تكالب أعضاء مجلس الشيوخ و صوتوا بالرقم الماسوني 33 مساء الجمعة الماضي ضد مشروع قانون تعديل الدستور، هذا الرقم الذي له دلالات في التاريخ نستعرضها هاهنا لنستنبط من خلالها حكما على فاقدي الشرعية و المصداقية، فهل يا ترى لهذا الرقم دلالة تقترب من مستوى الخيانة الذي وصل إليه المصوتون ضد الدستور من أصحاب الولاء المزيف و الطاعة الممزوجة بالكراهية السياسية و الأطماع الشخصية ؟
إن من أخطر ما يسرده التاريخ عن الرقم 33 هو ارتباطه بالسحر و الحقد و الكراهية و الاغتيالات السياسية، ففي مدينة الشياطين بابل كان الرقم 33 يرمز لسحرتها الذين لم يكن لهم هم سوى التفريق بين المرء و زوجه كما ورد ذلك في القرآن الكريم في سورة البقرة، ثم إن حقد الماسونية العالمية و كذلك كراهيتها لكل من يعارض أفكارها و توجهاتها الخبيثة كالرئيس الأميريكي الراحل الذي قضى في مدينة دلاس برصاصة من لي هارفي أوزوالد الماسوني.
لم يكن اختيار الماسونيين لمدينة دالاس لاغتيال كينيدي صدفة بل كان لأسباب ترتبط بالرقم 33 ذلك أنها تقع في المدار 33.
اختارت الماسونية اغتيال الرئيس كندي في يوم الجمعة ما بين العاشرة و الثانية عشر ليلا و اختار الشيوخ الغدر بالمعنى الكبير لفخامة رئيس الجمهورية و لأغلبيته التي يحكم بها البلاد في يوم الجمعة ليلا و في نفس التوقيت تقريبا.
الرقم 33 أيضا يمكن القول أنه ارتبط بقصة خيانة المسيح عليه السلام، 30 قطعة فضية و شبيه المسيح و قبلة من شفاه سامة و يهوذا الأسقريوطي الذي جنا على نفسه بخيانة رسول الله عليه السلام. فقد كانت تلك أشهر خيانة عرفها التاريخ.
فما الذي جعل الصدفة تأتي بالرقم 33؟ و هل جاءت به الصدفة؟ أم أن العملية تم تدبيرها من طرف عملاء الماسونية العالمية الموجهة من قبل اليهود الصهاينة و التي ترى في محمد ولد عبد العزيز عدوا لها فأرادت اغتياله سياسيا و لن تفلح في ذلك أبدا.
إن الدلائل كلها تشير على أن الأمر تم تدبيره و أن الخيانة و الحقد و الكراهية، هي الأسباب التي جعلت الشيوخ يحاولون اغتيال النظام الحاكم من داخله ممن رشحهم و جعلهم ينجحون من خلال تصويت مستشاريه البلديين لهم في كل مراحل التجديد لمجلس الشيوخ.
الأغرب من ذلك كله إصرار عملاء الخارج على الاقتراع بالبطاقة الواحدة لأنهم كانوا يدبرون أمرا و قد وجدوا تجاوبا من الشيوخ مشترطين فيه أن يكون الاقتراع بشكل سري لا يسمح بمحاسبتهم أو على الأصح تأديبهم حزبيا لأنهم يخشون على مصالحهم و يعرفون أن الانضباط الحزبي سيكون لهم بالمرصاد و سيعاقبون بالطرق المعمول بها.
و هنا لا بد من توجيه رسالة واضحة لرئيس الجمهورية مفادها أنه لن يومن معك إلا من قد آمن، و إن خانوك فقد خانوا من كان قبلك، فلا تبتئس و لا تحزن، و لتسر بخطى ثابتة و لتستفتي شعبك، و لن يخذلك الله أبدا.
لقد حباك الله بمن هم مخلصون فاعتمد عليهم و توكل على ربك الذي جاء بك للحكم، و لتعلم أن معاشر الشباب معك يقفون صفا كالبنيان المرصوص دون محاباة و لا خداع و لا خيانة معاذ الله.