في بلدي جل الأحزاب السياسية اتخذت من صفات بقرة قوم سيدنا موسى عليه السلام أن "لا شية فيها" منهم العلمانيون والليبراليون والماركسيون والإسلاميون والقوميون (عرباً وزنوجاً) ومع ذلك فإن الفروق لا تكاد تستشعر والشعارات لا تكاد تختلف ولا علامة ولا ميسم للتمييز بين هذه الأحزاب..
فأصبحت الساحة السياسية تعاني من التلبك الاديولوجي والتخمة المذهبية "أحزاب للإيجار"..
وفي الجانب الآخر من المشهد فهناك من لا تمثلهم الأحزاب فهم منها أقوى وأكثر جبروتاً وقدرة على المناورة ، هم تلك الأعشاب الطفيلية التي ظهرت في فترة من فترات الأنظمة السابقة وتحولت بين ليلة وضحاها إلى أشجار وارفة الظلال تغوص جذوعها في اعماق الارض فتمتص النبع والغذاء ، تجار بيروقراطيين بنوا ثرواتهم الهائلة بفضل جو التسيب والرشوة الذي "نعمت" به البلاد في الفترات السابقة ، وظل حنينهم إلى الماضي القريب قوياً يشدهم لإستخدام أسلحتهم "الرديئة" -ضد المجتمع الموريتاني وأرضه- من مغازلة "لوحوش أوغادوغو" وتغذية "دعوى التفرقة" (دعوى الجاهلية) ، والضخ تارة في قنوات العدم "أصحاب الإفك وأصحاب الحِنث العظيم" وتارة أخرى "يهيمون" "ويخوضون مع الخائضين" في تجارة الهيروين والكوكايين وكل ما خَبُثَ وكان أكثر فتكاً بالمجتمع... وذلك "خروجا عن الجماعة" وتغريدا خارج السرب ومن "المنفى" بفعل مواصلة الرئيس "محمد الخير" حربه المباركة ضد الفساد والمفسدين، وتضييقه الخناق على أكلة المال العام، واللاهين بمستقبل الشعب وتجار أم الخبائث "بكامل أصنافها" حتى أصبحت ظاهرة إختفاء الميزانيات والتلاعب بالأرقام والصفقات المجانية والعبث بمقدرات البلد وأرباح الممنوعات جزء من ماض لا عودت له...
منذ فترة وغلمان الجماعة وذئاب أهل المنفى وسكّان "المنزل المظلم" دعاة التفرقة والمكذبين المشككين يدونون ويكتبون بأقلام مكسورة محاولين بذلك حجب ضوء الشمس بغربالهم وحبس الماء بين أصابع أيديهم شلت تلك الأيادي قبل أن تمس الوطن بسوء "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
كان الإعلان عن إنشاء مجلس أعلى للشباب بقرار من رئيس الجمهورية "محمد الخير" -يسعى إلى اشراك الشباب في صنع القرار لكي يتمكن من المشاركة بطريقة فعالة وملموسة في سياسات واستراتيجيات تنمية البلد- صدمة أصمت أذان وأخرست ألسن من يشكّكون في أن السفينة اليوم "موريتانيا الجديدة" سفينة نوح من ركبها نجى ومن فاتته هلك "غريب الخُلُقِ وعدو وطنه حي بلا روح" ، كما جعلهم الإعلان عن تشكيل جمعية عامة للمجلس يستوعبون "على مضاضة" أن الشباب الموريتاني لم يعد منسياً مرناً طري العظم تأخذه أياديهم الخفية إلى المهالك وقنوات العدم "من تطرف في الدين وتجارة للمخدرات وأحزاب الربيع الفاشل" "أحزاب للإيجار".
توسيع دائرة أعمال المجلس من ندوات فكرية وعلمية وجمعية عامة سيكون أعضائها أذرعا للمجلس في كل ولايات الوطن يوصلون الفكر السليم ويشحنون عقل الشاب الموريتاني بشحنات موجبة من أجل صرفه إلى ما يبني ويقيم دعائم هذا الوطن بدل هدمها ، واستثمار طاقاته وقواه في ما يرجى نفعه وفائدته قضت على تطلعات أولائك وهؤلاء من مسوقي الوهم ومتبعي الهوى في استقطاب الشباب الموريتاني واستدراجه إلى الأَدْراك القذرة والقنوات التي لا تنتج إلا عدماً...