله من خلال ما سيتمخض عنه قادم الأيام من خلال المناديب الجهويين الذين سيخلفون مجلس الشيوخ الذي تقرر حله والاستغناء عنه من خلال غرفة برلمانية واحدة وهي غرفة النواب، حيث سيكون لتلك المجالس الجهوية الدور الكبير في خلق تنمية اقتصادية واجتماعية هامة، وذات أقطاب متوازنة تراعي الخصوصية المناطقية لكل ولاية من ولايات الوطن على حدة ، وهذا ما من شأنه أن يعجل من النمو والتطور الحاصل في البلد.
ونظرا لذلك وغيره فإننا نأمل ـ وخاصة أننا منطقة أمل ـ أن يعاد لمقاطعتنا الجزء اليسير من حقها، وإنصافها من خلال رفع سقف تمثيلها لتصبح في يوم من الأيام عاصمة لولاية آفطوط الشرقي .
وعلى اثر ذلك يرفع التمثيل لكل من بلدية فم لكليته، بلدية انجاجبني وبلدية سوفه لتصبح عواصم لمقاطعات تابعة لولاية آفطوط الشرقي ، وذلك نظرا لمواقعها الجغرافية من ناحية، ولعدد الساكنة فيها من ناحية أخرى. ثم يقام بعد ذلك بإعادة التقطيع الإداري ليتناسب مع حجم التغييرات الطارئة على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة عموما,
ولاشك أن مثل هذه الخطوة المباركة المتمثلة في إدراج مقاطعة امبود ضمن لائحة عواصم ولايات الوطن، سيعزز من الأمن والإستقرار في المنطقة خصوصا وعلى المستوى الوطني عموما، كما سيسهل من الإجراءات الإدارية ،ويسرع من البطئ والروتين في المهام والإجراءات المتخذة من طرف مختلف القطاعات والمصالح التابعة للحكومة.
ولا يفوتني هنا قبل أن أصل إلى خاتمة ما قصدت أن أذكر حديثا هاما جمعني بأحد أبناء مقاطعتي ، حيث قال لي في يوم ما، من شهر ما، و من سنة ما، كانت ساكنة مقاطعة امبود في استقبال شعبي هام لأحد كبار المسؤولين في البلد، وبعد انتهاء مراسيم الاستقبال، قام الضيف الكبير بعقد اجتماع موسع ضم كبار المسؤولين من منتخبين وأطر بالمقاطعة، وبعد عرضهم لمطالبهم أجابهم قائلا : انتم يا أهل مقاطعة أمبود قد عين لكم مسؤول كبير كبير جدا في الدولة، فاستغرب الحضور ذلك وأصيبوا بدهشة كبيرة، وتساءلوا عن من يكن ذلك المسؤول الكبير جدا جدا؟ فأجابهم إنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وها أنا من خلال هذا المنبر المحترم أذكر سيدي الرئيس بأهم مطلب من مطالب أهل أمبود، ألا وهو مقاطعة امبود عاصمة لولاية آفطوط الشرقي.