أهميّة دور الشّباب في قيادة قاطرة الاستتباب / النهاه ولد باب ولد خيري

يعتبر الشباب هو الكتلة الحية والقلب النابض في البلدان الفتية مثل بلادنا، والقادر دوما علي التأثير و التغيير أكثر من غيره في مختلف الاتجاهات (الثقافية، الاجتماعية، السياسية و الاقتصادية) حيث تمثل سواعده القوة المحركة لاقتصاديات هذه البلدان المحور الأساسي للتنمية، ويقول سيد البشر صلى الله عليه وسلم "

الخير كله في الشباب والشر كله في الشباب"، أي أن الشباب سلاح ذو حدين حسب مستخدمه.
ولأن الشباب في البلد تزيد نسبته علي 75% من السكان و الأكثر قدرة علي الابتكار و الإبداع فقد أدرك رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز هذه الحقيقة والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الشريحة من المجتمع، وجشعها علي المشاركة في المشهد العام بندائه لها المتكررة، و وفر لها الفرصة لطرح رؤيتها لهذه المشاركة و ذلك من خلال لقاء ''أنتم الأمل''، ومكنها من المشاركة الفعلية ولو جزئيا باستحداث المجلس الأعلى للشباب كهيئة دستورية تابعة لرئاسة الجمهورية، يجب دعمها انطلاقا من أنها مكسب مستدام للشباب الموريتاني و التعيينات في المناصب الهامة الملاحظة في السنوات الأخيرة، و الشابة الموريتانية كعنصر له خصوصيته في المجتمع ككل و في الشباب بشكل خاص، و التي كان ينظر إليها بعدم الأهلية و الدونية كباقي الشباب، حيث كانت التعيينات في الأنظمة السابقة محصورة في بعض النساء أللواتي يعاد إنتاجهن مع كل نظام جديد وتعيينهن (نفس الوجوه) بطرق تقليدية ملتوية معروفة لدى الجميع، أما الآن فنجد أن هذه الشابة يتم صدور قرار   تعيينها مرفقا مع مؤهلها الأكاديمي و العلمي.
كل هذه المكتسبات المهمة والتي يرجع الفضل فيها إلي فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز مع أنها غير كافية وأكثر ما يعاب عليها هو ملف تشغيل الشباب الذي لم يتحرك من مكانه حتى الآن و مطالبين بتحريكه و نعتبره هو العائق الحقيقي و المكبل الأساسي لقدرات الشباب، إلا أنها تستحق أن تذكر فتشكر.
ولكي نعزز هذه المكانة ونوجد المفقود منها ونحن أهلا لذلك، لابد أن نكون في صدارة الأحداث و أن نقود قاطرة التعديلات الدستورية الممهدة للتغييرات الإستراتيجية المقلبة التي شاركنا نحن في صياغتها من خلال مشاركتنا اللافتة في الحوار الوطني الشامل الأخير، والمساهمة الكبيرة والفاعلة في اللحظات التاريخية التي تعيشها بلادنا، بالشرح الوافي والكافي لمخرجات الحوار، ونبدأ تعبئة لها تلبية لنداء رئيس الجمهورية للشباب في خطابه التاريخي في ختام الحوار الوطني الشامل.
وأن لا نترك المنابر للمعارضة لكي تتخذها مطية لتزويري و قلب الحقائق، فالمعارضة كما جرت العادة تعارض أي شيء صادر من فخامته حتى قبل صدوره، وأن نقف و قفة شبابية تاريخية نكون فيها رأس الحربة.
أما المشاركة في الانتخابات المقبلة كشباب فلكل حادث حديث و الحكمة تقول '' إن البطون الجائعة لا آذان لها ".

4. مارس 2017 - 11:58

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا