هل شكل العلم الوطني أهم في قيمته الرمزية من اختيار يوم العطلة الأسبوعية ؟ / الساالك ولد محمد موسي

هل شكل العلم الوطني أهم في قيمته الرمزية من اختيار يوم العطلة الأسبوعية ؟
يجري هذه الأيام جدل واسع بين الموريتانيين على عدة أصعدة حول التغييرات الدستورية المقترحة .
والمتابع لمضامين مواقف الفريقين يمكن ان يلحظ دون عناء -إذا ضرب الذكر صفحا عن التدافع السياسوي بين السلطة والمعارضة وبحث كل منهما 

عن ما يشنع به على خصمه- يمكن ان يلحظ ان نقطة تعديل شكل العلم وحدها هي ما يمكن موضوعيا اعتباره أمرا غير مقنع وغير مرغوب فيه لدي أوساط واسعة في صفوف الموريتانين موالين كانوا ام معارضين .اما النقاط الأخرى من التعديلات فهي إما امور تقتضيها المصلحة لدى اي منصف ،فضلا عن كون بعضها مسطورا في برامج احزاب سياسية من معارضي التعديلات ( الغاء مجلس الشيوخ واحلال مجالس جهوية محله،دمج بعض المؤسسات الجمهورية ذات الاختصاصات المتقاربة) واما مجرد تعديلات في صياغة بعض المواد لحذف الاحكام ذات الصلة بغرفة مجلس الشيوخ .وهذه التعديلات الصياغية لا ينتج عنها أي تغيير جوهري في المضمون الدستوري الأصلي باستثناء تغيير تسمية وتشكيلة محكمة العدل السامية وتحويلها الى هيئة قضائية رسمية تتمتع بنفس الاختصاصات.
اعتفد انه لولا النقطة المتعلقة بتعديل العلم الوطني لما وجد معارضو هذه التعديلات مأخذا  ذا قيمة يمكنهم أن يوظفوه في التعبئة ضد ها.
ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه اليوم هو :لماذا لم تقم المعا ضة والمولاة وكل من يعتبرون أنفسهم غيورين على الرموز الوطنية بالوقوف ضد المرسوم الحكومي القاضي بتغيير العطلة الأسبوعية من يوم الحمعة الى يوم الأحد ومعلوم أن رمزية الجمعة في الوجدان الوطني ذي المرجعية الإسلامية أقوى وأوضح من رمزية ألوان العلم الوطني الحالية؟ ألا يكشف هذا عن قصور معيب في الثقافة الإسلامية والوطنية لدى نخبتنا الوطنية ؟ ام هو النتاقض ؟والإنتهازية؟
شخصيا أضم صوتي الى أصوات الذين دعوا في السابق ويدعون اليوم السيد رئيس الجمهورية الي إلغاء مرسوم العطلة الأسبوعية وإعادة ترسيم الجمعة والسبت عطلة اسبوعية لجمهوريتنا الإسلامية.وإلى سحب مشروع التعديلات الدستورية من اجل حذف نقطة تعديل العلم من مشروع المراجعة الدستورية.
ومبررات هذه  الدعوة هي صيانة الرموز الوطنية التي حظيت وما تزال بالإجماع الوطني او التوافق الواسع من مختلف فيئات الشعب.وهذه الصيانة تسد الباب أمام كل دعوات التفرقة والانحراف .
وقد ارتأيت ان أختم هذه التدوينة بتدوينة سابقة كتبتها  على حسابي في الفيسبوك ابان الجدل حول تبديل العطلة الاسبوعية من الجمعة إلى السبت. وهذا نصها:

لقد أصبح من بدهيات العلوم اﻻنسانية ، وهو ما برهنت عليه تجارب النهوض الحضاري أن الأمم والشعوب ﻻتتقدم وﻻ تحقق أي تنمية حقيقبة ومستدامة اﻻ بالتصالح مع ذاتها واﻻندماج الواعي في تراثها .ومن ذلك اعتماد لغاتها القومية واﻻلتزام بثوابتها الدينية واحترام رموزها الحضارية.وحيث ان الجمعة هي العيد اﻻسبوعي في الحضارة اﻻسﻻمية ، فانني-وهذا راي شخصي نابع من دراستي في مجال الحضارات- ادعو صناع القرار في بلدي إلى مراجعة قرارهم تغيير عطلة اﻻسبوع. واذا كان الدافع الى القرار هو اﻻنسجام مع حركة المؤسسات المالية والتجارية العالمية التي تعطل يومي السبت و اﻻحد، فيمكن البحث عن حل وسط للقضية.مثل استثناء القطاع المالي والمصرفي من عطلة الجمعة .فيعمل فبل الزوال، ويعطل يوم اﻻحد في نفس الفترة تعويضا.وتبقي عطلة القطاعات الأخري على حالها.هذا رأي شخصي ومشاركة في التفاعل اﻻيجابي مع القضايا الوطنية .
 

9. مارس 2017 - 8:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا