تأسست الجامعة العربية يوم : 22 مارس :1945 م ، بعد محاولات عديدة وجهود حثيثة لاتحاد الدول العربية أواتحاد بعض منها ، منطلقة من صميم جملة من المبادئ والأهداف ، تمثلت كبريات محطاتها في المساوات السيادية بين الدول الأعضاء ، وفك النزاعات بالطرق السلمية والودية دون استخدام للقوة في المصالحة والدفاع المشترك ، صيانة لاستقلال الدول وحفاظا على حوزتها الترابية .
كما تهدف ضمن مسطرتها العملية إلى تحقيق الوحدة والتعاون الإقتصادي ، وتوحيد السياسات الخارجية للبلدان العربية في وجه الدول الأجنبية الأخرى ، إلى غير ذالك من المبادئ والأهداف التي كانت مرجوة قبل أن تبنيها رءاسة الجامعة على أسس أوهن من بيت العنكبوت ، مسميات تناشزت مع الأسماء ، مجالس ومنظمات لم تفلح يوما من الأيام في سد ثلمة من ثلمات العالم العربي المسحوق ، تعده وتمنيه بالحلول الناجعة ، وماتعده إلا زورا وخذلانا.... تعاقبت الرؤساء والملوك ، وتتالت الأمراء ، وطرحت المشاكل وغابت الحلول ، نتائج ظلت مرهونة بانعقاد قمم لاتقدم ولاتنجز ولاتحد من انقسامات ميزاجية تجتاح بلدا ينبغي أن تصان مقدساته الإسلامية والإنسانية ، في ظل ثورات تنكبت الطريق السلمي المعبد ، وامتطت الشعوب العربية متن إمام أودعها في سجلات المجهول ، وشذ بها عن مبدإ التعايش والسلام ، وحرمها من نعيم الإستقرار الأمني الذي هو الركن المركزي في تنمية الدول ، وسربقائها .
وهذا مالم تراهن عليه الجامعة في حين من عمرها الأرذل ، بل سارت على وتيرتها الروتينية الجامدة ، حتى سنة : 1973 , حيث التحقت بركب العروبة دولة طالماتذبذبت هويتها لدى الجميع ، منهم من يعتبرها عربية ذات بعد إفريقي له دلالته التاريخية والجغرافية ، ومنهم من يراها عربية أصيلة ، يشكل انضمامها لبنة من لبنات الحل والعقد في قضايا عربية شائكة ، جعلت قائدها يعزم على استضافة القمة العربية السابعة والعشرين ولو تحت الخيام ، أطلق عليها — قمة الأمل — وضربت صبيحة الإثنين : 25 يوليو :2016 أجلا لها ، كي تتمكن من اختراق أفق التجاوز الملتحف بلحاف التهرئة والإهمال ، وتسمو إلى منزلة يعتبرها المواطن العربي جنة شعب وفصاحة لسان ، لولا أشهرها الثمانية التي وافتها كخاتمة شككت في عروبة الجمهورية الإسلامية الموريتانية المستضيفة .
رءاسة كان من المفترض أن تؤمن بضرورة إحداث تغيير يطول هياكل المجالس والمنظمات ، ويرتب النقاط ويعيد الصياغات التي قد تساعد في حلحلة المشاكل والملفات ..
خسرت في ذالك كله اتباعا لملة سابقاتها ، وباءت باقتدائهم في عقد المؤتمرات الفارغة ، ذات العبارات الجوفاء ، والمآلات الهشة ، والتكاليف المالية الباهظة ، ظلت الإنجاز الوحيد الذي تنجزه الجامعة في التحسين من موارد الدولة المحتضنة ، تشفعها بقرارات قلبت حياة المواطنين رأسا على عقب ، وأذاقتهم مرارة العيش وندرته ، وهزت كيان العربي المبعد ...
إنها لحظة تداخلت فيها الأزمات والمعانات ، وتصاقبت على أديم أرض القدس الشريف النكبات ، عبر الإحتلال والحصار المستمر ، رسمت خيوط فاجعته أحاسيس المواطن الفلسطيني المحتل ، يعيش الظلم ويتذوق عذاباته ويتألم بآلامه ...
خطاب التسليم لايختلف عن أمسه ، يتحدث فيه الرءيس عن الأوضاع الإقتصادية للدول ، في الوقت الذي لاتبشر فيه النسب التي لاتجاوز 10% حسب تقرير صادر عن هيئة من دعائم الجامعة — صندوق النقد العربي .
بعدها يبدأ المشهد المأساوي في شذرات من مضامين الخطاب المكرر ، تعبر عن عدم جدوائة كل الرطانات والإجتماعات ، وتذكر المشاعر بالسقم والأسى ، واللوعة والأرق ...
إنه حال مواطن عربي دمشقي يجوب فيافي شوارع العاصمة الموريتانية متأبطا حقيبته بكل لحظاته الثقيلة ، وبيانات دوله الجبانة الكسولة ... إنها فجائع العراقي واليمني والصومالي والليبي ووو.... الثكلى ، وأيامهم المترعة بشتى صنوف عذابات النفس والكرامة ... إنه الذل والهوان ، والمقاسات التي تخترق كل الحجب ، وتحرك الأشجان وتهز الأعماق .
ثم يبدأ المشهد الثاني من فقرات الخطاب ليتصيد في مؤخرته مقلوبة الحقائق ، الشباب ودوره ، والحث على تحصينه الذي لايتأتى مع ظروفه الأليمة ، وإن استعرض الرءيس إنجازاته وإعلاناته غير المعوضة التي لاتمت بصلة تجاه موضوع يبحث في قضايا عربية بحتة ، أحرى أن يدخلها في سياق خطابه العام الذي ألبسه بلبوس الحوار ومخرجاته ، وذكر بطولاته السياسية وإنجازاته الشبابية المزعومة ، والتي اعتنى بتقديمها على غير قياس ، فعدم تقديمه للشباب بكل وسائل الغفوة والتناسي ، يوحي بعدم الإعتناء الذي قديكون متعمدا في قحمه أسطرا لم تطل نفس قارئها ، بل مرت كلمح البصر ، على ءاذان قوم ظلو في سبات عميق ، يخوضون ويسهبون في مناسبات يعلوهم النعاس فيها ويسرنديهم ، وتتلاشى مأمورية تحولت غشاوتها إلى مالاتسعى إلى وحدة عربية نافعة ، سلمت لها رءاستها التي بتر ذنبها قبل أن تحول .