منذ ازيد من شهر والبلد يعيش حالة رهيبة من الخوف والقلق ، والمد والجزر ، والشد على الحبل بين الموالاة والمعارضة ، بسبب موضوع التعديل الدستوري .
الذي يرى الكثير من المواطنين والمراقبين السياسيين أنه لايقدم ولايؤخر ، وليس مطلبا شعبيا ولاتوافقيا ،
وإنما أريد به فقط صرف إهتمام المواطنين المحتشدين أمام القصر الرئاسي ، المطالبين بالحقوق العمالية في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والطلابية والمفصولين عن العمل في الشركات الوطنية والأجنبية وأولئك الذين يئنون تحت ضربات الجوع بسبب البطالة وغلو الأسعار ومداخلات القطع الأرضية ، والأهم من ذلك كله صرف إهتمام المحتشدين المطالبين بإعدام المسيئ الى جناب رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم في ساحة ابن عباس .
وفي هذه الأثناء والحالة هذه كان قلقي شديد كغيري من الموريتانيين الحريصين على أمن وسلامة هذا البلد المعطاء "درة الصحراء وبلد المنارة والرباط"
بلد المليون فقيه وشاعر ، رأيت فيما يرى النائم المتوضئ لنومه العائذ بالله من الشيطان الرجيم ، المستخير الله سبحانه وتعالى ، بقرة حمراء سمينة بوجهها شية بيضاء تسر الناظرين ، ألجأها المخاض الى مكان قريب مني ثم أضجعت على جنبها الأيمن ، وبعد قليل وهي تعاني ما تعاني من ألم الولادة إذ جاءتها بقرة حمراء سمينة أيضا ، لاشية فيها وضعت رجليها الأماميتين على بطنها بلطف ورفق ، ورقة وحنان لتساعدها على الولادة .
فقلت وأنا نائم سبحان الله !! هذه دابة ترحم بنت جنسها وترق لها.
وحسب تعبيري لهذه الرؤيا المباركة إنشاء الله : أن مخاض البقرة هو المرحلة الراهنة للبلد وخوف الديمقراغطية على وأد كبريات مؤسساتها : مجلس الشيوخ ، محكمة العدل السامية،
والتنكر لثوابتها الوطنية كالنشيد والعلم ، وهذه كانت من مخرجات الحوار النصفي الذي " جرى مؤخرا بين وبين " وقال الكل " سمعنا وأبينا "
وأن البقرة المساعدة لأختها إما أن تكون المعارضة المقاطعة بإشراكها في الرأي والمشورة فيما يتعلق بالشأن العام وذلك بحوار شامل وهادف تتلألأ فيه مصابيح الأدباء والشعراء وتعليقات الصحفيين البارعيين ، لأن الأدب واللغة هما مكمن الفضيلة وبهما تعرف، وأكثر الساسة نجاحا أكثرهم إهتماما باللغة ولنا في المأمون رحمه الله أسوة حسنة ،
وإما بوضع المؤسسة العسكرية المسؤولة بالدرجة الأولى عن أمن الوطن والمواطن يدها على الطاولة وترتب الأوراق وتقارب بين الأخوة أبناء الوطن الواحد : معارضا أو مواليا ، أسودا او أبيضا وتفرضهم على التصالح والخروج من هذه الورطة .
وعليه فإني أشير على السيد الرئيس بتوخي الحذر من الذين يضعون له السم في العسل ،ويحاولون بكل ما أوتوا من مهارات الخداع والتصفيق والتفرقة أن يبعدوه عن النخبة والنابهين المثقفين من ساسة وأدباء وشعراء وصحفيين يراد لهم أن ينتظروا الغاز .
كما أشير عليك سيدي الرئيس بتحري الحكمة وقال تعالى " من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " ، كما أني أطلب منك الدعوة الى حوار شامل ، وأن يتضمن خطابكم كلمات ثلاثة هي :
" أخوتي أخواتي ، شعبي العزيز " وأن تضع رجلك على الثرى وهامتك على الثريا ، لأن من يريد الحسناء يدفع ثمنها كما يقال .
وأن تبدل سيدي الرئيس المادة 38 من الدستور بالآية الكريمة رقم 158 من سورة آل عمران
{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله وإن الله يحب المتوكلين }
وفي الختام كان ذالكم رأيي وتلكم هي رؤياي صادقا غير حانث ولامرغم
والله ولي التوفيق