المعادلة الصعبة / احمد ول محمد ديه

مع مجيئ الرئيس محمد ول عبد العزيز واتضاح معالم حكمه ومرامي فكره واتجاهات سياساته راجت مقولة "أن موريتانيا دولة ديمقراطية وأنها أصبحت   نموذجا في الممارسة الديمقراطية" وأقول تعليقا على ذ الك أن هذه المقولة وهذه الديمقراطية التي سوقت لنا وطبقت عندنا  تحمل في طياتها مغالطات سأحاول قدر المستطاع أن أسلط عليها ضوءا قدر في هذا المقال وفي مقالات أخرى لاحقة ان شاء الله .

    أول هذه المغالطات أو أم هذه المغالطات اعتبار ديمقراطية الغرب هذه صالحة جملة وتفصيلا لكل الناس،ولكل الدول وهذا كذب وزور وتجاهل لخصوصيات الأمم والشعوب.
ومن المعلوم أن لكل أمة ولكل شعب خصوصيات وأن لنا نحن العرب خصوصيتنا ولنا في موريتانيا بعض الخصوصية والتميز عن باقي إخوتنا العرب.    
إن البشر أيا كانوا وأينما يكونون ليسوا خرسانة امسحوا أسمنت حتى يمكن ان نخلط ونبل ،نأخذ مول الديمقراطية لنصنع لكل قوم ولكل شعب ولكل دولة حكما ديمقراطيا ناجحا.
هذا غلط او مغالطة ويبدو أننا في موريتانيا وقعنا في هذا الغلط أوهذه المغالطة او الخدعة اوالفخ وحان الوقت أن نبدأ التخلص من هذه الورطة قبل فوات الأوان .
إن أي ممارسة اوتطبيق للديمقراطية يتجاهل خصوصيتنا كعرب وكموريتانيين ويقفز من فوقنا، سيقودنا إلى منزلقات وانسدادات تفسد أمرنا وتربط مسارنا وتضيع فرصا ثمينة، وتهدر طاقات نحن في أمس الحاجة إليها بحجة احترام الديمقراطية مراعاة مبادئها ونظمها المعهودة  .
  إن من أهم هذه الخصوصيات أن العرب لايصلح أمرهم ولا تستقيم أحوالهم  إلاتحت قيادة صارمة وحاسمة  .
إن خصوصيتنا كعرب في مجال الحكم والقيادة تقتضي أن يمارس الحاكم العام أو الرئيس أوالملك بمستوى محدد من الديكتاتورية والصرامة ولا اعنى أن ذلك وحده يكفي ليصلح حال العباد والبلاد، بل إنما أعنيه هو أن يجمع القائد بين الصرامة في القيادة وبين أمور أخرى لا غنى عنها من قبيل الوطنية والإخلاص والنزاهة والقابلية الشخصية ... فنحصل بهذه التولفة على الحكم الرشيد ،ولا أظن أن طريقا آخر،  أوطريقة أخرى غير هذه يمكن أن توصلنا إليه   .
أقول عندما تتوافر هذه العناصر مجتمعة فى شخصية قيادية عربية فإن النتيجة ستكون باهرة وعظيمة، ستكون نهضة فى العمران البشرى والمادى وهذا بعض ما أردت الوصول إليه وأرجو ان لايغيب هذا عن بال الرئيس محمد ول عبد العزيز ،وعن الوطنيين المخلصين من الساسة الموريتانيين.
أتمنى أن يمسك الرئيس البلاد بقدر أكبر من الصرامة وأن لايركن لتلك الجوانب من ديمقراطية الكفار والاستعمار التى تحتقر الشعوب وتتجاهل خصوصيتها  .
  لقد نجحت هذه التولفة  اى شيء من الديكتاتورية مع كاريزما القيادة.
   نجحت فى تونس أونجحت بها تونس مع الزعيم المرحوم الحبيب بو اركيبة حيث امتزجت وطنية الرجل ومبادؤه وفكره الإصلاحي بمستوى من الديكتاتورية  وأعطى ذلك لتونس فى تلك المرحلة نهضة عمرانية   بشرية ومادية كبيرة ، وفشلت تونس بغياب هذه التولفة فى الرؤساء اللذين جاؤوا بعده    ونجحت بها مصر مع عبد الناصر رغم المؤامرات والحروب التي شنها الكفار ضده  وفشلت مصر بعدذلك بسبب غياب هذه التولفة.
    ونجحت بها  ونجح بها العراق مع شهيد الأمة صدام حسين نجاحا لايماثله نجاح فى تاريخ الأمة المعاصر  ونجحت المغرب نسبة من النجاح تناسب القدر الموجود من هذه التولفة لدى ملوك هذه الدولة  ولايخفى فشل وسلبية بقية الدول العربية لغياب جانبى هذه التولفة،  ولا يخفى كذلك الفشل الذريع المريع  للإمارات والملكيات    العربية بسبب اختلال ميزان هذه التولفة بوجود ديكتاتورية شنيعة فظيعة من جهة  ،وغياب مبادئ وأفكار للاصلاح وفقدان الوعي الثقافى والسياسة وغياب أي مستوى من الوطنية لدى شعوب  وقادة هذه  الدول .
وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.                          
                                                  

25. أبريل 2017 - 15:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا