من بين الأمور التي لا يريد لها الكثيرون أن يسلط عليها الضوء ذلك النجاح الباهر الذي حققه الشباب الموريتاني على صعيد تسيير الشأن العام من خلال التعيينات التي عرفتها الدولة الموريتانية منذ 2008 و حتى اليوم، و ذلك العمل الجبار الذي قام به أولئك الأبطال الشباب الذين استطاعوا
أن يثبتوا جدارتهم و استحقاقهم لمناصبهم القيادية و تمكنهم من أدائهم لمهامهم الجسام التي أوكلت اليهم رغم أنه كان ينظر إليها على أنها أكبر من قدرتهم على التحمل و أداء الواجب و تحقيق الأهداف السامية التي ترمي إليها القطاعات الحكومية و المؤسسات الوطنية في سبيل خدمة الوطن و المواطن.
إن النظرة الدونية للشباب صاحبت الكثيرين ممن أخطأوا في حق الشباب بالقول بعدم أحقيته في القيادة و المناصب الرفيعة في الدولة، ما جعل الشباب يزداد تهميشا و عرض مصالح البلاد و العباد للخراب و سوء التسيير و الزبونية و المحسوبية.
فجاء هذا النظام بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليزيل بشكل نهائي تلك النظرة الدونية من خلال تعيينات فاجأت الكثيرين ممن ظنوا أنه من غير المنطقي و لا المسؤول تجاه الشأن العام تكليف الشباب بمهام جسام و مثمرة يمكن أن يفشلوا في أدائها كما ينبغي ما يترتب عليه فساد الشأن العام و تسخيره ـ حسب تصورهم ـ لنزوات الشباب التي لم توجد إلا في عقولهم لا سبب سوى أنهم تناسوا و تجاهلوا المكانة العظيمة التي كان يمتاز بها الشباب في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم.
و كان من أهم تلك الخطوات التي أقدم عليها نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز استقطاب كفاءات شبابية من القطاع الخاص كانت تقبع في مناصب من الدرجة العاشرة ليرفع من قيمتها و يسمو بمكانتها إلى أعلى المراتب أهمية في الهرم الإداري للدولة و يضع ثقته فيها ما نتج عنه نجاح باهر للشباب في تسيير الشأن العام ما أثر تأثيرا إيجابيا على خدمة المواطن و تسيير شؤون البلاد بشفافية لم تكن معهودة.
إن الناظر لتلك التعيينات التي عقبت الحركة التصحيحية المباركة التي قادها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ليدرك بجلاء أن التحولات الكبرى التي شهدها البلد إنما كانت من طرف مؤسسات تربع على عرشها شباب لا هم له سوى خدمة الوطن و العمل بجد و إخلاص من أجل اثبات قدرته على أداء المهام بشكل كبير.
فأول ما قام به النظام هو استقطاب وزراء من الشباب ذي الخبرة و الكفاءة العالية ما مكن البلاد في ظرف وجيز من تخطي الأزمة المالية العالمية التي شهدها العام الأول من حكم نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فكان أن أقدم على تعيين مجموعة من الأطر الأكفاء الذين استطاعوا في قطاعات وزارية ذات أهمية قصوى لها علاقة مباشرة بالوضع الاقتصادي للبلد كوزارة المالية و وزارة الاقتصاد و البنك المركزي الموريتاني فكان أن تمكنت الدولة من خلال تلك التعيينات من تفادي مخاطر الأزمة التي أطاحت بمؤسسات اقتصادية دولية كبرى و أثرت بشكل سلبي على أكثر الدول استقرارا و أكثرها ثراء و تطورا و نموا اقتصاديا.
إن العام 2008 شهد الكثير من التحديات التي واجهت العالم بأسره لكن النظام الموريتاني استطاع تجاوز تلك الأزمة بقدر كبير من الحكمة و الحنكة و الاعتماد على الخبرة الشبابية التي كانت لزمن ليس بالبعيد معرضة للهدر و الاستخفاف من جهة و التلاعب و الاستغلال من جهة أخرى.
فجاء الرجل بحكمته البالغة ليمكن الشباب من وطنه حتى يبنيه على أسس سليمة فكلف رجالا أكفاء صادقين مخلصين للوطن مراعين لمشاعر المواطنين و متفهمين لأهمية و دور الخدمات العمومية التي تقدمها الدولة في سبيل رفاه المواطنين. فكان أن اختار من بين الشباب أكثرهم قدرة على القيام بالواجبات المنوطة به و ما خيبوا له ظنا أبدا.
و شهد كذلك العام 2009 تعيينات إضافية عززت مكانة الدولة في نفوس الناس و مكنت الرئيس محمد ولد عبد العزيز من تحقيق الأهداف و الطموحات التي كان يرمي لتحقيقها في سبيل انجاز ما وعد به الشعب الموريتاني في خطاباته الشهيرة التي جعلت الشارع الموريتاني يقتنع بأفكاره و جديته في أداء مهامه كرئيس يريد الخير للبلاد و العباد.
و لم تكن الأعوام التي توالت من حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلا تتويجا أكثر فأكثر لتعيينات جديدة مكنت الدولة من استعادة عافيتها على جميع الأصعدة ما مكن بشكل كبير من تقريب الخدمة من المواطن. هذا و لم يكتفي فخامته بتعيينات على مستوى المناصب السياسية بل أتبعها بتعيينات أخرى على مستوى المناصب الإدارية ما مكن الشباب من تسيير مؤسسات عمومية كثيرة ذات طابع اداري و تجاري فكان أن نجحت تلك الطاقات الشبابية في تسيير الشأن العام، حتى أن فخامته لم يكتف بذلك بل مكن شبابا مقتدرين من الرقي المستمر في المناصب العليا فرقى مدراء في القطاع العام ليصبحوا وزراء و ذلك انطلاقا من نجاحاتهم في تسيير إداراتهم طبقا لتوجهات الدولة و انطلاقا من سياسة حكيمة و رشيدة مكنت الشباب من القيام بما يحلم بالقيام به منذ زمن بعيد من تحقيق للأهداف السامية التي تصب بشكل مباشر في استراتيجيات الدولة و ما يخطط له الرئيس محمد ولد عبد العزيز من مشاريع و بنى تحتية و استثمارات كبرى لم يكن يحلم بها الموريتانيون إلى وقت قريب.
إن تعاطى الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع مطالب الشباب في 2011 أبرز قدراته و اهتمامه بالشباب و قيامه بكل ما يلزم من أجل ضمان ولوج الشباب لحقوقه و تمكنه من القيام بدوره المنوط به و الذي يستحقه خبرة و كفاءة و وطنية، فكانت كل خطاباته في زياراته و مقابلاته تنبؤ بأن سيادته يعي تمام الوعي أهمية و دور الشباب ما جعله يتخذ قرارات صائبة في حق الشباب و يعاقب كل من يقف في طريق الشباب بشكل غير شرعي ليمنعه حقه في الطموح و العمل و البناء.
و لكي لا يقال أن تلك اللفتة الكريمة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى الشباب إنما هي خوف من "ثورة" يتصور البعض أنها قادمة للإطاحة بنظامه و يحاول تفاديها بتعيين بعض الشباب، تتالت التعيينات من بين الشباب المقتدر فكان من أبرز تلك التعيينات ما تم في 2012 حين أقدم فخامة الرئيس على تجديد الإدارة و ضخ فيها دماء شبابية على عموم التراب الوطني، ما أظهر زيف المدعين أن سياسة الرئيس لا تعدوا كونها موسمية و تتالت بعد ذلك التعيينات بين صفوف الشباب الذين استطاعوا القيام بواجباتهم بكل تجرد و حكمة و حنكة.
