أسس أورسطو فن المنطق وكان يرجع في طرحه وتنظيمه للقواعد الفكرية والعقلية إلى ثلاث أسس منها أن الشيئ ونقيضه لايجتمعان وإذاحصل ذالك فقد فسد المنطق .
ليس الهدف من هذه التدوينة حسب ماأدعي الدفاع عن الوزيرالسابق سيد أحمد ولد أحمد ولا إظهار تناقضات محمد غلام
ومن والاه في فن السياسة الذي لانريد له أن يمارسه السياسيون خارج فن المنطق فيصير بذالك فنا خارقا للعادة والمنطق، يجتمع فيه النقيضان فلايحيد عن صوابه ويرتفعان في آن واحد فلاننكر عليهم تناقض آرائهم ومواقفهم .
بل القصد عندي منها توصيل فكرة لجميع السياسين بأن لا يتكلفوا إحتراما لعقولنا آراءً ومواقف متناقضة في سبيل تحقيق مآربهم صالحة كانت أم فاسدة خصوصا إذا كان هذ التناقض ينال به من الحليف ويشمت به المناوئ أحرى إذا كان يزيد في الشرخ بين المواطنين الذين مافتئت الطبقة الحاكمة من السياسيين وغيرهم بتأججيج وإذكاء مختلف الوسائل لتفرقتهم وزيادة الحساسيات مستندة في ذالك على نبش الماضي من جانبه السلبي
في تدوينة على الفيسبوك أعلن المناضل والقيادي في تواصل محمد غلام تخليه عن منصبه كنائب لرئيس الحزب محمد جميل منصور موضحاأن استقالته جاءت على إثر تعيين أحمد سيد أحمد كمسؤول للعلاقات العامة في المكتب التنفيذي لمنتدى المعارضة ماإن أعلن غلام هذا الموقف وتبريره حتى ضجت مواقع التواصل وغيرها بالإشادات بالرجل على هذ الموقف الشجاع والمتماشي مع الفكر الذي يتبناه والنهج الصائب الذي تربى عليه في حزبه السياسي المناوئ للتطبيع والمطبعين وكان من بين الذين كتبوا عن هذ الموقف المفكر محمد مختار الشنقيطي الذي زاد لمآخذ غلام على أحمد سيد أحمد "الديش" أن معنى إسمه في اللغة الديك ونسي بأن المعنى الذي ذكره إنما هو لمن يقلبون الحروف وأن مازاد به كان يمكن أن يدعه وأن من أسماء الزوايا ماليس له معنى في القاموس ،لغلام بهذ الموقف تناقضات يجتمعن في آن واحد وأخرى يرتفعن بهذ الموقف فيتعدى بذالك على المنطق وعلى عقولنا إذ لم تعد أبجديات المنطق حكرا على من يهتمون بعلمه من أهل التخصصات الأدبية والفلسفية بل قد أصبحت أبجديات المنطق مقررا في جميع التخصصات العلمية تحت عنوان المنطق الرياضي وقد كنت من من درسه فلاحظت سرعة تجاوب الطلاب مع تلك الجداول المسمات بجداول الحقيقة على الرغم من ضعف مستويات الفهم لدى أغلبهم وليس هذا بالغريب إذ أن الإنسان منطقي في فهمه للأمور بالفطرة
يناقض محمد غلام نفسه حين ينسحب عن ا لوزير ويجالس مدير أمن الدولة موقفان متناقضان يجمع غلام بينهما
أي الفريقين أحق أن يخالف وأيهما يحمل الوزر الأكبر في مسألة التطبيع ، ففي العرف السياسي يعتبر وزير الخارجية في الجانب الدبلوماسي مقلدا أي ليس له رأي مطلق في العلاقات الدبلوماسية المكلف بها وإنما يطبق آراء السلطة العليا المتمثلة عندنا برئيس الجمهورية في صغائر المسائل الدبلوماسية وكبائرها ،و يشبه في المؤسسة العسكرية بالجندي المأمور من طرف قائده أما في الجانب الآخر المتعلق بإدارة الأمن والتنسيق الأمني والإستخباراتي مع الخارج الذي من ضمنه في تلك الفترة الكيان الصهيوني ليس من الممكن بسبب تشعبه أن يرجع فيه بصغيره وكبيره للسلطة العليا على عكس الجانب الدبلوماسي
ومن المواقف التي يجمع غلام فيها نقيضين " القبول والرفض لذات السبب في آن واحد" قبوله التعاون مع السيد محمد فال ولد بلال الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك ورفضه للسيد أحمد ولد سيد أحمد مهندس التطبيع على حد قول محمد غلام قائلا" إنه لا يصح في هذا الباب مثلا مساواة الوزير محمد فال ولد بلال الذي اعتذر علنا وخالط بعد ذلك أهل مناهضة التطبيع ومشى في المسيرات نصرة لغزة أيام الحرب عليها ولم يكن قد حاز ذات الشحنة من تحدي مشاعر الشعب بأول خبر عن إعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني" نفهم من هذ التبرير المنطقي شرطين لازمين لقبول التعاون والتعامل مع المطبعين سابقا إعلان التوبة علنا والمشي في المظاهرات ولا يصح ل محمد غلام أن ينفي عن أحمد ولد سيد أحمد الشرط الثاني في ظل انتمائه للمنتدى والذي ينظم بدوره المسيرات والمظاهرات في مختلف المناسبات الوطنية والدولية المتطلبة لذالك وإذا أنتفى الشرط الأول عن أحمدو ولد سيد أحمد فبم يثبته غلام لمدير الأمن حتى لاتتناقض مواقفه
يتحرج محمد غلام أن يجلس نيابة عن رئيسه الذي يثني عليه مع أحمدو ولد سيد أحمد ولايجد غضاضة في أن يعمل في غبراء حزبه الذي شارك بوزيرين في حكومة أقرت العلاقات مع الكيان الصهيوني ولم تعلن توبتها اللهم إن أن تكون أعلنتها سرا قبل أن يقدر عليها.