عاش الرجال، عاش الشعب ، عاش حماة الديمقراطية .
الْيَوْمَ وليس كل يوم هكذا سقط جدار الخنوع وتهاوت قلاع الإرتزاق والمذلة، وسقط" هوبل "
و هكذا سطّر الشيوخ الأماجد يوما في تاريخنا . وغسلوا العار ، وفِي خطوة مفاجئة أنقذوا الموقف وقد بلغت القلوب الحناجر . ودفعوا الوضع إلى الأمام ومنحوا الديمقراطية فرصة أن تقوم على رجليها بعدما سقطت على وجهها . الْيَوْمَ يمكن لذوات الحجال أن يفخرن بأن الرجال لم يموتوا في هذا المنكب القصي ، في هذه الربوع التي ظل فيها الشعب البدوي يحمي مليون كلم مربع بالعصي والرماح التقليدية والمدافع البدائية و ينقصه كل شيء إلا الشهامة وقد أراد عزيز أن يسلبها منه . الفخر للشيوخ وقد أنقذوا البلد حينما ما قال لهم كونوا نعاجًا أو أمواتا أو أي شيء إلا رجالا ، لكن الشيوخ انتصروا لرجولتهم فقالوا لا ، نحن هنا لغسل العار ، نحن هنا عندما سقط إخوتنا في بداية الطريق وهم لا يلوون على شيء ولا يراهنون عليه ، النواب الذين صوتوا تحت الغبار في سباق مع الزمن، يسقط الخنوع . لقد سقط مشروع عزيز لتقسيم البلد تحت قوة وإرادة أبناءه إنتصارا للرجولة التي ماتت تحت التزلف والعنجهية ، يسقط حكم العسكر في زمن الديمقراطية ، أنتم لها أيها الأماجد فقد نفضتم الغبار عن العزة وقدمت لنا الميثال في الحسم : الموت ولا المذلة . هكذا حفظتم للبلد وحدته وأعطيتم للحكام وأي حاكم درسا ، أنه يجب أن لايتمادى ، هذا الشعب له جذور وله تاريخ قد يسقط بعض المرات وليس كل المرات فلكل سيف نبوة ولكل جواد كبوة . الناس الذين لا يدرسون التاريخ لا يضعون وزنا لأي شيء وهاهم شيوخنا يعيدوننا لقراءة تاريخنا ،لا يوجد شعب من دون بطولات .إننا الْيَوْمَ ندخل التاريخ بعدما أخرجنا منه عزيز بانقلابه ٢٠٠٨ ، فها هي الديمقراطية تنتصر في البلد مرة أخرى ،وعلى الشعب وكل الأحرار أن يحموا هذا الانتصار ، بأن يتم تلافي البلد، ويقفون ضد أي عملية انتحار يقدم عليها النظام الذي ظل يتوجب على رأسه"عزيز " الاستقالة مثل أي "زعيم " يحترم نفسه خاصة عندما وضع كل مصداقيته أمام هذا التعديل الدستوري الذي فشل ، النظام ليس ديمقراطيا ويملك تراثا زاخرا بالفساد ويحاول بشتى الوسائل التعمية عليه من خلال استمراره في الحكم كحل وحيد أمام وقوعه تحت طائلة المتابعة ، ولذلك لا خيار لديه إلا الاستمرار ،ولو كان الطريق الوحيد الانتحار الذي سيضر البلد بل سيكون كارثي عليه ،وبالتالي يجب على الجميع أن يتعقل ويقف صفا لمصلحة البلد ، وعلى النواب أن يغسلوا عنهم العار ويتبعوا الشيوخ، فليس العيب في أن تخطأ، لكن العيب في التمادي . الآن حصحص الحق :عزيز يريد أن يضع نفسه مقابل الديمقراطية والرجولة وكل شيء في البلد وثمن ذلك وهو البلد ، فعلى الناس الاختيار .
عاش الشيوخ، المجد للشيوخ يسقط الخنوع والمذلة ولمزيد من البطولات فهاهو شعبنا الأبي يتبادل البشائر والفرحة بسقوط هذا التعديل فلتسقط معه كل محاولة لتقسيم البلد وقتل كل مظاهر الفخر والرجولة .