قراءة مغايرة لصحوة الشيوخ / غالي بن الصغير

حق لعزيز أن يفتخر حين يصوت مجلس الشيوخ في ظلّه وبكلّ شفافية وحرية ضد توجهات نظامه.
وحقّ له أن يفتخر حين تكون السلطة التشريعية مستقلة في زمنه ولها كامل الأهلية؛لا تخاف رجما؛ولا تهاب نظاما.

وحق له أن يفتخر حين يحاور نظامه ويناور؛ويتقدم ويتأخر؛وينافح عن وجهة نظره؛ويناضل؛من دون أن يخرق القانون أو الدستور.
وله أن يفتخر حين  يشهد القاصي والداني أنّ سلطته التشريعية تستطيع أن تقول (لا ) من غير خوف ولا وجل.
وله أن يفتخر حين  يحاور بمن حضر؛ويراود من قطع.
وله أن يفتخر بحشود المنتدى وحملاته الإعلامية في شوارع العاصمة وأبواقه الوطنية؛بكلّ حرية وأريحية.
وله أن يفتخر قبل المعارضة بالمسيرات العفوية التي ترحب بقرار رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية.
وللمعارضة أن تحزن كثيرا حين تهلل وتحتفي برفض الشيوخ؛فتلك حجة دامغة منهم منحوها للنظام؛على أنّ البلد يعيش ديمقراطية ناضجة؛ويتنفس حرية صافية .
بكلّ بساطة سوف يباهيهم  النظام  بهذه الديمقراطية وحرية التعبير التي كان ينشدها الجميع؛وها هو صنعها لهم اليوم.
لكن بالمقابل فإنّ رفض الشيوخ؛قد وضع نظام ول عبد العزيز إن لم يكن حيلة منه على المحك.
فلأول مرة في زمنه يحصل إجماع وطني  بين السلطة التشريعية والمعارضة  على معضلة ضد سلطته التنفيذية.
ولأول مرة ينكشف ظهره أمام طعنات المعارضة وعقوق الأغلبية ومخيلة الشعب التي كانت تحيطه بهالة لا تقهر.
ولأول مرة يخير نظامه بين أمرين أحلاهما مر؛إما  أن يقلع عن تعديل الدستور ويتراجع؛وهذا سوف يذهب بهاء وجهه أمام الرأي العام والدولي.
أو يندفع في التعديلات الدستورية؛وهذا سوف يكشف عناده؛ويقوّض من معالم ديمقراطيته؛و يقوّي حجج معارضيه .
ولعلّ أحسن المخارج التي تفسر رفض التعديلات الدستورية أن تكون اختبارا منه يغربل بها الشيوخ حتى يميّزهم  بها؛فيعرف التابعين المخلصين والتابعين الوجلين الخائفين.
فهو يبحث في المستقبل عن تكوين كتلة طيّعة بعد انتهاء مأموريته؛يضغط بها؛ويبتز بها من خلفه.
وإن كان هذا تأويل يحظى بنصيب من الحقيقة؛فسوف تكون الأيام والشهور المقبلة حبلى بالمفاجآت والتقلبات.
ولذا نرجو من معارضتنا أن تتريث رويدا؛فتتمعن في تلك المفاجآت والتقلبات  المقبلة قبل أن  تعتبر نتائجها  (انتصارا لإرادة الشعب )؛و(تكتب أسماء أهلها بالذهب).
 

19. مارس 2017 - 22:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا