بحكمة الشيوخ يتسع الأمر إذا ضاق / الحضرامي ولد الشيخ

تعودت ساكنة هذه البلاد منذ مايزيد على نصف قرن وعقدين من الزمن على موالات الأنظمة المتعاقبة على حكمها ،والتي ظلت تراهن دائما على شيوخ القبائل ،والموظفين الذين يمثلون ولي الأمر الذي تجب طاعته داخل محيطه الاجتماعي الضيق...
واستمر الأمر على هذه الحال فترة ليست بالقصيرة ،

 قد لا أكون مبالغا إذا قلت إنها بدأت مع ظهور الدولة الوطنية المعاصرة.
صحيح أن هذه الاستراتيجية التي تعودها صناع القرار في هذه الربوع كانت تختلف من حقبة إلى أخرى بحكم السياقات الزمنية والتوجهات السياسية التي تمليها الأوضاع الدولية ويقننها النظام القائم بإرادة الشعب المغلوب على أمره.....
وقد اضحت نظرية السير مع ركب الأغلبية غير قابلة للإستثناء في الدولة المستثنات من
العالم بحكم أنها لاتشبه العالم في شئ....
بيد أن حكمة الشيوخ تداركت هذه الأوضاع وقلبت النظرية رأسا على عقب ،ولاشك أنه بقرار الشيخ الحكيم يتسع الأمر إذا ضاق.
ورغم أن قرار غرفة الشيوخ جاء عكسا لما توقع البعض ،وكنت ممن خالف القرار توقعه ،الا أنني ايضا كنت في نفس الوقت ممن توقعه، بناءا على سياسة صناعة الأزمات التي ينتهجها النظام منذ فترة، وإن كان ذلك أصبح مكشوفا للغبي قبل اللبيب...
لكن بغض النظر عن ذلك كله فنحن لايجب أن نحاسب النيات بل نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر....
وأنطلاقا من ذلك أعتقد أن قرار مجلس الشيوخ بغض النظر عن حيثيات اتخاذه يجب أن يوصف بالقرار التاريخي ،بل أكثر  من ذلك يعتبر تطورا كبيرا في مسار العملية الدمقراطية ، فالشكر وكامل الإحترام والود لمجلس الشيوخ الموقر من مغلوب على أمره أزعجه كثيرا تغيير ثوابت وطنه فأجبرتم خاطره. أيها الأبطال

18. مارس 2017 - 13:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا