شهدت أسعار خام الحديد حالة من عدم الاستقرار في الأسبوع الأول من الشهر الجاري بعد فترة وجيزة من الانتعاش، وقد انخفضت الأسعار للتسليم الفوري في ميناء تشينغ داو أمس الأربعاء إلى 87.9 دولار للطن وهو أدنى مستوى خلال شهر. وتعاني الصين المحرك الأكبر للطلب على المادة الخام
من وفرة في المعروض، وزيادة في المخزون على مستوى موانئها، حيث بلغ هذا المخزون يوم 3 من الشهر الجاري حوالي ( 131.66 مليون طن).
سلسلة تراجع الأسعار هذه تأتي بعد الحديث مؤخرا عن أن عددا كبيرا من الشركات الصينية تخطط لإعادة فتح مناجمها لخامات الحديد في حالة استمرت الأسعار فوق 80 دولار للطن لأكثر من خمسة أشهر، كما يأتي هذا التراجع في ظل تصريحات لرئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أمام الدورة البرلمانية الجارية حاليا في بكين أكد فيها عزم بلاده على تخفيض طاقتها من إنتاج الصلب والحديد خلال هذه السنة الجارية بحوالي 50 مليون طن، وخفض طاقتها من إنتاج الفحم بحوالي 150 مليون طن.
وقد أصدر بنك اتش اس بى سى (HSBC) مؤخرا تقريرا توقع فيه أن تصل موجة هبوط الأسعار إلى ما دون تكلفة الإنتاج خلال الربع الثاني من السنة الجارية، وذلك لخلق الظروف المناسبة للسوق الصيني لاستهلاك الكميات المتراكمة على مستوى المخازن.
وفي الأخير أشير إلى أن خفض الصين من إنتاج الفحم قد يعزز الطلب على الخامات عالية التركيز كالتي تصدر بلادنا؛ مما قد يحسن من أسعارها في السوق الصيني.
وهذا يعزز توقعاتنا الماضية التي خلصنا فيها إلى أنه وحدها الخامات عالية التركيز هي التي ستحافظ أسعارها على مستوى جيد خلال السنة الجارية، خاصة أن كل زيادة في تركيز الخامات بنسبة 1%، يقابلها نقص في استخدام فحم الكوك بحوالي 1.6% ، أي خفض تكلفة إنتاج كل طن من الصلب بحوالي نسبة 3%.