المعارضة وأمنية الاستقالة / جمال الخرشي

سمعت بعض الشخصيات السياسية والمعارضة للنظام  تتمنى وتطلب من الرئيس محمد ول عبد العزيز الاستقالة بحجة واهية لا تستند إلى أي مبررات قانونية ولا سياسية ولكن ما ذا بعد ذلك؟ ؟؟؟

يبدو أنهم لم يفكروا في ما سينجم عن تلك الاستقالة
المنتدى سيتفكك، الأمن سيتدهور، الأحزاب السياسية ستتناحر والمؤسسة العسكرية لن تقبل بصوملة موريتانيا إطلاقا .
سيعلن عن انتخابات تترشح لها 300 مرشح على الأقل. وسيجنح رئيس جديد مدعوم من طرف أحزاب  الأغلبية والحزب الحاكم وستبدأ أحزاب المعارضة تشكك في نجاحه وتقول إنه زور كما قالت عند نجاح الرئيس محمد ول عبد العزيز 2009 في الدور الاول وتبدأ الاحتجاجات والمسيرات والوقفات ولن يستطيع إيقاف ذلك المسلسل الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي
وتعود السيدة إلى عادتها القديمة إما أن يستقيل ويعلن عن تنظيم انتخابات سابقة لأوانها وتستمر الدوامة في حركة سيزيفية أو يعلن حالة طوارئ ويحكم بالنار وعندها يقال إنه أوقف  المسلسل الديمقراطي.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن أحزاب المعارضة الموريتانية لن تتفق ولن تنجح حتى في تطبيق الديمقراطية في احزابها وبالتالي فهي حسب ما يرى البعض العائق أمام تقدم البلاد، العائق السياسي الإجتماعي الاقتصادي، وحتى أنها أصبحت ثقافة سائدة في بعض المثقفين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية (ثقافة المعارضة من أجل المعارضة ).
اليوم تحتفل هذه المعارضة وترقص لرفض مجلس الشيوخ لمشروع تعديل الدستور بعد ما وافقت الجمعية الوطنية عليه بأغلبية ساحقة، لا لشيء إلا لأنها قاطعت الحوار الذي تمخض عنه هذا المشروع، ودفعت ثمن المقاطعة وستدفعه مستقبلا بغيابها عن المشهد السياسي المتمثل في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والعمد، وفقدت قواعدها الشعبية والكثير من قياداتها النوعية، ويقول البعض إنها منتهية الصلاحية، والبعض يقول إن ما بقي من قياداتها  كثيرا  ما يتكلم بكلام يشبه كلام المتقاعدين (رد رترت). وفعلا شاهدت بعض قيادات المنتدى في برامج تلفزيونية يتكلم في أشياء كثيرة ولا يقدم أدلة ولا مسوغات منطقية ويتهجم على السيد الرئيس شخصا ويقزم دور المعارضة المحاورة وأحزاب الأغلبية وكأنه هو من يمثل الشعب ويحرض الشعب من المنابر على مقاطعة التعديل الدستوري.
لم يقتصر دور المعارضة في هذا التهجم على السيد الرئيس فقط بل تجاوز إلى حد التمني و التفاؤل بانقلاب عسكري والدعوة إلى عصيان مدني وووووووووووووووو.
إن   دور المعارضة الذي يجب أن تقوم به   في الأنظمة الديمقراطية هو اساسا ما تقوم به الأحزاب المعارضة المحاورة حيث شاركت في الحوار الذي ستعرض مخرجاته على الشعب في استفتاء شفاف وهذه هي حقيقة الديمقراطية في أبهى تجلياتها.
فالشعب هو الفيصل في جميع القضايا المصيرية وهو الحكم وهو حذامى وهو مصدق ومؤتمن على مصالحه. وهو من اختار السيد الرئيس محمد ول عبد العزيز في انتخابات شفافة ونزيهة وبشهادات من أحزاب ومنظمات المجتمع المدنى  والشخصيات الوطنية  وبشهادات من دول اجنبية وأخرى عربية وافريقية.
وفي الأخير لن نقول لمن يتمنى استقالة الرئيس إلا ما قد قيل من قبلنا :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه @ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.


المهندس : جمال الخرشي.
[email protected]

27. مارس 2017 - 10:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا