من سنن الله وأقداره الجارية في كل حاكم في التاريخ أن من سياسته ومنهجه أن يكون مستبدا برأيه مستكبرا مستنكفا عن سماع صوت من يخالفه متعال في الانفراد برأيه متميز في الغرور بأنصاره والمطيعين المصفقين له، وأن يكون من خصائص لأخلاقه وطبيعة سياسته الاستهزاء والتغافل عن شأن خصومه وشانئه، فلا يرى فيهم إلا كما يقول لأنصاره:{ إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجمع حاذرون}.
وهو لا يطوف بخلده أبدا فضيلة الاعتراف بالتقصير والخطأ، والصواب عند عيره، في أي شأن من الشئون، ولا يرى العلم والحكمة والرشد وحسن التدبير إلا لنفسه، وكما يردد على أنصاره وفي مجالسه وعلى أفراد رعيته:{ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}، وهكذا نفس القول الذي يقال لنا نحن اليوم في حملات ومسيرات ومهرجانات وخطابات التيه والضياع، والشقاء والبؤس والحرمان التعديلات ألا دستورية ؟!
إنها والله لعين التزويرات وليست التعديلات والمبالغة في التمويه ممن قتلوا القيم والأخلاق في وطنهم ونهبوا وخربوا خيرات بلادهم وتنكروا لصالح أعمال آبائهم، ورموز وطنهم، ونشروا في ربوعه الفقر والمرض والفساد والعنصرية والجهوية والقبلية في جميع فئات شعبهم، وهم من سرقوا المال وضيعوا كل غال وحلو وجميل في شعبهم وبلدهم، من كل القيم والأخلاق والتعليم والصحة، والخدمات، وأنواع الموارد والخيرات وحتى التاريخ والإنسان ؟!
نظام جيش القبيلة الحاكم اليوم هو من سن في مؤسسات الدولة سلوك النفاق والفساد والرشوة والمحسوبية وفي أنظمة السياسة عندنا أمراض وعاهات، القومية العنصرية والقبلية البدوية والفئوية الضيقة الحاقدة، ونظام المحاصصة الظالم الجائر في الوظائف والامتيازات، والتعين في أسلاك الجيش والشرطة وكافة وظائف مؤسسات الدولة وحتى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بل وحتى في القبائل والمساجد ومؤسسات الصحة والتعليم ؟.
ونظام المحاصصة، كما يقول علماء السياسة والإدارة، وتجاربنا نحن هنا في هذا البلد المنكوب بحكامه كان وما زال هو المنهجية التي ظلت تدار بها الدولة وتحرك بها مكونات المجتمع، والمحاصصة تبقى في نهاية المطاف- وإن كانت قد حققت و لا زالت تحقق لبعض الحكام البقاء لفترة من عمر الدولة، و لبعض الموظفين ممن ساحوا في نعمها وزراء أو مدراء - تبقى لغما خطيرا هو الذي يهدد حقيقة وجود الدولة، و وحدة شعبها، وذلك لأن المحاصصة تـُغيب المفاهيم والأساليب الحضارية التي تؤسس لبناء الدولة الحديثة وقيم المدنية، وهي منافية لقواعد السلم الاجتماعية، وهي التي تصنع البيئة الفاسدة الموبوءة والتي في أكنافها تنبت الطفيليات وكافة المسلكيات الضارة المعطلة والمعيقة للتنمية، والناشرة لمظاهر الفساد: كالقبيلة والرشوة و المحسوبية والزبونية، وتولية الفاشلين الفاسدين والعاجزين، ومن ثم تصبح الوظائف السامية، و مراكز القرارات ذات التأثير على مصير الدولة قطعا من الكعك يوزعها الحاكم العسكري القبلي الظالم الفاشل وفق مبدأ المقايضة والعمالة والولاء للسلطة أو النفوذ، وعند ذلك يصير من لازم والمحتم أنه لا معنى ولا اعتبار في الوظائف في الدولة والمجتمع للكفاءة، والخبرة كما هو حاصل في عقلية ونظام وسياسة من يديرون الدولة ويسوسون المجتمع !؟.
وسنة الله الجارية في السلطان والملك والخلق أن الله لا يهدي كيد الخائنين ولا يسدد عمل المفسدين ولا يوفق للصواب الظالم الفاسد، وفي ميزان العدل والقسط والجزاء لا يتساوى في الانجاز والإعجاز من كان يملك القدرة والكفاءة ويؤمن بالحق والعدل، ومن كان جاهلا فاشلا متنكبا لكل ذلك في فكره وعمله وعلاقاته، وخارجاً في تفكيره وتدبيره للشأن العام عن طاعة ربه، وهدي نبيه- صلى الله عليه وسلم-، يقول جل من قائل:{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
وقال جل من قائل:{ أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار؟ }، وقال تعالى:{ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}، وقال:{ أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون}،وقال: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات- أي صدقت قلوبهم وأعمالهم بآيات اللّه في الإيمان والعدل والإنصاف وعملوا الصالحات- فلهم جنات المأوى}- أي تلك التي فيها المساكن والدور والغرف العالية }،نزلاً} أي ضيافة وكرامة،{ بما كانوا يعملون}، وهي نزل{ غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحنها الأنهاْر}،{ أكلها دائم وظلها} .
{وأما الذين فسقوا- {أي فسدوا وأفسدوا وخرجوا عن مقتضيات الإيمان في العمل والعدل والقسط والمعروف والطاعة لله ورسوله، في بسط الحق بين الناس والعدل في الحكم فيما بينهم،أولئك{ فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها}، وقبل ذلك فهم موعودون في الدنيا جميعا، مطاعون ومطيعين بقول الله عز وجل وعدله في الجزاء:{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}، قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي اللّه به عباده ليتوبوا إليه.
وقال عبد اللّه بن مسعود: العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والسبي، وقيل:الأدنى غلاء السعر، وشدة المئونة وجور السلطان. قَالَ ابْن زَيْد، فِي قَوْله:{ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَاب الْأَدْنَى} قَالَ: الْعَذَاب الْأَدْنَى: عَذَاب الدُّنْيَا، بمختلف صوره وأشكاله.
وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي كل ما سبق أَنْ يُقَال: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَ أولئك وهَؤُلَاءِ الجهلة الْفَسَقَة العصاة الظلمة الْمُكَذِّبِينَ بِوَعِيدِهِ فِي الدُّنْيَا بالْعَذَاب الْأَدْنَى، أَنْ يُذوقوهُ دُونَ الْعَذَاب الْأَكْبَر، وَالْعَذَاب الأدنى: هُوَ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ بَلَاء أَصَابَهُمْ، إِمَّا شِدَّة مِنْ مَجَاعَة، أَوْ كثرة قَتْل، أَوْ مَصَائِب يُصَابُونَ بِهَا في أرواحهم وأبدانهم وأموالهم وأرزاقهم ووظائفهم، فَكُلّ ذَلِكَ مِنَ الْعَذَاب الْأَدْنَى، وَلَمْ يُخَصِّص اللَّه تَعَالَى ذِكْره، إِذْ وَعَدَهُمْ ذَلِكَ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِنَوْعٍ مِنْ ذَلِكَ دُونَ نَوْع، وَقَدْ عَذَّبَ من عذب منهُمْ بِكُلِّ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالْجُوع وَالشَّدَائِد وَالْمَصَائِب فِي الأمن والأمان والْأَمْوَال والأرزاق، والتي عبر الحديث النبوي الشريف عن بعضها بقوله- صلى الله عليه وسلم-:"بشدة المئونة وجور السلطان"، فَأَوْفَى لَهُمْ بِمَا وَعَدَهُمْ، وقال الله جل وعلا عن الأخذ بتلك المصائب والآفات، وأمهاتها:{ وما هي من الظالمين ببعيد}، وتلك سنة الله الماضية{ولن تجد لسنة الله تبديلا}.
في منتصف القرن الماضي كتب المفكر الإسلامي التجديدي التنويري الشيخ عبد الرحمن الكواكبي، كتابه( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) فقال فيه:"الاستبداد أصل كل فساد، فهو أصل الجهل والاتكالية والخوف والنفاق، وهو أصل الاستغلال والقمع والاضطهاد".
