ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﺜﻠﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻧﻬﻤﺎﻛﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﺬﻟﻚ ،
ﻟﻴﻌﺬﺭﻧﻲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ .
ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ " ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ، ﺃﻓﺮﻏﺖ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ " ، " ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ ﻭ ﺩﻭﻥ
ﺩﻣﻮﻉ ، ﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺫﺭﻓﺖ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ " ، ﻭ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻟﻠﺠﺰﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺪﺀَ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻏﺮﺍﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺑﻴﺎ ﺑﺤﺘﺎ ( ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﺢ
ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﻏﻮﺍﻧﺘﻨﺎﻣﻮ " ) ، ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﺼﻒ ﻣﺤﻤﺪُّ ﻭﺻﻔﺎ ﻣﺪﻫﺸﺎ ﻭ ﻣﺆﻟﻤﺎ
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺗﻠﻚ ، ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭ ﺑﺴﺮﺩ
ﺭﺍﺋﻖ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺧﻼﺻﺎﺕ ﻭ
ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻟـﻤـﺎﺫﺍ ؟؟
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻮﺍ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻠﺠﺎﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ
ﻣﺜﻴﺮﺓ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻣﺤﻤﺪّﻭ ، ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺵ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ، ﻭ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺴﺎ ﺃﺩﺑﻴﺎ ﻭ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳُﻌﺒِّﺮ ، ﻭ ﺇﻥ
ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ، ﻭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻭ ﻟﻀﺮﺍﻭﺓ ﺍﻟﻮﺟﻊ ، ﻳﺼﺮﺡ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻗﺎﺋﻼ : " ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ
ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺃﻧﺎﺱ
ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ "
ﻇﻞ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻭ ﻇﺮﻳﻔﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻎ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭ ﻣﻊ
ﺫﻟﻚ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ
ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﻣﺤﻤﺪُّﻭ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻌﺒﺮ
ﻗﺎﺋﻼ : " ﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺷﻤﺲ ﻛﻮﺑﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺑﺠﻤﺎﻝٍ ﻭ ﺭﺷﺎﻗﺔ ﻣﻤﺎ
ﺧﻠﻖ ﻟﺪﻱ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺟﻤﻴﻼ " ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ "ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ
ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ " ﻗﺎﺋﻼ : " ﻓﺠﺮ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﺲ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ
ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ " ﺛﻢ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ
" ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ... ﻣﺤﻮ ... ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻭ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ؟؟ " ، ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺣﻜﻤﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ :
" ﻓﺤﺘﻰ ﻻ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫ " .
ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻭ ﻇﺮﻳﻔﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ، ﻭﺻﻒ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻣﻦ ﻋَﻞ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ
ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺻﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻭ
ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺸﺐ ﺑﺮﺍﺛﻴﻦ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ
ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺑﺮﻱﺀ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ – ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻛﻲ – ﺃﻥ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ .
ﺑﻘﻲ ﻣﺮﺣﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ :
" ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ
ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ، ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﻗﺴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺭﻥ
ﻋﻨﺪ ﺁﺧﺮ ﻏﺮﻭﺏ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﻗُﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ ﻟﻌﻘﺪ ﻭ
ﻧﺼﻒ .
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺰﻑ ﻭﻝ ﺻﻼﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺼﺪﺭ ﻧﻐﻤﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺫﻭﻳﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﻇﻠﺖ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺭﺍﺑﻄﺔَ ﺍﻟﺠﺄﺵ ، ﺃﻣﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺘﻌﺮﻕ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ
، ﻭﺗﺘﻤﺘﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ، ﻇﻠﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻻﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﺤﺪﻗﺔ
ﺑﻲ ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻙ ﻳُﺒﻌَـﺪ
ﻋﻨﻚ ﻛﺤﻠﻢ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ " .
ﺛﻢ ﻳﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،
ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﻈﺮﺍﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﺩﺑﻪ : " – ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺩﺭﺳﺖ
ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ؟
ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺩﺭﺱ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ ، ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﺱ ﻭ ﻣـﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ " .
ﻭ ﻳﺒﺪﻉ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺗﻴﺒﺔ ﻓﻲ
ﻏﻮﺍﻧﺘﻨﺎﻣﻮ ، ﻭ ﻳﻜﺘﺐ ﺩﺭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺮ ، ﻭ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ
" ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺘﺎﺑﻚ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ ﺑﻞ ﺗﺼﺒﺢ ﻃﻔﻼ
ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ " ﺛﻢ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ، ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﺗﺘﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﺇﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺧﺎﺭﺟﻪ " .
ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﺒﺴﻂ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﺤﻖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ، ﻭ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻴِّﻢ
ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺼﺪﻕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻧﻴﻦ
ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻳﻨﺒﺠﺲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ، ﻳﻐﻤﺮﻙ ﺑﻬﺎﻟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﻝ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ : " ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻟﻢ
ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ، ﺃﺃﺿﺤﻚ ﺃﻡ ﺃﺑﻜﻲ ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ ﺍﻷﻣﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻌﺎ " .