إن التربص بهذ الشعب المسلم الطيب لم يكن وليد اللحظة و إنما منذ فترة الإستعمار الفرنسي.
بعد ان جر المستعمر أذيال الهزيمة في نهاية الخمسينات و بداية الستينات و ذلك بعد ان فشلت جميع المحاولات لتكريس قانون الأحوال الشخصية الفرنسي في هذه البلاد،
و مازالت تلك المحاولات مستمرة، تارة عن طريق الحركات التنصرية و تارة عن طريق الدعم و التسويق للحركات العنصرية المستهدفة للنسيج المجتمعي.
و أول محاولة تنجح بشكل حقيقي هي افساد التعليم 1999 الذي فرض بشكل نهائي ان تكون اللغة الفرنسية هي اللغة المعتمدة في المناهج الدراسية بهدف فصل الطفل عن محيطه المجتمعي في المراحل المبكرة لتكوين شخصيته، فالمرحلة لإبتدائية تعتبر البوصلة الموجه لشخصية الإنسان.
و وصلت هذه السياسة أخيرا الي إستهداف المجتمع في ثوابته الدينية و الطعن في الأماكن الحساسة لهويته الإسلامية و المس من المقدسات كالشرك بالله و المس من الذات الألهية، حتي وصلت بهم الوقاحة الإساءة الي الحبيب صلي الله عليه و السلم.
و كان أخر هذ التيهان الفكري مطالبة بعض السابحين في مستنقع الجهل و غسل الأدمغة بعلمنة المجتمع الموريتاني، وهنا وجب تبيه الشباب الي خطورة الموقف، و الوعي بالتحديات و الوقوف ضد هذه الدعوات بكل حزم تحملا لمسؤولياتنا اتجاه ثوابت و مقدسات المجتمع.
فما هي اللادينية (العلمانية)......؟ ومتي ظهرت في العالم العربي الإسلامي ....؟ وهل هي الحل السحري لمشاكل البلد......؟.
اللادينية (العلمانية) نمط تفكير ظهر في اوروبا في القرن الثامن عشر و هي '' فقدان المؤشر الديني في القضايا اليومية للمواطن و إستبداله بالمؤشر المادي المطلق '' بسبب وقوف الكنيسة ضد العلم و البحوث العلمية الجادة و محاربة المفكرين و تعذيبهم و قتل بعضهم، و انتحال رجال الكنيسة و الأديرة صفة الألوهية و بيع صكوك الغفران و توزيعها، هذه التصرفات شجعت الثورة علي الكنيسة.
و لاكن تحولت الثورة علي تصرفات رجال الدين الي ثورة علي الدين نفسه و ظهرت نظرية التطور لداروين 1759م التي تقول بإن الإنسان جرثومة عاشت في مستقعات راكدة و ان القرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان أخرها، هذه النظرية التي أدت الي انهيار العقيدة و نشر الإلحاد، وكان لليهود دور كبير في تكريس هذه النظرية و البعد عن الدين من خلال كارل ماركس (فيلسوف يهودي) و داعية الشيوعية و مؤسسها والذي يعتبر الدين آفيون الشعوب و أخرين كثر.
وقد انتقلت اللادينية (العلمانية) الي الشرق في القرن التاسع عشر أساس مصر و تركيا، أما باقي الدول العربية فقد انتقلت إليها اللادينية في القرن العشرين و هنا بدأ التلاعب بالعقل العربي وتم استبدال كلمة ''اللادينية'' بكلمة ''العلمانية'' دون المساس بالمعنى، لأن كلمة اللادينية من الصعب ان يتقبلها المواطن العربي ذو الخلفية الدينية الإسلامية و المسيحية.
وتعني اللادينية في جميع جوانبها عزل الدين عن الدولة و حياة المجتمع و إبقاءه حبيسا لايتجاوز العلاقة الخاصة بين الإنسان و ربه و حصره في شعائر تعبدية قد يقام بها و قد لا يقام بها بالنسبة للفرد، و شعائر متعلقة بالزواج و الوفات بالنسبة للمجتمع.
م وهذ الكلام يتنافى مع قوله تعالي في سورة الأنعا
قّل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت و أنا أول المسلمين ) صدق الله العظيم. (
فمتى كانت اللادينية حلا سحريا لمشاكل الدول حتي نطالب بتمجيدها وتطبيقها،و إذا كانت هي فصل الدين عن الدولة أو السياسة كما يقال ........
فهل تأدية الرئيس الأمريكي المنتخب اليمين الدستورية داخل كنيسة عند تسلم مهامه، من العلمانية...؟ -
- و هل وجود أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية مسيحية في أروربا، من العلمانية....؟
- و هل سن قوانين اوروبية تجرم و تعاقب كل من يشكك في المحرقة اليهودية (قانون معادات السامية) علي أساس ديني و مساعدة إسرائيل علي قيام الهيكل المزعوم، من العلمانية أيضا ....؟
و الكثير الكثير من العوامل التي تعكس حضور البعد الديني في الغرب.
و أذكر هؤلاء العلمانيين المرتزقة بقوله تعالي
و قوله تعالي
صدق الله العظيم.
حيث تبين هذه الآيات أن أكثر الأديان السماوية إحتراما للإنسان و معتقده هو الإسلام و أن انتساب هذ البلد للإسلام فخر و عزة لنا و ان موريتانيا ستظل جمهورية إسلامية سنية إن شاءالله
