إن أول ما يخطر على بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف المحرومين الذين يعلقون آمالا جسيمة على برنامجنا الإنتخابي ...لأنهم إنتخبوني لأنهي مأساتهم.
بهذه الإندفاعية والحماس وبالعبارات المنتقات وبالخطب النارية والشعارات الدالة والمستوحات من الواقع وغيره وبالأهاجيز والأغاني العذبة التي غنتها حناجر
ذهبية أبت إلا أن تلبي وتشارك في إمتصاص الغضب والسخط والإحباط واليأس الذي أصاب الجماهيرغنت لتبعث الأمل على تموجات وموجات الأثير.
وبهذه الخطب الرنانة وبالعهود والوعود الوردية إستطعتم كسب ود الشريحة العريضة ولأهم:"الفقراء".
إنهم هم الفقراء ومن شاكلهم ساقتهم الأقدار :الجفاف والسنوات العجاف إلى العواصم (السياسية والإقتصادية)وبعض المدن والحواضر’بينماأقعدت الظروف المادية والتشبث بالأرض بعضهم الآخر.
شكل هؤلاء الوافدون الجدد''الفقراء"أحزمة فقر تنتشرعلى نطاق واسع في تلك المدن ووالحواضر الهشة في طبعهالتصبح الظاهرة فيمابعدميزة وخاصية ملاصقة ومرادفة للتطورالعمراني الموريتاني من جهة.
ومن جهة أخرى تمثل تلك الأحزمة (بيئة يلزم تهيئتها وإغراقهابالفتات عندالحاجة)أحزمة أمان يجب بل يتحتم ربطهالمن أراد العبورفي بيئة موحلة موحشة(العزلة الظلام العطش الجدب المستنقعات النفايات والبرك)إلى القصر الرمادي المنيف.
لقد كانت تلك الأحزمة محط أنظارالفاتح فبعث بجنده ومجنديه إلى بئرالإستطان (الكبات وأحياء الصفيح وفي الشتات)لجس نبض الشارع بإقناعه بشرعيته ومشروعه وشعاراته:موريتانيا الجديدة،التغييرالبناء،رئيس الفقراء...
إستقطبتم بتلك الشعارات مهاجرين(من الأحزاب)وأنصار(من الحراك الشعبي وأصحاب الحاجات)وخلق كثيرمن المستضعفين الذين تبعوكم ساعة العسرة فماالذي تحقق من تلك الوعودوالعهود؟.
قد يقول البعض أن أنواكشوط صار ورشة للتشييد والبناءوأنجزت مطارات ومشاريع ...وآفطوط الشرقي والساحلي...أليست هذه المشاريع إلا تتم لمشاريع صودق عليهامن قبل؟ _إذاماإستثنينا بيع المنشآت وصفقات التراضي والطلاءوالطرق الداخلية الملتوية_
ماذا عن التأهيل والترحيل؟.
بالفعل أقتلعت أحياء بكاملها في إطار سياسة الحكومة الترحلية لكن قد يكون الهدف منها هو تغير الخارطة الإنتخابية في توجنين وعرفات على سبيل المثال فما الذي إستفاده المرحلون من الإكتظاظ غير الشتات ؟ألم تصطدم تلك العملية بهاجس الأمن والتغطية وتنتهي بمداخلات؟
لنخرج قليلا من العاصمة ومن عين العاصفة مشرقين والألم يعتصرنا على الأمل الى جيوب الفقر وبحار السراب وأكوام القمامة ومكابدة العطش .فماذا قدمت حكومة الدكتور ومن بعدها المهندس لعطاش كيفة وكوي وكنكوصة وضحايا كويره وغرقاء باركيول ومشردي الطينطان...والقائمة تطول.
ألم يهتم الرئيس بالفقراء وشؤونهم؟.
أجل بإيعاز من الرئيس يتم الإهتمام بالفقراء والمحافظة عليهم "بد ون تغير"حتى تظل المعادلة قائمة رئيس الفقراء وفقراء الرئيس ،يتم ذلك في إنتهاج سياسة الترغيب والترهيب والتي تمارس على الشعوب والنحبة (البرلمان)الذي تحول من عشية وضحاهاوتحت الضغوط والإكراهات إلى برللأمان :تشريع الإنقلابات والقوانين وتغيير الدساتيرفمتى ستستفيق الشعوب؟
لن يرأف بموريتانياإلا شاعر مؤمن يعي أهمية الأوطان والشعوب.