خليلي هذا ربع عزة فاعقلا@@قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلَّت
في سلسلة المقالات التي أحاول من خلالها المساهمة ولو بشكل متواضع في نفض الغبار ما أمكن عن الوجه الثقافي المطمور لولاية لعصابة الحبيبة مع كامل الأسف,
وإن كانت بضاعتي في هذا المجال مزجاة, وقلمي مكدود..., إلاّ أنَّ ما لا يدرك كله لا يترك جلّه على حدِّ قول القائل:
ولكنَّ البلاد إذا اقشعرَّتْ***وصَوَّحَ نبتها رُعيَّ الهشيم
ركزت في المقال الأوّل تحت عنوان:( لكنَّ ولاية لعصابة لا بواكيَّ لها!) على سبر مظاهر الحرمان العلمي والثقافي.. الذي تعاني منه ولاية لعصابة بشكل مقرف ومريب.., من خلال مقارنتها بالولايات الأخرى من الوطن والحراك الثقافي المحموم بها والمستمرِّ واللاّمحدود ...!
أمَّا المقال الثاني فكان بعنوان: (من يقف وراء اضمحلال الثقافة بولاية لعصابة؟) وقد ركَّزت فيه من خلال وقفة تأطيرية على التشبث بالأخلاق الحميدة والأهداف النبيلة..., مستنهضا من خلاله الهمم وحاثاً كلَّ أبناء هذه الولاية العزيزة على نسيان أوْ تناسي خلافاتهم البينية, واتِّجاهاتهم العكسية.. وما أكثرها! والعمل جادين دونما كلل أوْ ملل.. من أجل الرفع من مستوى ولايتهم الثقافي والعلمي والمعيشي والبيئي...ولم لا؟!
أخلقْ بذي الصبر أنْ يحظى بحاجته***ومُدْمن القرْع للأبواب أنْ يلجا...
وكأنّي بقائل منكم يقول: لقد أصميتنا صراخاً وعويلا...! لكنك لم تأتنا بنموذج ناضج يحتذى أو مقاربة رائقة تأتسى بضم التاء إن صحّ التعبير أوْ أوْ...,!!
ونزولا عند رغبة هذا القائل أوْ غيره أقول وبالله التوفيق: دعونا أوَّلاً نتّفق جميعا كل واحدٍ منا باسمه ووسمه على أهمية بلْ وأحْروية خدمة الثقافة بولايتنا الحبيبة فنحن في هذا الهدف الرائع والنبيل.. لسنا فيه بدعا من الأمم والولايات الأخرى,
ثم دعونا أيضا نتّفق على أنْ يعمل كل واحدٍ منا باسمه ووسمه وموقعه ومهما كانت أهدافه وانشغالاته ومآربه..., أن نعمل كلَّ ما في وسعنا من أجل خدمة ورفعة ورقيِّ وازدهار.. ولايتنا ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا....,
ومساهمة مني في تلمّس الطريقة المثلى من أجل الوصول إلى ذلك الهدف النبيل ورمياً مني لحجر في المياه الثقافية الراكدة بولاية لعصابة الجميلة عساه يحرِّك ساكناً أوْ يهزُّ ضميراً.. هاكم هذه المقاربات الثلاث عساها تساهم في إنارة الطريق إلى ما نتمناه جميعا...
المقاربة الأولى:
ما دمنا عاجزين أو غير مستعدين على الأرجح, للتضحية بالنزر القليل من الوقت والمال... من أجل خدمة الثقافة بولايتنا الحبيبة!! فلا أقلَّ من أنْ نستخدم هذه الطفرة الإعلامية المتوفرة واللاّمسبوقة من قنوات تلفزية ومواقع إخبارية ووسائط اجتماعية....,وذلك من أجل التعريف بولايتنا وإمكاناتها الثقافية والسياحية.. وحتى الاقتصادية والتنموية ولم لا؟!
وذلك بأن نخصص يوما من كل شهر أوْ أسبوع إن أمكن لهذا الغرض وإنه لعمري لغرض مميز ونبيل...
