الرئيس الطيب محمد ولد عبد العزيز / سيد محمد ولد أخليل

يقال ان الأمور بخواتيمها، فهل يا ترى تعد هذه التعديلات الدستورية ختام إنجازات رئيسنا الكريم ؟
هل أكبر مشاريعه أو مشروع العمر كما يسمى ؟
ما الذي تحقق بعد سنين من حكمه ؟ ولا أتحدث عن وضع لبنة في جدار أو فتح حانوت أمل في صحراء ! أو اكتتاب ألف شخص من مليون !

أنظروا على مستوى البنى التحتية الحقيقية التي تسر الناظرين ؟ أين هي ؟
تأملوا في مجال الصحة والتعليم وحتى الديمقراطية، أين ما تم إنجازه ؟
أتحدث هنا عما هو ملموس يعود بالفائدة المباشرة على المواطنين ؟
بالنسبة لي، لولا عناية الله جل جلاله لضاع هذا الشعب فأبناؤه ووجهاؤه وحتى علمائه، لا هم لهم غير المشاركة في لعبة الدنيا القذرة – ولا أقصد الرئيس - المبعدة كل البعد عما ينفع فيها والآخرة !

وقبل التعليق على ما جاء في المؤتمر، أنبه على أمر كنت لاحظته من قبل، ولاحظته أيضا في هذه المقابلة، واعتذر عما بدر مني من كتابات اندفاعية سابقة لست أهلا لها !
هذا الأمر الجلي الواضح هو طيبة السيد الرئيس رغم حدته أحيانا وإصراره الذي ربما هو السبب في أل VS التي نرى اليوم بينه وبين الشعب من أجل تمرير تعديلاته الدستورية !
ومع ذلك، اختلف معه في الكثير، ولا أقوم بأكثر من عرض رأيي الخاص الذي لا أزعم كمال صحته إلا في المسائل الإيمانية المرتبطة بالعقيدة لأنها عقيدة، ومعلوم أن كل واحد منا مخاطب بالآية التي تأمره بأن يجعل عبادته وحياته ومماته لله رب العالمين، وكم كنت سأفرح لو أن هذا الجهد الجبار المبذول من طرف النخبة في سبيل تمجيد وترسيخ بضاعة أعدائهم "الديمقراطية"، كان في سبيل إعزاز دينهم وترسيخه !
يا سلام لو أن الرئيس أصر على عرض مسألة تعريب الإدارات على الشعب لإرضاء تلك الأقلية المتذمرة بحكم الديمقراطية المقدس، لو أصر على تفعيل الشريعة الإسلامية وبث العلوم الشرعية في المدارس والجامعات، وجعل معرفة الله تعالى ودين الإسلام أولوية الأولويات وأول الثقافات (إن جاز التعبير)... وأمثال هذا مما ينفع المسلمين، إذن لفرحنا وصفقنا، ورفعنا حظوظ جنتنا الغالية التي هي أهم من قصور هذه الدنيا البالية !

وإلى الرأي الآخر:
ذكر الرئيس أن التعديلات هي مخرجات حوار توافق عليه الجميع، والغريب المستغرب أن يكون هذا الحوار الكبير الذي تردد أنه اهتم بمصالح البلد العليا، تمخض عن صبغ علم بخطين، وتغيير نشيد مسكين مكروه من طرف كل اهل البدع والضلال ! و... ما تعرفونه !!!
أين تخصيص مبالغ مالية للعاطلين عن العمل ممن لا تسعفهم هذه المسابقات المشبوهة في الحصول على وظيفة، كما هو موجود في كل دول العالم الديمقراطي ؟!
لقد خصصت الدولة 6 مليارات أوقية لهذا الإستفتاء الذي لا أرى له أدنى فائدة، ماذا لو حملها السيد الرئيس في حقيبة سوداء أو بيضاء أو حتى زكيبة، ودخل بها على إحدى الكزرات أو القرى النائيات المنسيات ! وقسمها علي المحتاجين، أليس ذلك خير من رميها في مغامرة غير مضمونة البركات والنتائج ؟!
أعتقد أنه لو فعل ذلك لكان خير له ولنا ولذلك الجزء المنسي من هذا الوطن، ولحصل على أكثر من 6 مليارات دعاء وبسمة حب هي رأس مال كل الطيبين.
ماذا لو قسمها على بعض العاطلين عن العمل الذين شارفوا على الأربعين، مثلا يعطي 3 ملايين ل 2000 منهم، إذن لكان ذلك أبرك من الورق الذي سيرمى في الزبالة عشية لإستفتاء.
ما أجمل الغنى إن رافقه العطاء، وما أقبح البخل والشح والحرص..
شخصيا أتمنى أن أملك ما أسعد به الآخرين، لكنني للأسف لا أملك غير نصح يبدو أنه يغضب أكثرهم !

لماذا تحول هذه التعديلات إلى قضية وطنية كبرى رغم أنها لا تسمو إلى تلك المرتبة كما ذكر أكثر العقلاء، فكلها خطوط حمراء وأبيات محذوفة ومجالس جهوية قبلية !؟ وغير ذلك..

لقد استغرب الرئيس من تعطيل 33 عضوا غير مكتمل الصلاحية في مجلس الشيوخ، ل 121 منتخب (من شعب البرلمان) ! والسؤال المطروح: كيف يستغرب رئيس دولة من قانون هو أول المصدقين عليه ؟ ألا يقول القانون إن التعديلات تمر بموافقة الغرفتين كشرط ؟ وما أوله شرط آخره نور..
ثم اتهم المعارضة بالراديكالية ، ولا يزال مصرا كما يبدو على تنحيتها عن المشهد، بحيث خلا له الجو في الغرفتين !

وحول سؤال حول كون السلطة في يد العسكر، أجاب الرئيس جوابا جيدا أعطى فيه للجيش العزيز علينا قيمته التي نزعها منه أمثال هؤلاء المراهقين المتظاهرين المتذمرين وإخوتهم من الإخوان المفلسين تجار الديمقراطية والدين الخوارج على حكام المسلمين وجيوشهم، وكل الأوباش الذين يتحدون الدولة جهلا واستقواء باليهود والنصارى.
والحقيقة أن الجيش هو القوة الضاربة لهذا البلد، لا يقدر أحد على قول "لا" لا لحكمه ولا لديمقراطيته، ولهذا تسمعون من العنصرين تلك الدعوات البغيضة التي يريدون إرهابنا بها ليتسللو إليه تحت جنح الظلام ويقلبون حوافرنا !

وحول سؤال عن احتمال تعرض الحكومة للضغوطات من الخارج، ذكر والحمد لله، أنه لا يوجد، مع أن الغرب الفاجر اليوم لا شأن له إلا التدخل في دول المسلمين من أجل ترسيخ مبادئه الشيطانية وأولها هذه الديمقراطية التي غرتكم، بل وقد تم الكشف عن مؤامرة كبرى يقف ورائها الفاتيكان بتأييد أكبر الدول الغربية من أجل القضاء على الإسلام وتنصير العالم ! مؤامرة تم تدبيرها منذ 1965م حيث انعقد مؤتمر الفاتكان المسكوني الثاني والذي تمخض عن تحولات جذرية في تاريخ النصرانية يدفع المسلمين اليوم ثمنها ! فلأول مرة ومنذ عشرات القرون تمت تبرئة اليهود من دم المسيح ! كما اتخذ المجمع قرار تنصير العالم والقضاء على اليسار بحلول الألفية الثالثة، وقد تم لهم القضاء على الشيوعية استعانة ببعض عملائهم الداخليين في التسعينات مما يدلك على أنهم يخططون وينفذون، ولما حل الألفية الجديدة والإسلام باق واقف على قدميه اجتمعوا في يناير ليوكلوا مهمة تحطيم دوله لأمريكا، وفي سبتمبر وقع البرجين الشهيرين بتدبير المخابرات الأمريكية كما هو ثابت اليوم وبالأدلة ! وسقط العراق وسوريا وليبيا....
وكلام الرئيس نفسه يدل على أن الإرهابيين لهم حماية خاصة من الغرب، إذ رفض مجلس الأمن السماح باستخدامنا للأسلحة الثقيلة ضدهم في مالي ! مما يدل على أنهم دسيسة غربية الهدف منها تشويه الإسلام في الغرب وإيجاد الذرائع للهجوم على دول المسلمين كما شاهدنا في مسألة الحرب التي شنها بوش ومن بعده ومن معه على الإرهاب !
ولعل مجيء الرئيس الأمريكي ترامب الذي أثارت الماسونية حوله دعاية شيطانية في أمريكا والغرب والعالم العربي مستخدمة كل أذرعها الإعلامية (وأغلب إعلامنا العربي تابع لها)، لتظهره كشخص دموي مع أن العكس هو الحاصل لأن الدموي هو أوباما وكلينتون وقد شاهدنا نتائج أفعالهما، وأعتقد أن عهد ترامب سيكون عهد راحة للمسلمين – إلى حد ما -، ودلائل ذلك بادية فداعش في طريقها إلى النقراض وول مرة لأنها فقدت الدعم الأمريكي، ولن نسمع بعملية هنا وهناك في فرنسا أو بلجيكا لأن الذين يقفون ورائها فقدوا القائد وهو البيت الأبيض، ولهذا لم يكونوا يرغبون فيه.
إن ترامب تاجر، والتاجر تركيزه - بعكس الماسونية التي تحرك أمريكا - على الداخل لا الخارج، والربح لا الدموية، يفضل أن يربح من الناس بدل قتلهم، وكلامه كله يدور في هذا السياق، وأكبر دليل على أنه أفضل منهم – ولو نسبيا – هو تلك الحملة الكبيرة عليه ، ومعاداة الإعلام الماسوني الأمريكي والعربي له (وتفطن لذلك، وانتبه لأنهم يشوهون صورته فقط، كما أنك لن تسمع بالمزيد من الأكاذيب حول ضربات داعش وما يتمخض عنها من اعتداء على دول المسلمين، إذن نحن في راحة منهم ولو إلى حين، فانتبه لما يلغى على سمعك في الخنزيرة وغيرها وأفق).

وحول تشبيه له بديغول الذي قدم استفتاء للشعب الفرنسي ولما رفض استقال من منصبه، سأله سائل هل إذا رفض الشعب التعديلات سيستقيل؟ فأجاب مؤكدا أن التعديلات ستمر ، وما أدراه ؟ هل يعلم الغيب ؟ كما قال ممازحا لست من النوع الذي يستقيل، ولا من النوع الذي يفشل !
وهذه الجمل وحدها تعكس ما ينتظرنا بخصوص هذه التعديلات إن لم تحدث معجزة ألا وهو تمرير التعديلات بنفس القوة التي كان يراد أن تمر بها عبر الغرفتين ؟ ولعل الغضب دفعه إلى التلفظ بمثل هذه النبوءات !
ومعلوم أن كل البشر كلهم يفشلون حتى الفراعنة منهم، فهل تنبأ هذه الكلمة عن ثقة محمودة أم هو غضب الناس الطيبين ؟
وفي جميع الأحوال أنا شخصيا معجب بطريقته، وثباته، وثقته في نفسه التي يعتقد البعض أنها نابعة من وهم "الأنا" الذي هو يجعله يعتقد أنه مركز الكون الذي يدور حوله ! وله الحق في أن يثق في نفسه في وجود ثعالب مخاتلة لا هم لها إلا تحصيل شيء منه ومن الدولة وحتى من الفقراء ! أسماك قرش لا تعرف غير الإبتسامة المخيفة والأخذ دون عطاء !

وأتساءل رغم أني لم أسمعه يتحدث عن ذلك: هل من العدل أن توضع التعديلات كلها في خانة واحدة ويتم عرضها على الغرفتين لتمر مرة واحدة وبعجالة، وإذا جئنا إلى الشعب سقَّطناها له ؟!
هل هو الخوف من أن ترفض جملة وتفصيلا، وذلك ما سيحصل إن شاء الله إن جرت الأمور بطبيعية، وهنا أدعو المعارضة إلى استباق الأمور، فلا أقل من القبول بالواقع فقد شغلها الرئيس سامحه الله وشغلنا بهذه الإنجازات الوهمية التي لا تقدم ولا تؤخر، فعليها بذل الجهد من أجل استباق الأحداث من خلال القيام باستقتاء إعلامي للشعب لمعرفة وجهة نظره الحقيقية، إضافة إلى دخول منازل المواطنين كلها (حيا حيا وهنا يمكنكم إجراء الإستفتاء) للتحذير من المساس بالعلم والنشيد وغيرهما، فأكثر الناس جهلة، وأنا متأكد من أن العلم سينجو من الخطين الغريبين أما غيره فلست واثقا، وربما يكون هذا وراء خوفهم من وضع العلم مع الخلطة تفاديا لتأثيره لأنه الأقرب إلى الرد..

ثم ذكر انه يعمل على محاربة دمج غير المستحقين في الإدارات والوزارات، ونسي أو تناسى أنه حتى اليوم يوجد أشخاص يدخلون إلى الوزارات والإدارات من النوافذ ومنهم كل من بكى أو فرح أو عمل من أجله.
أما العاطلون عن العمل فأعتقد أن أكثرهم لم يعد يفكر في عمل في هذه الدولة البائسة لأن ذلك أصبح سابع المستحيلات، فإذا كانت نسبة 99 بالمائة من شباب البلد عاطلة عن العمل فما الذي تستفيد من مسابقتين يتم إجراؤهما في كل عام أو عامين أو ثلاثة، لتوظيف 100 شخص أو 200 أو 500 على الأكثر ! مع العلم أن 99 بالمائة منها هم من أبناء الوجهاء الظلمة المساخيط !
فما الذي قدمه الرئيس للعاطلين ؟ إن كان حقا من المصلحين فليقدم مشروع قانون بتخصيص مبلغ مالي لكل عاطل عن العمل ولو 10000 أوقية في الشهر بدل تغير علم لا يضر تغييره، ولا يحيي ولا يميت المقبورين !
أما التعليم، فكم تحدث في فترة حكمه عن المخططات والمقاربات، فما الذي تم إنجازه فيه ؟
حتى هو لا يستطيع ان يقول إنه تم إنجاز شيء فيه ! ولذلك لم يقل شيئا بخصوصه ..
ومعلوم أن التعليم هو عصب الدولة الأساسي بعد الجيش ! فلماذا يتم إصلاح الجيش ونقف عاجزين أمام ما يصلح مجتمعنا وبلدنا ؟

ثم تحدث بصراحة عن الإرهاب في مالي، وذكر أن جيشنا الكريم استطاع ابعاد الإرهابيين الذين ذكر أنهم لا يتجاوزون ال 300 شخص (وهذا صحيح)، يتحكم فيهم بعض القادة (أقول إن أكثرهم في CIA كما هو ثابت اليوم وبالأدلة المرئية)، وذكر أنه بعد دخولهم إلى العاصمة المالية طلب المجتمع الدولي منه التدخل، لكن حددوا أن تكون الأسلحة خفيفة وبعض الإضافات الأخرى مما جعله يرفض !
وهنا أقول، وهذه فكرتي، إن الإرهاب صناعة دولية غربية، ولم يكونوا راغبين في اجتثاثه رغم سهولة ذلك عليهم، فالمحاربين شرذمة من الشباب بلا حول ولا قوة مرميين في الصحراء والكهوف، وإن الواحد ليعجب من تسخير الإنترنت والأسلحة والأموال لهم، كيف لو لم يكونوا صناعة غربية، ولعل الرئيس الأمركي الجديد "ترامب" الذي تكرهه، وللعلم قد صرح في أحد الفيديوهات – كما ذكرت الجاسوسة المنشقة سوزان لينداور / شاهد الفيديو في قناة لقطة عابرة – أن برجي التجارة العالمية اللذين سقطا في أمريكا كان سقوطهما بفعل المخابرات الأمريكية من أجل تدمير العراق !
ولعل كلامه هذا، وخلافه الواضح مع الماسونية العالمية هو سبب هذه الحملة الشرسة لتشويه سمعته ، والتي جعلته مكروها في أعين كل الناس في حين أن القتلة الحقيقيين وهم بوش وكلينتون وأوباما ومن على شاكلتهم يعيشون في سلام !
ولا ادل على المؤامرة من عقد جورج بوش وديك تشيني لمؤتمر يدافعان فيه عن المسلمين تجاه ما يزعمان أنها عنصرية من ترامب ضدهم ! عجبا لهم ألم يقتلوا هم انفسهم المسلمين ؟ وتأمل كيف يلعبون بالأكاذيب !

المهم، وفق الله السيد الرئيس وألهمه ما فيه الصالح العام للبد وللمسلمين.

23. مارس 2017 - 10:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا