الرئيس والبرلمان وجهان لعملة واحدة ! / سيد محمد ولد أخليل

هل يعتقد مجنون واحد في هذا الركن المنسي من العالم، الذي عجز أبناؤه - الذين أصبحوا كلهم ديمقراطيين بين عشية وضحاها (فجأة من المحظرة إلى البرلمان) - عن بناء رصيف صالح يغطي جوانب مدينتهم المتسخة التي لا يوجد فيها غير المتاجرة العفنة بالبضائع والأدوية المزورة، والوجوه

 الكالحة المثقلة بالهموم والظلم والأكاذيب !
يريدون لهذه التعديلات الغبية التي لا أرى لها أي داع – اللهم إلا إذا كان شغل الناس عما هو أسوأ منها -، أن تمر بالقوة (قوة أكذوبة الديمقراطية) عبر مجلسهم الناعق الذي أجزم بأن الرئيس إذا مرر عبره قيئه لمر مع اللحس والشم والتطبيل !
إن معنى التشريع عند هذه الحكومة – لا أقول الملعونة - هو تطبيق ما في رأسها عبر هذا المجلس الوهمي الذي هُزمت فيه المعارضة شر هزيمة بحيث أصبحت مجرد مضاف إلى ما قبلها، مجرورة بالذل والهوان وضعف الكلمة في مواجهة بني سلول المؤيدين للرئيس، حتى اضطر بعضهم إلى النزول إلى الشارع مع النازلين !

ماذا فعل لك النشيد أيها الرئيس الذي رأينا في أيامه ألوان التلبيس ؟ ألا تقف للحظة لتفكر في مستقبلك بعد الرئاسة وتصفيق المنافقين ؟ ألن تموت ؟ ألن تصبح نسيا منسيا كما كان من قبلك وقبله ؟
بماذا ستواجه ربك إن سألك عن نصرك للدين ؟ ماذا فعلت للدين يا رئيس ؟ أين حدود الله والشريعة ؟ ما ذنب النشيد الذي لم تشفع له بدايته الرائعة "كن لله ناصرا"، يا "كن لله ناصرا"، أليس ذلك خير لك من رئاسة الفقراء والأغنياء المنافقين !!
ماذا ستقول أيها الديمقراطي المجدد الذي يريد تغيير كل شيء ليقول كل البلهاء: "هذا ما تركه رئيس الفقراء الذي رحل غصبا عنه"، لكن ما أدراك أن من سيأتي بعدك لن يكون كارها لتاريخك وإنجازاتك، ويبدأ عهده الميمون كرئيس للأغبياء بمحو ها، كما محوت أنت أسماء بعض الشوارع والنشيد !
وأضفت وابتدعت في السياسة والطرقات والقوانين ما لم نر له ثبات ولا دوام، وآخر صيحاتك ما تسعى إليه اليوم جاهدا عبر برلمانك المطيع الذي تحركه بالريموت كنترول – بعد أن تأكد لكم أن الشعب لن يصوت على تغيير ثوابته - تطبيقا فكرتك المبنية على تغيير النشيد والعلم ما دمت عجزت عن تغيير مدة جلوسك في الرئاسة، ولا ذنب للنشيد في ذلك، وكنت اعتقد أنك بعيد عن مثل هذه الترهات التي ظننت أنها من صنع أهل البدع الحاقدين، لكن ثبت بالواقع أنك صاحب الفكرة المذلة (التي تقف في وجه ما ورد في النشيد من "كن لله ناصرا") والتي يوجد ما هو اهم منها في سبيل الإصلاح، بل هي إلى الفساد أقرب لأنها تمسح بركة من البركات التي ربما حفظت البلد حتى اليوم !
وكذلك فعلك مع العلم المسكين الذي تريد أن تصبغه ب "روجلافر" ليصبح مثل شوارب الفاسقة !
كلها أفكارك، وكلها إنجازاتك السينمائية المفتعلة، أو على الأقل هذا ما رأيته منها، وأكثرها ضرائب كضرائب كازوال، وزازو، والسيارات، إضافة إلى هذه الطرق المتقعرة التي يتم اختلاقها في جوانب مظلمة بعيدة من العاصمة في حين لا يزال الناس يموتون على طريق روصو الأساسي بسبب الفساد !
ألا ترى أن ثرواتنا تمر تحت جنح الظلام من حولنا دون أن نشم لها رائحة، وفي عهدك، فأين الرعاية، وأين الجدية وأين الإنجاز ؟
أين البترول؟ من شم له رائحة هنا ؟ أين السمك من ذاق له طعما مريحا هنا ؟ أين النحاس وأين الذهب وأين أين ؟
المدارس بيعت في المزادات العلنية، وساحة بلوكات التي كانت أنسب مكان – هي وما حولها من دور - لحديقة تتنفس بها العاصمة لأنها في قلبها، تم تحويلها إلى سوق اعمال لا أربح الله أهله  إن كانوا من المؤذيين، وكذلك جوانب أخرى من العاصمة التي تحولت إلى بورصة للتبتيب الوقح !
ماذا أنجزت ؟ أعتقد أنك نجحت في مسألة واحدة هي "الأمن"، هذه حقيقة ، كذلك أعطيت للجيش وجهه وقوته حتى أصبح محترما محليا ودوليا، لكن ماذا عما هو متعلق بالمعاش والبنى التحتية ؟ الشعب جائع، وإذا مرض تم حمله على وجه السرعة إلى أقرب بلد ليتداوى فيه لأن الموجود هنا هو الأكاذيب والإنجازات المزيفة وحدها !
الأطباء لصوص مثلهم في ذلك مثل التجار والسياسيين والإداريين وحتى بعض أشباه العلماء، بل أكثر العوام تأثروا بجو النهب السائد الذي أصبح فيه كل من لا يقدر على التهنتيت عبارة عن شخص ضعيف بلا شخصية !
اسمعها من ناصح: أخلص لله، انصر الله ينصرك، لا تهتم لا بأمريكا ولا بفرنسا، ولا بالديمقراطية  اللعينة ولا بمشايخ البدع الذين لن ينفعوك يوم تخاطبك الملائكة..
أخلص لله، فما فات من العمر أكثر مما بقي، والدنيا دار سياسة وغرور..
أصلح فبيدك أن تفعل الكثير، ولو قدمت شيئا لله ضاعفه لك، ورزقك قصرا في الجنة خير لك من هذا القصر الكئيب الذي تحوم حوله الدبابات في الساعات المتأخرة من الليل بإيعاز من المنافقة فرنسا أو المخاتلة أمريكا أو غيرهما..

لا يوجد في هذا البلد غير الجوع والبطالة والمرض والعفن الذي يفترش كل مكان !
لا يوجد أي إنجاز في هذا البلد لسبب بسيط وهو أنه يفتقر أصلا إلى المقومات الأساسية للوجود (وهي البنى التحتية الحقيقية غير المزيفة الناقصة)، فما لم نبنها لا يمكننا التحدث عن إنجاز، فلا عاصمة، ولا مستشفى، ولا أي شيء..
ولا تغرنك المسميات الخادعة الموجودة فكلها استعارات كاذبة كما تعلم..
وإذا نقصت الأساسيات ففيما التشدق ؟
الناس يزدادون فقرا على فقرهم، وانزل إليهم بقلب مفتوح لترى بنفسك حالهم بدل الوحلة في العلم والنشيد الذي أخشى أن يكون تغييره بداية للتغيير إلى أسوأ، لا قدر الله !

لماذا النشيد ؟
لأنه ينصر الله، وهم لا يرغبون في أي شيء ينصر الله، بل بالعكس يتهافتون على بضاعة الأبالسة الغربيين، وينصرون بكل جهدهم "الديمقراطية الكلبة" ! وقد طغت بقوانينها وملابسها الداخلية المتقعرة على كل ما له علاقة بالإسلام والعروبة والقيم التي ترك لنا الأجداد !!
وهذا يقودنا إلى المسألة الثانية مع ما في الصدر من حنق وددت لو أفرغته بسبب هذا البعد المخزي عن كل ما هو نافع لهؤلاء الساسة الذين يتحكمون في البلد، والذين لن يسألهم الملكان عن الدستور وسياستهم الخبيثة اللعينة..
وقد استمعت إلى طرح للشيخة المعلومة تساءلت (وهي ليست بجاهلة) عن مصير المغنين الذين أمضوا عمرهم في الطرب والغناء، وهي كما قرر أكثر العلماء معصية، تساءلت بكل حرية لأن الرأي والفكر لا يجب الحجر عليهما، على كل الآراء أن تطرح على الطاولة ليتم تهذيبها وأخذ الصالح منها "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"، وعندها الحق ما الذي يضر من مواجهة البدع بأضدادها، فإن كانت حقا تمسكنا بها، وإن كانت باطلا ظهر ذلك للمغترين بها ! أفي هذه مشكلة ؟ لكن اهل الباطل والزيف والضلال يعلمون أنهم ضعاف لذا يحرصون على سجن اتباعهم الذين يحلبون ثرواتهم في محابسهم، ويحرمون عليهم النظر في الرأي الآخر الذي قد يكون هو الصحيح. لذا رأينا من يموت على البدعة والعياذ بالله، ومن لا يدرك جيدا هل الغناء حرام أم حلال أم بينهما لأنه لا يعرف ما كان عليه علماء السلف الحقيقيين – وهو الراجح-، لذا أعود فأصف للشيخة المحترمة ولكل الراغبين دواء شافيا يداومون عليه شهرا، وسيرون أثر العلاج بعون الله، وهو:
- متابعة قناة البصيرة الفضائية الموجودة على النيل سات (ومن خلالها ستعرف الباطل، وبالتالي يمكنك تجنبه، ترددها موجود على جوجل).
- إضافة إلى قراءة كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، فكتاب ابن تيمية "مجموع الفتاوى" مثلا، وهو كتاب عظيم (رغم ضخامته) يمكن لمن طالعه أن يعرف ما هو الإسلام الأصيل الصافي الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأخذه عنه صحابته الكرام (وعلى كل واحد منا بالمناسبة أن يبحث عن الحق بنفسه دون الإنصات لهذا أو ذلك، طالع بنفسك وأحكم فانت وحدك المسؤول عن نفسك).
أسأل الله العلي العظيم ان يمن علينا جميعا بالتوبة والهداية وأن يجعلنا من أهل جنته الناجين من عذاب النار لأن شهادة ألا إله إلا الله تضمن للموحد – ما لم يشرك – الجنة، أما ذنوبه وبدعه فمن موجبات دخول النار للتمحيص ولو إلى حين، أجارنا الله وإياكم وجميع المسلمين منها .

وإلى الفقرة الثانية من هذا المقال: "الإرهاب والتطرف"..
"محاربة الإرهاب والتطرف".. عنوان كبير مخيف، لكن ألا يعلم أولئك الذي لا يزالون يصدعون رؤوسنا حتى اليوم بمحاربة الإرهاب – وخصوصا منهم العلماء الذين هم كبار عند البعض – أن الإرهاب هو العنوان الأول والأخير لمحاربة كل الشياطين للإسلام ؟
ألا ترى أن أمريكا تتحدث أولا عن الإرهاب قبل قيامها بدك مدن المسلمين بصواريخها أحرق الله مجرميها الملاعين !
ألا ترى أن الملحدين والعلمانيين لا يجدون من مدخل إلى الإسلام غير وصفه بالإرهاب والدموية ، ومحاربته بهذه الوسطية الخليعة التي تشبه الزانية المطمئنة ! والتي أصبح لها بعض العلماء المحسوبين على الإسلام !!
ألا ترى أن هؤلاء الأبطال المعارضين للإرهاب (الجهلة بالواقع) من الساكتين عن البدع وأهلها، بل الواصفين لمن يعترض عليهم بوصف "التطرف والإرهاب"، ألا ترى أن هؤلاء البكم الذين لا يتحدثون أبدا عن مشكلة المسلمين الأساسية وهي: البدع التي أمرضت الأمة حتى ما عادت قادرة على فتح فمها في وجه التحديات التي تواجهها !
سكتوا عن البدع، ولم يجدوا لا هم ولا الساسة الديمقراطيين من إخوانهم الشياطين، من شيء يتحدثون عنه غير الإرهاب ! فنصروا بذلك الغرب الذي خطط منذ 1965م في مجمع الفاتكان الثاني للقضاء على الإسلام قبل دخول الألفية الثالثة، وبعد فشله في ذلك أوكل بتلك المهمة إلى الوحش الجديد "أمريكا"، الذي تقوده كنيسة الفاتكان بتعاون مع اليهود الذين برأتهم الكنيسة من دم المسيح فأضحوا بعد عام 1965م أحباب لها بعد أن كانت تلعنهم على مدى قرون !
فأوكلت الكنيسة إلى أمريكا بمهمة القضاء على الإسلام في سبيل تنصير العالم، وكان ذلك في يناير 2001م، وما أن حل شهر نوفمبر من نفس العام حتى سقط البرجان الشهيران بفعل مخابرات القوم، وبشهادة كل العقلاء اليوم (شاهد الأدلة، وما أكثرها على اليوتيوب، ولأختصر عليك الطريق شاهد فقط ما قيل حول الطائرة الثالثة التي ضربت مبنى البنتاغون، ويا لها من أكذوبة تكذبها الأدلة لكن الأغرب هو سكوت قناة الجزيرة عن بث مثل هذه التقارير !)، فبدأت الحرب الماكرة على الإسلام والمسلمين، وهذه الحرب لها عدة أشكال منها الشكل الهجومي المباشر، وهذا شاهدنا ما نجم عنه من سقوط لدول مسلمة كبرى كالعراق وسوريا وليبيا وأفغانستان (التي بدؤوا بها، لأن القاعدة كانت فيها، وهنالك جاءتهم فكرة تجنيدها واستخدامها، والقاعدة  Databaseللعلم هي اسم أطلقته أمريكا على أسماء الذين تعاونوا معها في زمن الحرب الباردة ضد السوفييت).
وهناك الشكل الحفري (الحفريات الماكرة الخبيثة)، فهم يحفرون في ديننا من الداخل عن طريق تشجيعهم لكل كلب مسلم جائع يريد لقمة من الدولارات يتمتع بها في هذه الدنيا والعياذ بالله – وما أكثر أذلك النوع من الفسقة الجوعة في هذا الزمان.
فيقول الواحد منهم مثلا إن الأديان كلها من الله تعالى فلا فرق بين اليهودي والمسيحي والمسلم (وهذا قول الدكتور سعد الدين الهلالي في مصر، وغيره كثيرون، وهو عالم أزهري! والأزهر بوسطيته اليوم من أكبر الساكتين عما يتعرض له الإسلام والمسلمين من مكائد شأنه في ذلك شان معظم النخبة خصوصا منها ما له علاقة بالبدع المشؤومة).
ومنهم من يقول إن صحيح البخاري لا يصلح، وتلك محاولة لإسقاط السنة وهذا قال به كثيرون مثل مسيلمة الكذاب (ابن البحيري) وأبو حمالات (إبراهيم عيسى) في مصر.
ومنهم يتجرأ على رد بعض ما قرره الله تعالى في كتابه بآيات محكمة صريحة، مثل مسألة الميراث، فيسبح في المياه العكرة التي تسمى تنويرا وفكرا خليعا، بحيث يتخطى أساسيات الإسلام المسلم بها والقائمة على القبول والتسليم بكل ما أمر الله تعالى به المؤمن (ولا أقول الديمقراطي لأن الأخير ضعيف الإيمان، والدليل على ذلك إيمانه الكامل بالديمقراطية وفرنسا وأمريكا ولغاتهما الأعجمية المعوجة التي ما نزل بها القرآن ولن ينزل، وفلاسفتهما الزناة المجانين).
ومن ذلك رد حد السرقة، وعدم اعتبار قطع يد السارق وهو الذي بسببه تم حبس المسمى "ميزو" (شيخ ميدان التحرير الناعق بالخروج والبدع) اليوم لمدة خمس سنوات (في مصر).
نعم أيها الديمقراطي، إن أعدائك ينفذون خطتهم الجهنمية الهادفة إلى اقتلاع الإسلام واقتلاع كل من لا يقبل بذلك وإن كان أضل من حمار أهله.. نعم، سيرجعون إلى الكلاب النابحة التي ساعدتهم في مخططهم الشيطاني بعد نجاحهم فيه ، وسيقطعون ألسنتها إن لم تؤمن بالصليب.
إن "الإرهاب" هو الدعاية الواضحة التي يحاولون من خلالها تشويه الإسلام والقضاء عليه في دولهم أولا، وكل سعي في هذا الإطار – كما يفعل المجتمعون عندنا – يساعدهم في التأكيد على فرضية إرهابية الإسلام، فكل غراب هنالك يسمع في اليوم ألف خبر وخبر عن وحشية داعش التي يصورونها كممثل للإسلام ، ومما يؤسف له أن ترى بعض العلماء بدلا من التركيز على تحذير الناس من هذا المخطط الصليبي الذي يستهدفهم، تراهم يركزون على فراخ داعش الجهلة الصغار، ولا يدركون أن داعش والإرهاب صناعة أمريكية صرفة، فالغرب هو الذي يخطط لداعش لأنه يقودها من قاعات مخابراته، لا أولئك الجهلة الملتحين الذين يتحدثون بإسمها هم والشباب المتحمس لدينه الذي أضلوا باسم الجهاد !
وبدل أن يعمل أولئك الشباب على الدعوة والجهاد الحقيقي الذي سينجم عنه خروج الحاكم الصالح المجاهد الذي يتمنون وجوده ويستعجلونه بغير وجه حق في ظل سيادة البدع ! في حين أن جهادهم الحقيقي هو تثبيت أركان الدين وإضعاف أهل البدع المتاعيس الذين يتعاونون مع الإرهابيين الغربيين في تشويه الإسلام من خلال تثبيت وصف الإرهاب به.
إن أساس بلاء هذه الأمة هو الغرب الصليبي الذي يتذرع بالإرهاب وداعش من أجل دخول بلاد المسلمين ، وإلا قل لي بالله عليك أين هي الدول المسلمة التي يثقل عليها أفراد قلائل يتبعون داعش غير الدول التي وصلها مخطط الإستئصال الفاتكاني كالعراق وسوريا (فهذه من الطبيعي أن توجد فيها داعش لأن أمريكا موجودة فيها، وربما لو دخلوا غدا إلى هذا الشمال المغربي – لا قدر الله – لبدأنا نرى وجودا أكبر لداعش، التي هي بحق جناحهم الخفي رغم ما يظهرون من عداوة لها، والأمر مشاهد في كل مكان يجتمعون فيه معها، والفيديوهات الفاضحة لتلك العمالة كثيرة على الإنترنت (وطبعا عندما ينتهي دورها قد يسحقون الجهلة الصغار الذين كانوا يحركونهم تحت غطائها، وقد يكون ذلك ما يجري الآن في الموصل وسوريا مثلا، فهم يخططون وينفذون، ويكذبون ويدلسون، أما نحن فنائمون، تائهون، ندور في فلكهم المظلم دون حتى أن ننتبه لذلك ! وهذا عجيب، وما أظنه إلا بسبب شؤم هذه البدع لا بارك الله فيها ولا في أصحابها)..

