ما بين السطور / اسلامه ولد العابد

نحن العامة وغوغاء الناس - وأنا منهم - كما يصفنا الساسة والمثقفون لا نفهم السياسة ولا قراءة مابين السطور ، سواء كانت تلك السطور موادا دستورية او قانونية ، ولا نتعب انفسنا في فهمها ولا فيما وراءها ، فشغلنا الشاغل هو لقمة نسد بها رمق ابنائنا وكسوة نستر بها عوراتنا ومسكنا يؤوينا

 من حر الصيف وبرد الشتاء، نعيش كفافا ونموت لحافا ، فلماذا نستفتى ؟
صحيح أن شيوخ اليوم هم شيوخ الأمس لا تغيير ولا جديد يذكر ، وانقلاب اليوم هو انقلاب الأمس ، والدستور هو نفسه بمواده المثيرة للجدل الآن  38، 99، 100 ، 101 ، 40 والتي سيختلف فيها فقهاء الدستور والقانون ، والمعارضة والموالاة ، واهل المواقع الافتراضية والاجتماعية  ، وكل ذلك من أجل حل اشكالية تلك المواد وتفسيرها على ضوء مايراه صحيحا مع تأويلات تصب في مجرى رآه الحزبية أو القبلية أو الجهوية ، لكن هل يحق للرئيس الإستفتاء  بعد رفض الشيوخ وهم أكبر منه سنا ؟ وهل تخاف المعارضة من حكم الشعب ؟
اغلب المعارضين لتعديلات الدستورية يرون أن استفتاء الشعب نتيجة مضمونه لصالح الموالاة لأن التأثير على المواطن أمر سهل وللحكومة فيه اختصاص وقدم سبق لا تنكر ، مع أن تأثير المعارضة طفيف واتحادها في أمر صعب المنال ودونه خرق القتاد وتجييش الشعب يحتاج يدا سخية وليس في الجيب ما يسد العيب ، فهل يفتي الشعب بما لا يشتهي النظام أو بمالا تتوقعه المعارض ؟ وهل لعدوى الشيوخ من رقية  ؟
مابين سطور المشهد السياسي الموريتاني تساؤلات كثيرة لا تتوقف عند اصرار النظام على التعديلات الدستورية ولا على رفض المعارضة لها ، بل تذهب إلى أبعد من ذلك في ملامسة حقيقة الدولة وخطوطها الحمراء ، فهل لنا حقا خطوط حمراء لا يجب المساس بها ؟ أم ان أول الغيث قطرة و خطان احمران  ؟

26. مارس 2017 - 0:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا