سيــادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز نعلم جيدا أنكم تبذلون جهودا كبيرة في محاربة الفساد وتحقيق الإصلاح الإداري المنشود في مختلف المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية.
فقد التزمتم بهذا النهج الإصلاحي علنا أمام الرأي العام الوطني والدولي.
ولكن سيدي الرئيس لا يجادل أحد في الأهمية التي تمثلها الإطاحة برؤوس الفساد من أعلى هرم القطاعات الحيوية للبلاد ولكنها ليست كافية
فهي لا تمثل غير الخطوة الأولى في طريق الألف خطوة . فما لم تتبعها خطوات هامة و جوهرية إن لم تكن هي الأساسية من داخل القطاعات نفسها، من قبيل تصفية وغربلة كافة جيوش الفساد والرذيلة المرابطة داخل الإدارات والمؤسسات العمومية والتخلص من الطالح وتغيير مواقع الصالح منها.
انطلاقا من الحجاب (البوابة ) والكتاب (السكرتير) ورؤساء المصالح الإدارية والمديرين المتوسطين....)، الذين هم مهندسو الفساد الحقيقي وجنوده البواسل ، حيث يستميتون في الدفاع عن مواقعهم لعقود من الزمن
فيتصفون بالحرباء حيث يقنعون الوزير أو المدير الجديد بأنهم العمود الفقري لهذا القطا ع أو ذاك، وأن أم البشرية السيدة حواء لم تلد غيرهم لمعرفة هذا المجال وأن مصالح البلد قد تتعطل في حالة أسندت المهام لغيرهم.
فالمسؤل الجديد لا يخلو من أمرين إما أن يكون ذا حس وطني وتوجه إصلاحي وتطويري ويتصف بالنزاهة والكفاءة، فمن كانت هذه صفته سيحاولون بشتى الوسائل تعقيد وتعطيل مأموريته من خلال شبكاتهم المافيوية المتغلغة في أركان الدولة والمستفيدة من ريعها وبالتالي يظهرونه بصورة العاجز والفاشل .
وإما أن يكون صاحب أغراض ومطامح خاصة أو ضعيف الشخصية لاتهمه المصلحة الوطنية في شيء فيتلقفونه بسرعة البرق ويدخلونه حظيرة الفساد، ويقومون باستغلاله لإزاحة وعزل كل الخيرين والمصلحين في ذلك القطاع وتصفية الحسابات معهم. وما إن يلبث قليلا حتى يصبح أسيرا في أيديهم يفعلون به الأفاعيل
وهو ما سيؤدي حتما إلى ضياع المصلحة العامة أدراج الرياح، ويصبح الحديث عنها من قبيل الطوباوية أو المثالية، وبالتالي ترجع عجلة الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد لدي الرئيس إلي الوراء .
ترى إذا كان الحرس القديم ليس كله سيئا فهل ستظل البلاد تدار بالعقلية القديمة المستندة على الاحتكار والزبونية والمحسوبية في ظل الشعارات الإصلاحية المرفوعة وفي ظل الربيع العربي الذي دخل صــــداه كل بــيــت؟؟؟؟؟؟؟؟.