الكل يعرف أن رموز الدولة الموريتانية ُأنتجت فى ظل غياب التام للشعب الموريتاني سواء كان ذلك الغياب على مستوى الوعي أو على مستوى الممارسة السياسية فلم يكن للمواطن الموريتاني ساعة إنتاج رموز ومعالم دولته شأن يذكر بل كانت تلك الأمور تخضع إنتاجا لرأي فرد أو فردين من أبناء
هذا الشعب إن لم تكن تدار أصلا من الخارج
فى ظل هذه الوضعية التاريخية التي اتسمت بشبه غياب تام لرأي المواطن فى إنتاج رموزه الوطنية يصبح من المنطقي وبعد أن قطع الشعب الموريتاني شوطا فى مجال الوعي المدني والسياسي أن يعود ليصوب من جديد بل ويُنتج رموزا على مقاسه
إن المقارنة بين الوضعية التي ُأنتجت بها رموز الدولة أصلا وما حظيت به هذه التعديلات من شد وجذب ووجود موالاة ومعارضة وأكثرية برلمانية وقلة معارضة يجعل تعديل هذه الرموز أكثر مصداقية من الطريقة التي ُأنتجت بها أصلا
والحقيقة أن أمر التعديل هذا ينبغي أن يتعدى العلم والنشيد ليطال اسم الدولة والعاصمة ففى الوقت الذي نجد أسماء الدول العربية تعكس أبعادا تاريخية وحضارية : سوريا دمشق + مصر القاهرة + المغرب الرباط....
نجد (موريتانيا نواكشوط ) نجد اسمين لا يعكسان بعدا تاريخيا ولا قيمة حضارية
فلماذا لا نغير اسم دولتنا مثلا إلى جمهورية شنقيط العربية الإسلامية وعاصمتها ولاته أو ودان أو تينيك أو كومبي صالح ...؟
ألم تتغير أسماء دول وعواصم فى محيطنا القاري .
فلماذا لا نراجع نحن هذه الأسماء التي لا معنى لها ؟؟؟