الحمد لله رب العالمين أمر بتصديقه وتصديقه رسله أجمعين وبتصديق الصادق الأمين محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وسلامه عليه وعلى عترته وصحابته والتابعين،
وبعد فإن مما أخبر الصادق به المصدوق صلى الله عليه وسلم انقلاب الموازين، موازين الحكم وغيره من الموازين التي قلبت ومصداق ذلك ما صح عن الصادق المصدوق
: [سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة]، قالوا : وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال : [التافه يتكلم في أمور العامة] ''السنن''.
قلبت موازين الحكم –ولا أتكلم هنا عن الحكم السياسي وإن كانت موازينه قلبت ولكن لا أبغي الخوض في ذلك اغتناما للوقت من الضياع في الجدال مع من سخر نفسه للانتصار للباطل من غير أولي الألباب- إذ أصبح الحكم على الأشياء معكوسا، فمن ذلك أنه أصبح الغرب الفاجر هو صاحب الحكم على الأشياء وتزكيتها، فمن وما زكاه الغرب زكيناه ومن وما هجره ووضعه هجرناه ووضعناه.
فأن يُرى أتفه الناس وهو جالس يحاضر عما ينبغي أن يكون عليه الناس من أمر دينهم ودنياهم ومعاشهم فذلك والله من السفاهة ومن تضييع أوقات المسلمين وأموالهم التي عظمها الله وذلك ما يجب أن يعلمه ويتنبه له المسؤولين.
ومن انقلاب الموازين ما يروج له ضعفة النفوس والقلوب هذه الأيام وما يشهرونه من سوء الكلام ومن طموحٍ لتكون بلاد شنقيط علمانية، فوالله ما كانت ولن تكون بحفظ وقدرة السميع العليم، ونقول لمن يروم ذلك : ﴿قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور﴾، علم ما في صدور هذا الشعب الذي صبر على الظلم والبغي وغير ذلك من ظلم وظلمات من ولاهم الله أمورهم ولكن لن يصبر على ضياع دينه وبلاده التي عرفت بنشر الدين وبنشره عرفت في العالمين إذ لا تجد قطرا إلا لهم فيه يد في فهم الدين وتعليمه للمؤمنين.
وإن مما ننصحكم به قبل أن تضيعوا أوقاتكم وأعماركم في تمني مالن يكون أن ترجعوا لأنفسكم وتتفقهوا في الدين، إذ به نجاتكم وهداية مرشديكم الزائغين.
والحمد لله رب العالمين الذي أراد في ملكه أن تكون بلاد شنقيط وأبناءها منابر لنشر الدين والدفاع عنه وعن سنة الأمين والصلاة والسلام على المُهدى رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته والتابعين.