وثقافة الاستبداد العسكري القبلي المنتشرة بين أفراد مجتمعنا اليوم هي التي تضطرهم في المهرجانات والمسيرات للكذب والاحتيال والخداع، والغش، والسرقة والرشوة وتلغي التفكير السليم، وتجمعهم في قطعان، وكل قطيع أو طائفة أو عشيرة منهم تكون قابعة تحت ظل سلطة حاكمها المباشر مستبد بأحوالها، يقول الكواكبي"إن أصحاب ثقافة الاستبداد تحول الميل الطبيعي للأمة من طلب الترقي إلى طلب التسفل، ومن طلب الحرية إلى طلب الاستعباد- وهذا هو ما نشاهده نحن اليوم في مسيرات العبث والتيه والضياع وخطباء السحت والنفاق فيها.
ويواصل الكواكبي في ثورته ضد ذلك الداء الوبيل إلى الاعتقاد بأن التوالد في أزمنة الاستبداد نوع من أعمال الحمقى، لأنه يحول البنين والبنات إلى أوتاد تربط الأهل إلى عجلة الذل والهوان" كما يفقدهم القدرة على الخروج من مستنقع التخلف، وقد دافع الكواكبي عن الحريات السياسية وأحلام الناس في الرقي والتقدم.
ولكن مجتمعنا وسياسيينا وقادة الرأي فينا، بل ومواطنين العاديين يا كواكبي اليوم لسان حالهم هو كما يقول الشاعر في حكمته : لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ؟!.
وللأمم المتحدة تقرير صدر في مطلع القرن الحالي عن التنمية البشرية يقول عن العالم العربي والذي نحن منه"إن العالم العربي تندر في مجتمعاته المعرفة العلمية والتفكير العلمي بالإضافة إلى عدم وجود حرية الاعتقاد وضعف حرية التعبير فيها.وما زالت المجتمعات فيه تمارس الوأد الاجتماعي على المرأة ؟.
والنظام العسكري القبلي عندنا يا سادتي يضيع العلم والعلماء ويقتل الفكر و حتى الذي لم يظهر أي معارضة لسلطانه، وعرش ملكه لا ابتداءً ولا انتهاء، فما ظنكم بمن أظهر شيئاً ولو كان مجرد كلام يشم منه القدح في سياسته وتسييره للشأن العام؛ حتى لو كان ذلك باسم الإصلاح والصدق مع السلطان والنصح له كما هو حال بعض رجال الأعمال عندنا من ذوي القربى والموالاة وبعض مجلس الشيوخ !.
فإذا كان الحاكم بهم ضاق ذرعا وعنده هاجس الخروج على الملك ممن لم يبدي لا اعتراضاً ولا موافقة، فماذا سيكون موقفه ممن أبدا عليه اعتراضاً ونقداً وقدحاً في سيرته بل وكشفا لفساده في المال والإدارة والساسة والصحة والتعليم وكل الخدمات في سياسته ودولته ؟
كان أبو جعفر المنصور يقول: الملوك تحتمل كل شيء من أصحابها إلا ثلاثاً: إفشاء السر، والتعرض للحرمة، والقدح في الملك .
فيا سادتي من قادة السياسة والرأي والفكر ممن سبق له أن بدر منه قدح في سياسة النظام العسكري القبلي القائم، وقدم له نقداً ولو كان بناءً، وقد ظهرت منك الآن بعض النوايا الحسنة اتجاه هذا النظام من تملق في الحديث، وإطراء كاذب مصطنع، وأسفت على ما صنعته في السابق، فمن ضروب العته السياسي والخبال الفكري والخيال القبلي أن تتصور أنه سيغض الطرف عن زلا تك ويغمض عينيه عما كان منك، وأن ترفع عنك رقابته، وأن يزال الخوف من جنباتك، فضلاً أن تلقى حفاوة، وتقديراً؛ هذا إذا سلمت تلك النوايا الحسنة من أن تفسر تفسيراً سيئاَ، بأن المراد منها المكر والخداع والوصول للغايات !!.
وهناك رؤية علمية في عالم القيم والسياسة والموالاة والتولي تقول: أن من أصيب بالانهيار الداخلي، والهزيمة النفسية تجاه من يعاديه، فإنه سيحاول جاهداً بقدر المستطاع أن يثبت بأنه محب له ومسالم، فلا بأس أن يهدي له كلمات المحبة والود والإخاء، الكاذب المحابي، ولو كان ذلك على حساب القيم والمبتدئ والعقائد التي ينتمي إليها ويستظل بظلها .
وحب السلطة والهيمنة غريزة في الإنسان، والقائد العسكري من جبلته وطبعه وتطبعه أنه دائما يتطلع إلى أبعد من ذلك، فهو يريد أن يكون الآمر والناهي، المسير للأمور، دون مشاركة من أحد، ولا يريد أحداً أن ينافسه أو يزاحمه في سلطانه، فكرسي السلطة والتدبير في نظره لا يتسع إلا لفرد واحد، كما أن السفينة لا يقودها إلا قبطان واحد، فهو لا يخطط ولا يقتنع إلا بالانفراد والاستبداد ولو أد به الأمر إلى أن يضحي بأعز ما يملك وأقرب الناس إليه، وأن يدفع في ذلك الغالي والنفيس، فهو ينظر إلى الاستمرارية في السلطة نظرة حياة أو موت .
ولشدة حبه للسلطة يصل به الأمر إلى الهوس الداخلي فيقطع جميع الوصال، وينسى جميع العرفان، فتتغير عنده الموازين، فتنقلب الصداقة إلى عداوة، والصق إلى كذب، والنصيحة إلى خيانة، ويكون النسب سبب للمفارقة من الحياة خوفاً، وخشية من المزاحمة والمنافسة على سلطان الملك، فليس عنده من الوقت والتاريخ إلا الساعة الحاضرة التي بين يديه، فلا ينظر إلى الماضي، ولا إلى المستقبل .
انظر إلى الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان مع مصعب بن الزبير، فقد كان عبد الملك يحب مصعباً حباً شديداً، كحب السيد الرئيس من قبل لابن عمه رجل الأعمال محمد ولد بوعمات أو أكثر، وكان خليلاً له قبل الخلافة، فلما قُتل مصعب رحمه الله، ووضع رأسه بين يدي عبد الملك، بكى، وقال: والله ما كنت أقدر أن أصبر عليه ساعة واحدة من حبي له، حتى دخل السيف بيننا، ولكن الملك عقيم، ولقد كانت المحبة والحرمة بيننا قديمة، متى تلد النساء مثل مصعب، ثم أمر بمواراته ودفنه .
وتزيد همجية الحاكم العسكري القبلي المستبد كلما قوي سلطانه وقل علمه وبصيرته بما يصلح لسلطانه ورعيته، وجهل بحال من سبقه من السلاطين، قال بعض الحكماء: الملك إذا كان خلواً من العلم كان كالفيل الهائج لا يمر بشيء إلا خبطه، ليس له زاجر من عقل، ولا رادع من علم ..
أخيراً فهل نستطيع نحن دعاة الإصلاح والتغير الجدي الفاعل والبناء أن نفهم ونستوعب عمليا أن المرء حاكما كان أومحكوما قد يفاجأ بإصابته بأزمات قاسية، وامتحانات عنيفة لم يحسب لها حساباً، فإذا لم يواجه تلك الأزمات، وهذه المحن بعزيمة صادقة، وإرادة قوية، وشجاعة خارقة، فإنه سوف يذهب ضحية رخيصة .
فنحن يا دعاة الإصلاح والتغير بحاجة في العمل إلى عزمات كعزمات من لم يثنهم قول من قال:{لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف والأصلبنكم في جذوه النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى}، بل قالوا:{ اقض ما أنت قاض؛ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا }
ولتكن يا حمل مشعل الإصلاح والتغير من شجعان العقول، وشجعان الأزمات، وكن ممن يتحمل على عاتقه عبء المسؤولية، فالأمة بحاجة لتلك العقول والمسئوليات، لشحها وندرتها، وتفنن رجالاتها الصالحين الصادقين في التهرب من المسؤولية، وإتقان إلقائها على عاتق الغير .
فما أندر في سياسيينا وقادتنا من يتحدى التحديات، ولو كانت على حساب حياته، دافعه في ذلك تحمل المسؤولية، وإحقاق الحق، بعيداً عن الشهرة والإشارة بالبنان .
وكان الفقيه سفيان الثوري، يقول: صنفان إذا صلحا صلحت الأمة، وإذا فسدا فسدت الأمة: الملوك، والعلماء . ولنقرأ تاريخ الحكم والشعوب، ولنأخذ العبر، فإن فيه أخبار من غبر .
وكان عبد الرحمن بن خلدون يقول: اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد شريف الغاية، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم، وسياستهم حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك ؛ لمن يرومه في أحوال الدين ، والدنيا .