في سبيل إسقاط نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز تلقي المعارضة بكل أوراقها دفعة واحدة٬ لأنها معارضة مفلسة لا تستحق سوى الاندثار لما تقع فيه من متناقضات. تصوروا أن يصبح "بيرام" بطلا في نظر الإسلاميين و اليسار يدهم اليمنى كما يمسي "مسعود" خائنا، هكذا لا يتورع قادة المعارضة عن عقد تحالفاتهم الفاشلة
الغبية التي لا تراعي أبسط قدر من التخطيط الاستراتيجي ولا حتى التكتيكات الناجعة أو المقبولة٬ بتصريحات ساذجة حينا هدامة في أغلب الأحيان في تخبط دائم يدلل على قلة حيلتهم و خواء جيوبهم السياسية و استماتتهم للوصول إلى مراتب ليسوا أهلا لها. أي فائدة تنتظر من معارضة تحتفي باللصوص و تضعهم في أعلى السلم القيادي لصفوفها .
كل ذلك التهريج من أجل الوصول إلى ربيع مجازي لم تعرفه هذه الأرض يوما بشكله الحقيقي٬ إلا أنه لاح في الآفاق الضيقة لقيادات من تصف نفسها بالمعارضة٬ فعلى ماذا تراهن للوصول إلى ذاك الربيع الذي لم نر له من الحسنات بقدر ما رأينا من السيئات؟
الرحيل ... الرحيل... سيدي الثائر عن أي رحيل تتحدث؟ و كأنك أمام جنودك تشحذ هممهم و ترفع معنوياتهم! سيدي كل ما أنجزته المعارضة حتى الآن في سبيل ما تسميه ثورة أو ربيعا أو "تفسكي " باهت و خافت و مخجل و مدعاة للانزواء و الانطواء و في أحسن الحالات التوحد٬ سيدي ما تراه يلوح في آفاق المشرق لا تهطل أمطاره هنا فما دامت اللغة مناخية " ربيع و صيف ..." اعلم يقينا أن السحب يعصف بها تيار "كناريا" بعيدا عن موريتانيا و ليس العكس و أن هذه الأرض لم تعرف الربيع يوما بشكله الحقيقي لتعرفه مجازا٬ و كل ما يطمح إليه قاطن هذه البلاد هو " تيفسكي " و لا أظن منتداكم قطع خطوة واحدة باتجاهه٬ فدعوا الاستماتة لأن وقتكم بدل الضائع انتهى و صفارة الشعب لن تمهلكم و قلم المؤرخ سيسخط عليكم. أهل هذا البلد عرفوا الدين منذ قرون و نشروه و عرفوا به و تشريعات قطرهم الإسلامي مرجعيتها الفقه المالكي فلا داعي للمزايدة و الاستمرار في خدعة رفع المصاحف على أسنة الرماح.
هي الحرب إذا..... دقت ساعة الحسم ... دقت ساعة الحقيقة... ستحطم الأوثان و سيهزم المشركون... الله اكبر... الله أكبر... لقد تم الفتح.... و رد الطغاة على أعقابهم .. لم نكن نعلم بأن إضافة لون للعلم يستوجب الجهاد في سبيل الله ...لم نفهم للأسف رفض المعارضة ذلك حربا مقدسة.... لم ندر أنها فرض عين ... لكن البركة في فرسان الثورة فهم حتما في طريقهم لإركاع الجبار العتل الأكبر٬ هكذا إذا صرنا فريقين أحدهما يؤمن بالله و اليوم الآخر و الثاني يكفر بالمعتقد، هكذا يضرب رجال الحرب المقدسة الفاسقين بعضهم ببعض٬ هكذا يصطف المجاهدون مع ثلة من المنافقين لضرب أعناق أعداء الدين غرماء الفضيلة ندماء الرذيلة !!
نحن على ثقة من أن المواطن المغرر به و الموظف في معادلات ليس طرفا فيها أصلا سيكتشف حقيقتكم٬ و من يقبع تحت قبة البرلمان لن ينجح في خوض حرب بمواطن لا يتذكره قبل المواجهة مع الشرطة و مناطحة السلطة٬ لا مجال للحديث عن ثورة تقودها حفنة من (...) المتاجرين بالمبادئ و القضايا الشعبية٬ إن من يلهث وراء صنع الثروة و ركوب السيارات الفاخرة و المكوث في القصور الشامخة و الاتكاء على الأسرة الناعمة و ارتداء الثياب المزركشة لا يصنع الثورة أبدا٬ إن هؤلاء أتوا من غياهب النسيان و تراهم الآن يصيحون "الثورة" و قد كانوا على هامش الحياة خارج معتركها النبيل أتى بهم الجشع و التهميش لا أحد يذكرهم في المجتمع العلمي و المعرفي لا مكان لهم بين المتميزين و الأقوياء هم بالفعل عالة على هذا الشعب.
انقلاب يا محسنين ؟؟؟ لسان حال المعارضة فهي أهون من أن تسقط النظام و كل ما تعزفه من ألحان ما هو إلا تبتل و ابتهال إلى كل ضابط يستطيع التحرك لإنهاء نظام الرئيس ولد عبد العزيز، لكن لماذا يريد هؤلاء إسقاطه؟ حبا في سواد عيون الشعب الموريتاني؟ طبعا لا! و إنما شغفا بالسلطة أو لتكريس جو من الاحتقان و ما قد يصاحبه من حوار و امتيازات مالية للمحاورين فجلهم لا يمتلك مهنا و السياسة و الحوار و الأزمات هي مصادر رزقه و أسباب عيشه.