اجتمع في يوم الناس هذا، وفي أحد فنادق العاصمة، عدد من أطر ولاية الحوض الغربي، وذلك بدعوة من أحد رجال أعمال الولاية. هذا الاجتماع يدخل في إطار حمى المبادرات الداعمة للاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، والتي أصبح تنظيمها محل تنافس قوي بين ولايات الوطن.
جاء اجتماع أطر ولاية الحوض الغربي في إطار ما تشهده الساحة الوطنية من تنافس شرس في بورصة المبادرات الداعمة للتعديلات الدستورية،
وفي نهاية الاجتماع أوصى المشاركون في اللقاء بما يلي:
1 ـ ضرورة تقديم اعتذار من أطر الحوض الغربي إلى ساكنة الولاية، وذلك لشعور الأطر بأنهم قد قصروا كثيرا في حق ولايتهم، فهم لم ينظموا في أي يوم من الأيام اجتماعا واحدا لتدارس مشاكل الولاية ولم يعقدوا في أي يوم من الأيام أي لقاء تفكيري للبحث عن حلول لمشاكل هذه الولاية، أو لوضع تصورات قد تساعد في حل تلك المشاكل.
2 ـ ضرورة الابتعاد من الآن فصاعدا عن كل الاجتماعات ذات الطابع القبلي أو التصفيقي أو التطبيلي، وإبدال هذه الاجتماعات باجتماعات ذات طابع تنموي. وفي هذا الإطار فقد قرر أطر ولاية الحوض الغربي أن يعقدوا اجتماعات دورية من أجل الإعداد والتحضير الجيد لأنشطة تطوعية تعود بالنفع العام على ساكنة الولاية، كتنظيم القوافل الصحية، أو إطلاق ندوات ثقافية، أو تنظيم أي أنشطة أخرى لدعم التعليم في الولاية.
3 ـ ضرورة تقديم عريضة مطلبية إلى الرئاسة باسم أطر ولاية الحوض الغربي تطالب بإلغاء الاستفتاء الشعبي لعدم دستوريته، ولعدم حصول توافق على تنظيمه، خاصة وأن هذا الاستفتاء لا يساهم في حل المشاكل الملحة التي يعاني منها المواطن، والمطالبة أيضا بتخصيص الأموال التي كانت ستنفق على الاستفتاء لحل المشاكل الملحة للمواطن. وفي هذا الإطار فإن أطر ولاية الحوض الغربي يذكرون الرئيس بالمشاكل الملحة في الولاية، كالعطش وتردي الخدمات الصحية وانهيار التعليم وبطالة الشباب والعزلة التي تعاني منها بعض القرى والمدن في الولاية، فأين هي مؤسسة إعمار الطينطان وأين هو طريق تامشكط ومتى سيتم ترميم طريق كبني ومتى سيشيد أول مصنع في مدينة لعيون ؟
نواكشوط : 20 إبريل 2017
أطر الحوض الغربي
ـــــــــــــ
* هذا مجرد بيان تخيلي وافتراضي والغرض منه إحراج أطر الولاية الذين سيجتمعون في هذا اليوم لإطلاق مبادرتهم الخاصة بالاستفتاء الشعبي. يبقى أن أشير بأن أطر ولاية الحوض الغربي لا يختلفون عن بقية أطر الولايات الأخرى، فالأطر بصفة عامة يشكلون كارثة على هذه البلاد، فهم السوس الأبيض الذي يخرب كل شيء، ويدمر كل شيء، ويفسد كل شيء، ودون أن يشعر أي أحد بذلك.
تنفق موريتانيا المليارات على تعليم الأطر، وبعد التخرج يترك هؤلاء كل ما تعلموا خلف ظهورهم ليتفرغوا من بعد الحصول على وظيفة في كل ما من شأنه أن يعجل من خراب هذه البلاد.
في صحائف أطر موريتانيا قد لا نجد حسنة واحدة قدموها لهذه البلاد، فكل ما في هذه الصحائف هو عدد لا يحصى من المبادرات القبلية أو الموسمية التي لم تقدم لهذه البلاد سوى المزيد من التصفيق والتطبيل.
قرائح أطر موريتانيا وإبداعاتهم لا تنضب أبدا عندما يتعلق الأمر بالتصفيق، وبالتطبيل للرئيس، فدائما هناك جديد قديم أو قديم جديد عند هؤلاء الأطر. فنحن لم نسمع يوما عن مجموعة من أطر مدينة أو قرية موريتانية ما اجتمعوا للتفكير والبحث عن أفضل السبل لتنمية قريتهم أو مدينتهم. لم نسمع يوما عن مجموعة من أطر مدينة أو قرية موريتانية قرروا أن يوحدوا جهودهم من أجل فتح مدرسة أو مركز صحي.
إننا لا نسمع عن هؤلاء الأطر إلا في مواسم التصفيق والتطبيل، ولا نراهم إلا في اجتماعات قبلية أو موسمية للإعلان عن ميلاد مبادرة جديدة للتصفيق وللتطبيل.
حفظ الله موريتانيا..