قبسات في ليل عربي بهيم / أحمد بن محمدي

استوقفتني كلمات مقتضبة في ثنايا المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية محمد بن عبد العزيز آخر شهر مارس الماضي، كلمات من قبيل "سأتوجه بهذه التعديلات إلى الشعب ليقول كلمته الأخيرة فيها ولا يستطيع أحد أن يمنعني من ذلك ومن قبيل "أن بلدنا اليوم بلد مستقل، وقوله لا يوجد أحد يمكنه أن يمارس علينا ضغطا في أي موضوع وغيرها من كلمات وإشارات وتلميحات في السطور وبين السطور.

إن هذه الكلمات تستحق التوقف عندها حسب وجهة نظري والتأمل فيها بل والمسح بها والطواف حولها والركوع في محرابها، إنها كلمات كبيرة وعظيمة ومقدسة ومصدر عظمتها وقدسيتها أنها من جهة صادقة تعبر عن واقع ملموس وأنها من جهة أخرى صادرة عن رئيس عربي لقطر عربي في زمن تعيش الأمة العربية أوطانا وشعوبا حالة من الدمار والخراب والتقتيل والتنكيل لا أظن أنها شهدت لها مثيلا عبر التاريخ، لا في زمن المغول ولا التتار ولا الحملات الصليبية ولا الغزو الاستعماري أوائل القرن العشرين أو إن أقطارا عربية لا يطلق فيها الكفار اليوم يد التخريب والتدمير هي أقطار واقعة تحت هيمنتهم هؤلاء يحتلون أراضيها وينشرون قواعدهم العسكرية بها وينهبون ثرواتها يسخرونها لرفاه شعوبهم وكذا للبطش والتقتيل والتنكيل بالشعوب العربية.
ورغم كل هذا نرى أن رئيس عربيا يقول عل الملإ وعلى مسامع هؤلاء إن بلده بلد آمن ومستقل و (لا يمكن أن يمنعنا أحد) و (لا يمكن أن يضغط علينا أحد)، هذه إذا معجزة ولا غرو فالحاكم عندما يكون صادقا مع نفسه صادقا مع شعبه يمكنه أن يحقق المعجزات وأن يرفع جميع التحديات.
إنها قبسات في ليل بهيم تعيشه أمتنا العربية. إنها كلمات خالدة ينبغي أن (تكتب بحروف من ذهب في قبة الوطن). ينبغي أيضا أن تخرج المظاهرات والمسيرات للاحتفال والاحتفاء بهذه الأجواء البهيجة أجواء الحرية والأمن والاستقلال والعزة والكرامة وهي أهم ما يطلب من الدولة ومن الرئيس واهم ما يطمح له الشعب.
هل يستعيد لنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز شيء من كاريزما القيادة افتقدناه في قادتنا منذ زمن.
إن الشعب العربي مولع بكاريزما القيادة راسخ حبها في نفسيته عبر تاريخه وأقرها له دينه واعترف بها حين صرح القرآن العربي والحكم العربي الصادر عن رب العزة جل جلاله في أحقية تولية طالوت ملكا بالقول وحين يقول النبي العربي المختار (من مختار من مختار) <<خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا .
ومن المعلوم أن خيارهم في الجاهلية هم القادة ورؤساء القبائل.
لقد غابت عنا هذه الكاريزما في القرن العشرين مع استثناءات طبعا حيث رأينا مستوى منها لا بأس به مع المرحوم جمال عبد الناصر وورثها عنه شهيد الأمة صدام حسن الذي أعادها إلينا كاملة غير منقوصة. وفي ابهي حلليها و أجمل تجلياتها عشنا معها و بها مدة حياته ثم كان عندي في ثنايا خطابات المرحوم القذافي شيء من ذلك فهل سيعيدها لنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز اليوم ؟ هذا ما أرى وما بدأ يجلى منجزات على الأرض وكلمات أثرت تأثيرا بالغا في النفوس والعقول.
فهنيئا للشعب الموريتاني برئيس أمتلك من مقومات القيادة ما مكنه أن يخوض بسفينة الوطن عبر أمواج متلاطمة في بحر لجي من الحروب والفتن وسيتابع المسيرة إن شاء الله حتى يوصلنا إلى بر الأمان.

 

9. أبريل 2017 - 11:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا