خل سبيل من وهى سٍقاؤه ! / افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

في الذاكرة الشعبية الخرافية لدينا "أن أفعال الأربعاء معادة " ويتشاءمون بها خياطة وغسيلا وسفرا ...الخ؛ وهو أمر مخالف شرعا قال الله تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) الآية؛ وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" (رواه البخاري ومسلم).

ورأس الأمر في البلد وزعيمه وشيخه وحكيمه حرص على ظهوره يوم الأربعاء بخيله ورجله يستفز بصوته ما يشاء غير مشارك للشعب في أمواله يعد ويمني و والله ما يعد إلا غرورا .
تابعت كغيري ما قاله الرئيس في "قروده" البارحة _ والقرود عطلة المحظرة الشنقيطية  من مساء الأربعاء حتى ظهر الجمعة _ من "تحطيم القوب" إلى تكسير الشعور وتبذير القيم وتبديد الآمال؛ فقرأت في مقابلة السيد الرئيس الصدق والأمانة والعزم والقوة؛
صدق أنه الحاكم والرئيس والآمر والناهي في البلد أمينا على تنفيذ ما يريده بغطاء سياسي وحزام عسكري ناسف لكل أبجديات السياسة نفسها وأهلها ومعارضيها ومطبليها؛ عازما على احتقار الشعب والجيش وأهل القربي والذائقة البشرية؛ قويا في تحكمه قويا في احتقاره قويا في مدح وذم أعوانه وحراسه ومادحيه ومملكيه ...الخ .
وقع أن يتحفك الواقع من تلك المقابلة بصور لا تجود بها عليك أغرب أنواع التصوير العالمي جلسة «الحضور السياسي» إلى جوار زعيم "وزعيمة" يدك أخلاقيات المجتمع وقيمه دكا فيذرها قاعا صفصفا ، موغلا في رمزيتها، في تصورها ؛ في عدم تقاسمها ؛ في فداحتها، في مكاسبها وخساراتها، في جمالياتها الجارحة، ولؤمها الذكي، موغلا في رسالتها التي تلاشت فيها الفوارق بين الكلمة والرصاصة، حيث تحولت السياسة إلى رصاصة، والبرلمان إلى معادلة والشعب إلى عملية حسابية تزيد وتنقص بحكة حكيم وخبرة خبير ومصارحة صدوق رئيس أنشأ من العدم وجاء من أقصى الأرض.
تابعنا رئيسا حكيما يطل من شرفة في قصره ومسكنه وعرينه الذي أسس حرسه  ليقول إن الاقتصاد بخير وإن سلفه فاسد وأنه الأعلى  فكرا وحكمة وتسييرا  بينما يضيع تصنعه للقيم مع  الضحايا الذين يكتتبون على يد من لا يكن لهم الود يأخذ من وقتهم وجهدهم ويرميهم غير مبجلين فماهم ببشر في رأيهم أحرى أن يكون رسلا.
يعجب المواطن البسيط كيف له الخلاص والجوع يأخذ من جسمه والجهل من عقله " ووزارة التخطيط من أرضه " ووزير المالية من "جيبه " والرئيس من كل ذلك. تصاب المواطنة بـ» جلطة أخلاقية وإحباط سياسي »، وتذهب القيم والمبادئ والصدق "والديمقراطية" في إجازة مفتوحة، قبل أن يقدم الجيش المدني دستوره لأتباعه يدفعه الجيش العسكري وزعيم الفريقين أحق بالأمن والأمان يعطي ويمنع ويلعب ويمرح ، ولنا أن نصدق أن لكل نظرته ونظرت الرئيس تغيير الدستور وربي إنه لمغيره كما غير الحكم من قبل ولربما من بعد.
أشنع التهكمات إيغالاً في الفداحة والتلاعب هي تلك التي عن الاساءة للجانب النبوي بأبي هو وأمي والتبسيط من شأنها؛ و التي واللذان ، اللذين واللتان واللتَيْنِ ، والأُلى ، والذين واللاتي، اللائي ، اللواتي ........
غير بعيد من الرئيس حضوره كان منصتا لدرجة البرور والوقار مصفقا تصفيقا يليق بالسهرة وما بعدها في حفلة من حفلات التطبيل غاب عنها " المعنون " وحضرتها "الزعيمة " وتلك من عجب السياسة في البلد وقيمه الجديدة فبأي صفة تحضر وبأي صفة تجلس بين رجلين أعز الله بهم عبده عزيز وعزهما به ؟  .
خلاصة الأمر أن الرئيس تمكن في الحكم والعقلية والمال وأضاف لكل ذلك القيم النبيلة والشهامة وأنه باق ما بقي جسده  يحمل روحه حتى يحكم الله بحكمه وهو خير الحاكمين؛ جعل تمكنه ذلك ركاما بعضه فوق يركمه مع المنظومة السياسية والاقتصادية والثقافية  والمفاهيمية  والدينية في هذه الرقعة من بلاد الله وسيواصل الرئيس مشواره يفعل ما يشاء والأجدر بالمعارضة "انتشال " ما بقي لها من كرامة ومال فالدستور مغير والبلد محكوم بنظرة الفيلسوف الرياضي رئيس البلاد والعباد وصدقت العرب حين قالت : خل سبيل من وهى سٍقاؤه" وإن كنت لا أعلم ماذا تقولون لها أنتم أهل العربية ؛ وعلى كل لا شيئ لدينا فليس الغاز موجود... وانتظروا إنا معكم منتظرون ..ولله الأمر من قبل ومن بعد  !.

الدكتور : افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

23. مارس 2017 - 11:21

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا