لا تزال الدولة الموريتانية حديثة النشأة رغم تقادم العهد وطول التأسيس ، والامر في ذلك عائد إلى تشابه في التفكير وتطابق في الفهم والتحليل لدى العوام والساسة ولا ادل على ذلك من الخرق المستمر لكل الوثائق والاعراف المنظمة لمجتمع المكنب البرزخي ، خرق طال الدستور وكل الرموز ( العلم ، والنشيد والوطني ) التي تميزنا كمجتمع اسلامي عربي افريقي ينحى منى الوسطية ويقع كعقد وسط بين العالم العربي والافريقي .
عودتنا الساسة كما الحكام على ان لا ثوابت للدولة ولا محرمات في بلاد السيبه ، العلم رمز غير مقدس والنشيد كذلك والدستور ليس كتابا منزلا ولا وثيقة محكمة ، وقد غاب عن السلف ما بان للخلف صوابه وآن تصويبه ، شعور يشعر بالتشهير ويؤسس لحقبة مابعد التأسيس لتأسيس ، فلماذا نبقي اسم الدولة موريتانيا والعاصمة نواكشوط ؟ ولماذا لا نقوم بترسيم جديد للحدود وتغيير للغة الرسمية وتحديد جديد للهوية نأخذ فيه ابعادا حسية ومعنوية نمجد فيها الحاكم الحالي ونسب السابق الغادي .
بالامس كانت الجلسة البرلمانية الداعية إلى تغييرات دستورية ، سبقتها وقفة احتجاجية للمعارضة التي قاطعت الانتخابات السابقة ، وشارك فيها حزب تواصل مشكورا ليكون الشاهد الوحيد والمنافح النحرير داخل القبة البرلمانية على مهزلة تعديل الدستور وتغيير العلم والنشيد وليس المقام عندي مقام تنويه ولا تنبيه على صواب مشاركة حزب تواصل بقدر ماهي تلميح إلى أن ماوقع تحت قبة البرلمان من مناكفة عابرة او عارضة بين النائب محفوظ ولد اجيد في رده على النائب كان مصطفى وتدخل النائبة سودة وان دليل على ان البحث عن الهوية مازال مستمرا وأن الجام الساسة عن الخوض في اعراض العوام اولى من الجام العوام عن الكلام في السياسة ، فقد اكلوا باعراضنا لحما طريا ونقدا وفيرا ، ويعلمون ان الاختلال في بنياننا الاجتماعي لن يصيبهم إلى ازدهارا ولنا إلا شقاءا ، فعلى رسلكم ياساسة فما لهذا اوصلناكم ولا به عنا انبناكم .
اسلامه ولد العابد - انغولا