فرصة الدولة للانتصار للشعب.../ محمد الربيع

شكل رفض مجلس الشيوخ الاقطاعي للتعديلات الدستورية الممهدة للجمهورية الثالثة فرصة للدولة  للانتصار للشعب  ومراجعة منظومة حقوقه خاصة في التوزيع العادل للامتيازات ..في مجالات العمل والرخص والقروض.

لقد تم اعتبار تصويت الغرفة الأولى بنعم بأنه تصويت الشعب خاصة ان الغرفة منتخبة بشكل مباشر من الشعب ..في حين اعتبر ان تصويت الشيوخ بلا ..بأنه تصويت الإقطاعية المنتصرة لمصالحها خاصة ان الشيوخ تم انتخابهم من طرف المستشارين البلديين الذين يختلفون عن عامة الشعب بكونهم نخبة خاصة.
مكانة الشيوخ تعطي الكلمة الاخيرة للنخبة على حساب الشعب..والجمهورية الثالثة تريد تمكين الشعب عبر دمج النخبة في عامة الشعب...
القضاء على مجلس الشيوخ هو قضاء على الطبقية في التعامل مع الشعب...
ومنه..كيف لنا ان نتوقع تنازل الاقطاعية عن امتيازاتها بكل بساطة لصالح الشعب ..؟!
الشيوخ لعبوا دور الاقطاعية التي انهكت البلاد والعباد...
الاقطاعية التي سيطرت على البلد منذ دخول المستعمر ومنذ الاستقلال المزعوم الذي لم ينصف الشعب ...
ظلت الاقطاعية مسيطرة على كل امتيازات الدولة...
تجد عائلة كل ابنائها موظفون وجارها لم يحصل على اي وظيفة...
تجد عائلة نالت الترخيصات وجارها لم يحصل على شيء...
تجد عائلة حصل افرادها على القروض وجارها لم يحصل على شيء...
...وتتسائل لماذا هذا الاقصاء
..لماذا هذا الظلم...أليس الجميع مواطنون..؟!..
..وانت تبحث عن الجواب ..تدرك ان سبب اقصائك هو الاقطاعية...التي سيطرت على منابع الرزق واقصتك واقصت الشعب..
..حينها تدرك ان تمكين الاقطاع ومنحه المشيخة والكلمة النهائية من خلال مجالس الشيوخ يجب ان ينتهي..
وان يشعر المواطن البسيط بأنه لا فرق بينه وبين غيره من المواطنين ...
والغاء مجلس الشيوخ هو خطوة
من بين خطوات اخرى ستساهم في التأسيس لمسار جديد لدولة المساوات و العدل ...
او هذا ما نأمله...

 

19. مارس 2017 - 13:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا