... إلى جنودنا الأبطال "خارج" الحدود وفوق الرمال المتحركة وفي مواجهة الأشباح والغموض القاتل.. والأخطار المحدقة... إلى الأبطال الذين رموا بأنفسهم في معمان حرب قيل لهم إنها حربهم "المقدسة" فلبوا النداء بكل شجاعة ومضوا إلى الأمام رغم رحيل "الزعيم في مهمة نبيلة وإصراره على عدم إسلام الزميل فابن الحرة لا يسلم زميله - وتخل للحليف وغياب مربك للسيد.
تحية لكم وأنتم تمضون رغم الصعاب... وتقدمون رغم الأخطار... لكم الله وأنتم تحملون أرواحكم على أكفكم وتتسابقون لتقديمها من أجل أمن الآخرين وسلامة الآخرين... واطمئنان الآخرين... لكم الله وأنتم تسقون ثرى الوطن بدمكم الطاهر... وللحقيقة والتاريخ والحاضر والمستقبل فقد أثبت الجندي الموريتاني جدارته وأقدم للمرة الثالثة – خلال العامين الأخيرين - على المواجهة رغم غياب الظروف المناسبة، وعدم وضوح الرؤية واكتفاء القادة بالتكلس في المكاتب المكيفة أو السعي الحميد لإنقاذ الأصدقاء... أو مشاركة الملالي جهودهم في مواجهة إرهاب يتقنون صناعته أكثر من معرفتهم لمواجهته... والساحة العراقية خير شاهد. ستنجلي المعركة وسيعود الأبطال إلى أرض الوطن... –بعد تقبل الله للشهداء إن شاء الله- وسيستعد الجندي الموريتاني في كل مرة لتقديم دمه دفاعا عن وطنه ولن تكون الظروف –مهما كانت صعوبتها- مبررا له للتقاعس، وسيقول التاريخ – كما قالها الواقع- إن قادة موريتانيا –تولوا يوم الزحف- وفضلوا السياحة بعيدا عن ثرى الوطن، وتركوا الجنود يواجهون مصيرا مجهولا خارج وطنهم وضنوا عليهم حتى بحديث يرفع المعنويات، ويقول للجنود ولو مجاملة "نحن معكم ونتابع مجريات الأحداث التي تجري حولكم"، ضنوا عليهم بكل ذلك ورهنوا مصيرهم لجندي مالي تفكر دولته في الصفقات الاقتصادية وعوائد التعاون مع الكبار – بل وحتى الصغار- أكثر من تفكيرها في بسط سيادتها على أراضيها... سادتي الجنود... رغم غياب القادة... وتخلي الحليف والنصير فإن التاريخ لن يظلمكم... ولئن كان "مسؤولو موريتانيا ضنوا عليكم حتى بكلمة أو أسطر قد تكون فائدتها قليلة وكلفتها محدودة لكنها تعني الكثير بالنسبة لجندي على خط النار... وتعني أكثر لأسرة رمت بفلذة كبدها فداء للوطن... وتشكل رسالة جدية لآلاف الجنود والوحدات في أركان الوطن وهو يرون زملاءهم يقدرون حق قدرهم ويعطون حقهم في الاحتفاء... لئن كل ذلك فإن التاريخ سيسطر بطولاتكم بأحرف من ذهب وسيحفظ أسماءكم في سجله الخالد... وسيدرج أسماءكم ضمن الأسماء القليلة المؤمنة بموريتانيا وبأمنها وسلامتها، وبحقها على أبنائها في البذل والتضحية من أجلها. رسالة خطيرة نرسلها لعشرات الجنود بتجاهل زملائهم في معمان الحرب... وضربة قوية للجنود الأشاوس... وكفران بجميل أناس قدموا أغلى ما يملكون وضننا عليهم بأقل شيء.. بل ضننا على أنفسنا ووطننا... وأبنائنا البررة به. فالله يحفظهم ويرعاهم ويكلؤهم بعينه التي لا تنام... فهو الحاضر الذي لا يغيب... والقوي المتين.