أيها  المثقفون والعلماء، وأبدأ بالمثقفين لأنهم اليوم أكثر فائدة ونفعا للأمة لأن مشكلتهم واحدة هي الجهل، واغلبهم له رأيه الحر وشخصيته المتحررة القوية، بعكس أولئك الذين عرفوا الحق في المحاظر ثم تاهوا عنه في المتاجر، والدليل على ذلك موافقتهم الفاضحة لما لا يقبله عاقل واحد أحرى بعالم، وهو البدع، إضافة إلى صياحهم بمشكل هذا الإرهاب في كل مناسبة متناسين من ورائه، وهو المجرم الحقيقي الذي يحترمونه أشد الإحترام للأسف (الغرب) !..
فالأمل اليوم في رأيي موجود في صحوة الأمة: شبابها ومثقفيها ونسائها، ثم أخيرا علمائها ! فعجبا له من زمن نعيش فيه، كاد الدين فيه أن يعود غريبا كما بدأ، فهل هي بداية النهاية ؟!

إنهم يجتمعون في كل عام مرة او مرتين من أجل التنظير للإرهاب (لحويط لكصير مثل النشيد والعلم)، وكذلك تحتفل الإذاعات بتحديهم للإرهاب (والإرهابيين قلة لا تتجاوز العشرات أو المئات!)، ولا يتحدث أحد منهم عمن وراء ذلك الإرهاب الذي لو كان له حقا تأثيرا لما بقي منهم رداد أخبار ! كما يسكتون عما تأثيره أكبر وأدهى وهو هذه البدع الممرضة التي يتفرجون عليها تطحن الأمة هي وأختها الفاسقة العاهرة الديمقراطية !
عجبا لهم..
ألا فليجتمعوا ولينعقوا مثل الغربان ، لكن عليهم أن يجهزوا ما سيردون به على خالقهم غدا عندما يسألهم عن تضييع أمانة الدين ممثلة في النصح للمسلمين والتحذير من البدع والمجرمين ..
عندما يسألهم عن سكوتهم المخزي بسبب المداراة والسياسة والدبلوماسية والنفاق لكل شيطان محلي وغربي !

أما النشيد والعلم فسيتم تغييرهما إن لم يتراجع الرئيس شخصيا عن ذلك لأن البرلمان برلمانه والدولة دولته إلى حين.. وأقول الرئيس لأنه وحده صاحب القرار في هذا البلد، لا المعارضة ولا بني سلول، وهو وحده في مسألة النشيد: الناصر الذي كان لله ناصرا أو الخاذل المخذول..
 

8. مارس 2017 - 7:30

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا