استرعتني عبارة أو تعبير أو تفسير لأحد المشايخ الذين أجلهم مفاده أن اللاإرادة ما هي إلا قمة اليقين، إذ أن أحد المشاييخ طلب منه أحد العامة أو الخاصة أن يمكنه من طريقة تخول له أن يكون بدون إرادة ومعنى القول هو أن تكون هذه الإرادة نابعة عن يقينه، حيث أنه لا توجد أصلا إرادة بدون إرادة الخالق جل وعلى ويقول المتصوفون في هذا الصد:
وكان من عجائب الجبار أن يجبر العبد بالإختيار
فالعبد في الظاهر ذو اختيار والجبر باطن عليه جار
أمام هذا الطرح هنالك أطروحات من ضمنها إشكالية التخيير أو التسيير
وفي نفس النسق ، هنالك طرح نظري تقدم به أحد الفلاسفة الألمان الذي يعتمد على الإنسان كمصدر للقوة ، قائلا بأن قوة الإرادة هي التي تصبوا بالإنسان إلى الرقي ولا أقول هنا إرادة القوة ، إذ أن بين المفهومين فارق شاسع.
وغير بعيد عنا، حدث جدل في الأوساط الثقافية أو ما يقال بأنه ثقافي أو إعلامي يتمحور حول عبارة "أن البعض لم يخلق ليفشل".
ومن هنا يمكن القول بأن الفأل الحسن يُعتمد عليه كثيرًا ، في التأويلات الدينية وأنه على المسلم أن يدعو بالفال الحسن ، أما التفسير الثاني ، فإنه يكمن في أن العبارة المذكورة آنفا ما هي إلا تأويل صريح عن قوة الإرادة.
ويمكن أن نضيف أيضا ، بأن التاريخ الإسلامي شهد على أن البعض لم يخلق ليفشل، وخير دلالة على ذلك إنجازات الصحابي الجليل " خالد بن الوليد " .
وبعيدا عن هذا الجدل ، فإنه يمكن القول بأنه ـ كل ما هو أكيد دنيويا ـ هو اللاأكيد.
وعليه فإن قوة الإرادة وإرادة القوة يطغي عليهما ما يسمى حاليا بالتعقد أو التركيب، الذي يسيطر على كنه الأشياء، ويبقى التساؤل مطروحا : كيف لنا تأويل الأشياء بصفة بنيوية انطلاقا من موروثنا الديني أو الثقافي أوالاجتماعي وذلك بعيد ا كل البعد عن التأويل السياسي للأشياء؟