ثم ما لبث المثبطون حتى أقدم الرئيس محمد ولد عبد العزيز على خطوة أخرى أكثر جراءة و تصريحا في تأييده للشباب و اعتماده عليه فجمع 400 من خيرة أبناء هذا البلد من معارضين و موالين في مكان واحد و التقى بهم يناقشهم هموم الوطن و يتيح لهم فرصة تقديم مقترحاتهم ففتح لهم الورشات للنقاش و التدارس و جلس يحاورهم بشكل رسمي و علني و نقل بشكل مباشر إلى كل أصقاع العالم ذلك اللقاء الذي ما فتئ أن آتى أكله فقدمت مقترحات عمل بها على مستوى الوزارات و القطاعات الحكومية ما مكن من تحسين و تطوير الخدمات و طرق التسيير و آلياته.
و لم يقف سيادته عند هذا الحد حتى فاجأ الجميع بإنشاء مجلس أعلى للشباب خاص بهمومهم و مشاكلهم يقوم عليه شباب يتدارسون خلاله أفكارهم و يقدمون رؤاهم و يساهمون في النهوض بالشباب و يعملون على بصيرة و بشكل مباشر مع الرئيس في سبيل القيام بدورهم كمواطنين يحق لهم كما يحق لغيرهم أن يسهموا في بناء وطنهم بكل حرية و أمانة و نزاهة.
وأتبع تلك الخطوة بتعيينات جديدة للشباب أسهموا اسهاما بالغا في تسيير ذلك الحدث البارز بشفافية متناهية ما مكن الجميع من المشاركة و صدم المشككين و أثار اعجاب العالم باسره.
و لم يلبث الشباب أن انتصر نصرا آخر في العامين 2015 و 2016 حين تم تعيين إداريين مدراء عامون من الشباب فتربع الشباب على كرسي التسيير و القيادة في عديد المؤسسات الوطني كشركة سكر موريتانيا و مشتقاته، و شركة النقل العمومي، و إذاعة موريتانيا و مؤسسات أخرى كثيرة حتى أكاد أجزم أن الشباب اليوم يسيرون من 60 إلى 80 في المئة من المؤسسات العمومية و يشغلون مناصب هامة جدا كوزارة الشباب و الرياضة، و وزارة النفط و وزارة الشؤون الاجتماعية و وزارة الشؤون الإسلامية، و غيرها من الوزارات التي يقودها اليوم شباب موريتاني نزيه و طموح و مقتدر ينظر بعين ثاقبة للمصحة العليا للبلد و يؤدي دوره بشكل لا يدع مجالا للبس.
إن من يشككون في مصداقية الرئيس محمد ولد عبد العزيز و يحاولون النيل من الشباب مستخدمين المواقع الصفراء و الحمراء، إنما يأكلهم الحسد و الغيظ و يعيشون في ضرب من الخيال و يريدون لهذا الوطن أن ينهار لا قدر الله، و ذلك خدمة لأعداء موريتانيا في الخارج و الداخل ممن يخدمون اجندات خارجية تريد للبلد أن يبقى دئما في حاجة ماسة لها حتى تنهب خيراته و تدمر عقول شبابه و تستحوذ على القرار فيه حتى لا يبقى لأهل الوطن سيادة عليه، مستخدمين "شمامه خذ خيرها و لا تجعلها وطنا" و يأبى الله ذلك.
و ليس من كلمة يختم بها ما قدمناه تعريفا بما وصل اليه الشباب سوى أن نتوجه بالخطاب مباشرة لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز مؤكدين عليه الاستمرار في هذا النهج و أن يواصل كلما افسد احدهم فلا مناص من تجريده من مهامه و الزج به في غياهب السجون و لا مناص من تعيين بدلا عنه شابا طموحا مسؤولا مقتدرا يخدم وطنه و يرضى بما قسم له ربه و لا تأخذه في سبيل خدمة الوطن لومة لائم.
دامت وازدهرت موريتانيا بشيبها و شبابها المخلص.