المقاربة الثانية:
أمّا المقاربة الثانية فهي أن نقوم بتنظيم مهرجان ثقافي سنوي أو نصف سنوي أو شهري أو حتى أسبوعي إن أمكن وبشكل دوري بين مقاطعات الولاية الخمس على غرار بعض الولايات الأخرى التي تنظم فيها مهرجانات دورية للتعرف والتعريف بمقاطعاتها واستكشاف طاقاتها وإمكاناتها ومعالمها ومواهبها...,
إننا إذا ما قمنا بمبادرة من هذا القبيل بكل تأكيد ستزيد من منسوب وحدتنا وتفانينا مستقبلا في خدمة ولايتنا بشكل عام, وسنكتشف كم هو جميل ومصيب..أن يضع كل واحد منا يده في يد الآخر دون مداهنة أو مواربة.. خدمة لأجندات عمومية ومشتركة..تهم الكلْ وتجمع الكل وتخدم الكل..فما أجملها وأنبلها من أهداف ومقاصد...
المقاربة الثالثة:
وهي أن نقوم برصد جائزة تقديرية أوْ تكريمية.. ولو رمزية لكل شخصية سواء كانت عادية أو اعتبارية كمنبر إعلامي مثلاً..., تقوم بعمل معتبر أوْ مبهر خدمة للثقافة بهذه الولاية العزيزة سواء كان ذلك العمل رسما أو نحتا أو شعرا أو كتابة أو تعريفا رائقا ومتألقا أو أوْ...
وأنْ نربط هذه الجائزة باسم أحد أعلام هذه الولاية وما أكثرهم, الذين سطّروا أسمائهم بأحرف من ذهب في خدمة هذه الولاية وأهلها وفي جميع الاتجاهات والسُّبل والميادين... ومنهم على سبيل المثال لا الحصر السادة:
المجاهد الكبير بكار ولد اسويد أحمد, أوْ الشيخ الشهيرْ محمد الراظي ولد محمد محمود, أوْ الشيخ الشهم الشيخ ولد الغوث, أوْ نصيرُ الفقراء والمساكين، المرحوم: إسلم بن تاج الدين, أوْ القامة السامقه الشيخ محمد عبد الله ولد آده, أو السادة الشرفاء والجهابذة العلماء أبناء ديد ولد مولاي الزين الصحة ومحمد والمصطفى رحمهم الله تعالى, أو العلاَمة اللّغوي عبد الله بن إمام الجكني, أو الفطاحلة العلماء أبناء ما يابى
وغيرهم وغيرهم كثير ... أعرضت عنهم لا جهلا بهم ولا نسيانا..., ولكن تحبيذا للاختصار المُجلِّ, وإعراضا عن التطويل المملِّ...,
إننا بخطوة من هذا القبيل نكون قد أصبنا عصفورين بحجر واحدٍ نفضنا الغبار عن وجه ولايتنا الثقافي المطمور منذ برهة من الزمن, وكرمنا هامات سامقة من الرعيل الأول خدموا هذه الولاية وأهلها بكل ما أتوا من قوَّةٍ واقتدار...,وأقل ما يستحقون علينا أن نحي ذكراهم العطرة كلما سنحت لنا سانحة عظيمة وجميله...
ختاما أرجوا أن كون قد وفقت في العزف على الوتر الذي يلامس هوى الجميع ويطرب له الجميع, عساكم أنْ تتداركواْ ما فات, وتصلحوا ما ضاع, وترأبوا ما ثئى وترمُّوا ما وهى..., فما كان من نقص كملوه ومن خطإ أصلحوه, وما ذلك على الله بعزيز,.
واعذروني فهذه أمنيتي عليها أنام وبها أصحو على حدِّ قول القائل:
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى***وإلاَّ فقد عشنا بها زمنا رغدا
(إن أريدُ إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب)
ولله الأمر من قبل ومن بعد وهو وليُّ التوفيق, والهادي سواء الطريق.
بقلم/: المصطفى بن أمون [email protected]