في البدء ضاعت الفصاحة ، في البدء حارت العقول ، في البدء كانت المفارقة ؟
لم تخمد نار الوقعة البطولية التي خاضها الشيوخ ضد التعديلات الدستورية ، حتى منت القيادة الشعب بمؤتمر صحفي ، ومنذ ذالك الوقت والأنظار مشدودة تجاه الشاشة ،
والمشاهد ميمم وجهتها يستبق الحدث أين ماكان ، ينتظر مؤتمرا يسلط الضوء على بعض المآرب المعتمة من نوايا الرءيس المنوطة بالتعديل والتغيير ، والذي اختارله ليلة الأربعاء الأخيرة من الشهر المعلومة شئامتها بالضرورة في تقاليدنا العرفية ، وإن كانت انقلابات الرجل وطموحاته مكللة بنجاح منوط بيوم الإنقلاب وليلة المؤتمر , لاتضره طلاسم يومه في الخروج على القانون صبيحة : 3 أغسطس : 2005 ، وتمتد الحقبة الزمنية إلى :6 / أغسطس :2008 , بعد ماأصبحت أقطار موريتانيا تشرئب نحو الإستقلال في الحكم والتناوب الديمقراطي على السلطة .
إلا أن اجتهادات الإنقلابي والإنقلابيين تحول دون ذالك ، سير دءوب وانقلاب مشبوه ، يرفض قائده استنطاق التاريخ عن ماضيه الحابل ، لايستطيع التعليق عليه بهمزة المفرد المتكلم ، فضلا عن نون المشارك أو المعظم ، ضاعت الفصاحة ، ورثت اللغة وتأيمت المصطلحات .
تلك ظاهرة صحية بالنسبة للطبيب ،؟ وتلك فصاحة جمل .
تاقت إليها نفوس المواطنين ، وصاحبتها زغاريت القصر وتماسيحه الضاحكة ، دفعا لسرور النظام ، وأبهة النظام الذين يعيشون حالات من الحنين إلى المستقبل ، تعكسها مرءات الماضي التي تفسر ضحكتها السينمائية ، وانحلالها الخلقي المرتبط بالموقف ، نظرية الفيلسوف ( برعنسون (
أنا هنا لاأتحدث عن الصحافة ، ولاعن الإرتباك ، ولاحداثة التجربة لدى البعض ، ولكن عن الهرج والمرج ، وعن رءيس يمسك قناصا انقلابيا ابيض ، تشاطره في استخدامه معسكرات الأمس ، وقد بدأت تحاسيسه التجاذبية الخارجية تمهد الطريق ، وشرعت أبوابه تنفتح على هموم المواطن .
لناعواطفنا ولاعواطف لكم ، تنزعون نزعتكم العسكرية المهينة ، ونعطف عطفتنا الحنينة ، يهمنا البلد ولايهمكم ، يشغلنا المواطن ولايغشلكم ، نتألم ولاتتألم...... تحركنا الإساءة والتطاول ، وتوقدنا المرجعية والتحامل ، لاتدرءنا الجيوش والقنابل ، لانفرق بين الوحي والكتاب السماوي ، لانحتاج ترجمة فورية تساعد في انتشال المؤسسات .
نعارض مجتهدا إذا أخطأ ينقلب ، وإذاأصاب له أجر إلغاء محكمة العدل السامية ، وإن كانت أقحمت إدراجا في التعديلات من طرف قطيع من المبدعين القانونيين الذين يحكمون دلالة المفهومات القانونية والإقتصادية والمالية .......لم يتركوها حتى أدخلوا ( حورها في محارة ) .لم يتعوذوا من حورها بعد كورها .
إطلالة الرءيس ؟
كانت مفاجأة ومفارقة أيضا ، حيرت العقول ، واستقطبت المشاهد ، جمعت بين ضب المطل ونونه ، علمته مالم يكن يعلم ، — علم النفس والحساب، —اللغة والفقه ، — الأصول والقانون ، — سرالحرف والصلاح ...... جمعت العالم في جرم فرد يمدح نفسه بمجد أسلافه ، ويتحرر من وجوده على جسر قامت دعائمه على أساس فلسفي ، هو الفلسفة العاطفية التي مثلها الفيلسوف الفرنسي ( جان جاك روسو ) ، وتمرد عليها رءيس لاتنطلق تصوراته من العواطف ، ولاتنسجم قيمه مع القيم ، ولاعسكريته مع الأمم ، يتذكر ماض كلما أراد أن يكفر به ، وجد نفسه أمام انقلاب ورقي لاحق ، يختلف عن الإنقلاب السابق .
فهو المسرحي والسينمائي الذي يمكنه التفاعل والتعاطي مع الزمن المرير ، يتحدث عن حكام أفلو ، ويصرف عن محكومين بقو في مؤخرة الركب يركضون في رمضاءه المحرقة ، دفعتهم الرأسمالية إلى أن يحشروا في زمرة تتماشى وعيشهم البائس ، ( يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات .(
فصورته ءانذاك مقابل صورته اليوم تظل وتصبح كاريكاتورية .
فهو البطل المدرب ، والعسكري المصلح ، والقائد المحنك ، والرءيس المغير ، والإنقلابي الباقي ....
هذا هو ميدان الدستور وذنب المادة :38 المأخوذة به ، لاحفاظاعلى ترسيخ الديمقراطية واستتباب الأمن لدى المواطن ، ولاسبيلا إلى خلق منظومة تعليمية وصحية باقية ، بل سبيلا إلى تبعثر تضج منه البلاد بالثورة على وطن : لن تزل قدمه بعد ثبوتها ، في زمن اختزال الأموال ، وتسريح العمال ، في قالب تحصيلي ؟
يمكن القول بعده بأن البلاد لاتعيش أزمة اقتصادية .
نعم ،هذا ما جعله يقيس الأزمة على السراب ، والخيبة في جميع الملفات ، ويتلف : 6 مليارات.
يأخذها قهرا من جيوب الفقراء ويدخل بها في ظلمات الجيش وأخباره ، وترقياته التي لم تكد مدائحه إلا أن تخرج لتأكد أن الجيش يختلف بالنسبة له عن العسكر ، وأن الجيش يحكم ويحكم به ، وأنه الحاكم في الوقت الحالي ، ويطمح في الحكم مستقبلا ، والمستقبل لايخفى وراء حجاب ذالك التوجه الذي لاجدلية في مئاله .
القضية ليست تلك التي ءامن بهاالشعب وتجاوز عن سيئاتها ، وتكلف رضاها بعد أن سبق سيفها العذل ، ولولا جهله بالغيب وماستئول إليه الأمور لأدى ثمنها قبل أن تحور ، أو أن يستنوق الجمل .
حفظ الله موريتانيا