الحمد لله رب العالمين الحق المبين العلي الحكيم مدح أهل الحكمة فقال : ﴿يوتي الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الالباب﴾، والصلاة والسلام على من دعى بالحكمة لحبر الأمة لما فيها من نور للقلب وصلاح للعباد فقال : [اللهم علمه الحكمة]، و رضوان الله على خلفائه
الحكماء بعلمهم والرحماء بأتباعهم.
وبعد ففي ظل ما يعانيه إخواننا الطلبة في كل من الجزائر وتونس وغيرهما من وضع صعب كان ينبغي أن تكون بلادنا تجاوزته وعملت على القضاء عليه في ظل ما تروج له حكومتنا من العناية بأصحاب التخصصات العلمية ومع علمنا وعلم غيرنا أن الطلبة في الجزائر وتونس جلهم إن لم يكونوا كلهم من أصحاب التخصصات العلمية فإنا نقول وبالله التوفيق :
- من الحكمة : وهي وضع الشيء في موضعه، صرف فائض الخزينة الذي يتحدث عنه في كل وقت وحين على إخواننا الطلبة في الداخل والخارج، في الداخل للقضاء أو التخفيف على الأقل من أزمات النقل والإطعام وغيرها كثير، وفي الخارج بتعميم المنح على الطلاب إذ لا تكلف منحة الطالب في الجزائر سنويا لميزانية الدولة إلا ثلاث مائة وستون ألفا للسنة –وقريبا من ذلك منحة الطالب في تونس والسنغال و ...- وهو مبلغ زهيد تصرف أضعافه في الحوارات والملتقيات والندوات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تعود بالنفع على الوطن والمواطن الذي لا وقت لديه أصلا لسماعها ولا لحضورها.
- من الحكمة : وهي وضع الشيء في موضه، صرف ما يراد صرفه في الاستفتاء على تعديلات دستورية إن كانت فعلا دستورية –وأهل الدستور والمؤمنون به أدرى-، فمن الحكمة صرف هذا المبلغ الذي رصدته الحكومة -مبلع ستة مليارات أوقية- في شؤون الطلاب في الداخل والخارج، وبإجراء عملية حسابية بسيطة نجد أن هذا المبلغ –ستة مليارات أوقية- يكفي لمنح ألفي طالب في الجزائر لمدة سنة مع أنهم بمجموعهم لا يصلون ألف طالب، وستعود هذه المنح بالنفع على الوطن والمواطن أكثر مما في التعديلات الدستورية من نفع إن كان فيها ؟
- من الحكمة : وهي وضع الشيء في موضعه، أن لا تكون الحكومة حريصة على فتح جبهات في وقت هي أحرص فيه على لم الشتات بعدما حدث بينها وبين الشعراء من نعرات فكان على الحكومة إذا كانت صادقة في دعواها أن توجه دعما صريحا للطلاب خصوصا طلابنا في الخارج إذ كما قلنا جلهم إن لم يكونوا كلهم من أصحاب التخصصات العلمية وإن كنا نعتقد بطلان هذه التسمية.
- من الحكمة : وهي وضع الشيء في موضعه، صرف الجهد والطاقة في تشجيع الطالب على التحصيل وكذلك في تعريف المواطن بأهمية العلم ودوره في بناء الوطن والمواطن بدلا من صرف المال و الطاقة في إقناع المواطنين خلال عملية البيع والشراء التي يراد إطلاقها من أجل الاستفتاء والتي سيصرف فيها من ميزانية الدولة زيادة على ستة مليارات المعدة للاستفتاء أضعافها مرات.
فالواجب علينا جميعا البحث عن الأصلح من الأمور ويتأكد ذلك على من تولى شيئا من هذه الأمور لينال دعوة النبي المعصوم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : [اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه] ''مسلم''، فاللهم ارفق بنا وآتنا من لدنك علما وحكمة.