لا مراء أن موريتانيا ولجت التغيير قبل الربيع العربي، وأنها كانت البلد الأكثر سطوعا في مجال الحريات العامة
والانتخابات، والسلم الأهلي، ومحاربة الإرهاب والغلو، في عشرية كانت معتمة في إفريقيا والعالم العربي، فقدت فيها بلدان سيادتها علي أرضها، وخسرت فيها أوطان أمنها واستقرارها،
والأدهى والأمر أن قوي التغيير من أحزاب وشباب أضحت وقودا إما للتقاتل الداخلي، أو لطوفان الهجرة إلي التيه والمجهول؟ كما أن التدمير الممنهج لما بناه أجيال العرب والأفارقة من بني تحتية ، ومعالم حضارية كان مخيفا، ويعطي أعظم الدروس ، لثالوث: الغزاة، والغلاة ، والحفاة العراة، الذين يتطاولون في التدابر ويبنون ما لا يسكنون بنيان الخراب.
لمصلحة من نجعل من صراعاتنا الموهومة ، حدودا بين أبناء البلد الواحد، ألسنا أغلبية حاكمة، ومعارضة محاورة، ومعارضة ممانعة ان خسرنا تميزنا عن(السفن الغارقة ) خسرنا جميعا؟
وما هي القداسة التي نعطيها لأوراق نكتبها، ونصوغها لضمان حكامة استقرار وتعايش آمن ، في عالم مقلق ومضطرب، خصوصا إذا احترمنا المأمورية والقسم، ومبدأ التداول السلمي للسلطة؟
قد يراهن البعض علي الخارج والغربي خصوصا، والخارج غارق إلي الودجين في أوحاله، ويعيش ارتداداته الانتخابية، وانتهاء عصر العولمة...
قد يراهن (السياسيون ، المؤدلجون ،الطفيليون) علي التزام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمغادرة الكرسي طواعية ، واحترامه الصارم للمواد الجامدة، ويتصورون بأن صراعات الأغلبية الراهنة، ستتيح لهم إعادة إنتاج مرحلة المذبذبين في عهد سيد ولد الشيخ عبد الله، وهم يقدرون خطأ – قوتهم الموهومة علي تحريك الشارع بعد نجاح ما في غرف البرلمان - وهي نفس العقول التي
صنعت اسطوانات فاشلة لتغيير السلطو من أمثال: البطاقة البيضاء ، وإقالة الجنرالات، وشعار الرحيل، وحرق الكتب والمصحف، وتشجيع المستهزئ ، والترويج لوجود داعش ، ومحاربة القرءان وأهله ووصفهم بالدواعش... والمراهنة علي بيرام، و لاتلمس جنسيتي،والكركرارات، وآكرا، وغابة واغادوغو...
هؤلاء في الجملة مسارهم يقود إما إلي زعيم غير ديمقراطي، مسنا ضره، وأكلتنا رشاواه، وكان بطاقة بيضاء، لاتسمن ولا تغني من جوع.
أو يروجون لمرشح- ترشح، وترشح، وترشح، وترشح- حتي بلغ أرذل العمر في الترشح، فلا مجس يسعفه، ولا حليف ينقذه.
وثالث دروب هؤلاء، منجمون يضربون الأقداح الآن بحثا عن عمدة أو سفير أو وزير أو رجل أعمال ، أو رئيس حزيب لا يصحو... كأن السلطة بالمزاد، أو كأنها عطية وهدية،، أو كأنها فراسة نسوة وكهان...
هذه الأرض أسيادها حجارة من سجيل، وشعبها أجياله طوفان كطوفان نوح، وهذا المجال الجغرافي العاصف، لا يقف فيه إلا من استوت قدماه، رافع الرأس ـ لا ينحني إلا لله،،ولا يستوي ظهره إلا لمصلحة شعبه، الأنف(بضم الهمزة والنون)..
أما من انحني يعبد المستعمر وحلوانه، ويهوي البيانات ورئاسات الورق والأحزاب والبنوك، وجماعات الضغط.. الداخلية والخارجية ، فقد خرج التاريخ من باب.. التعديلات، والمظاهرات، والمهرجانات، والمؤتمرات، والصفقات..والحفلات.. والسهرات.. والرحلات.. والمنتديات.. والتحالفات..والتخمينات.. والظنيات..
السلطة عبر التاريخ، تاريخ يصنع، وتؤخذ دائما غلابا بأزمة العقول، وقناعات القلوب ، وحكماء يبزون سفهاء الأحلام ، وشجعان لا يخافون لا يتكلمون كثيرا ، وان ألزمهم النطق قالوا قولة سيف الله المسلول خالد بن الوليد: لا نامت أعين الجبناء..
هل رأيتم أمة أسلمت أمرها إلي بلهاء أم إلي جبناء؟
أرم الواهمون.. هذا العالم البوم، لا تهدي فيه ، ولا تباع الأوطان... وهذا الوطن الفريد، لأمة فريدة، أمانة، سفنه عبرت المحيط.. وسفنه عبرت الصحراء.. وهي تردد:
الرئيس القادم لا يصنعه الورق..ولا التعديلات..ولا يخشي المؤامرات والتحالفات...
قائم ،يؤم التراويح بنفسه ويتلو القرءان، أسد حكمة،هو والرئيس الأحمد العزيز صنوان وخلان..صموت في وقار، حكيم مع برهان.
لا يخدعه الولهان، ولا يكيده السكران، ومعروف بين العربان.. وجرب في أوقات الهول، يسمع ويعقل ما قاله النذير العريان.. ويزن بالميزان.، ويقهر كل الطلاسم ويفتح كل البلدان.