لماذا عارض الشباب الشكاريون التعديلات الدستورية ؟ هل تغيرت سكولوجيات الإيديولوجيا لدى هؤلاء ؟ وهل رجع لبن الجنرال في ضرع مبادرته ؟ أم أن الأمر مجرد تلون يحاول صاحبه أن يكون عكاشة التعديلات لدى الرئيس ؟
أسئلة يجيب عنها صراع الأجندة المتنازعة على تمكين أي فئة من المجموعات والتحالفات القبلية
التي لم تبرح فئويتها مخيلة السياسيين وصناع القرار في شكار .
في يوم السبت : ( 15 /4 / 2017 ) م استخدم الجنرال مدير الأمن الوطني ( محمد ولد مكت ) نفوذه وهدر بإسراف موارد ومداخل جنوده ، دخولا في معتركات سياسية غيرعادلة ، دفع المواطن المسحقوق ثمنها الباهض ، وأذن مؤذنها في المدن والأرياف ، فأتوه رجالا وركبانا وعلى كل ضامر ، حفاة عراة لارياشة ولا آمال ، أغرتهم الأماني وأنهكتهم الوعود ، لايعرفون شيئا عن " مبادرة الوفاء والصمود " إذ لم يعهدوا الوفاء بتلك الربوع ، بل سمعوا الناس يقولون : جاء الجنرال بوجه الوفاء بالوعود والعهود ، فحضروا من كل حدب وصوب ، لم تمنعهم الفاقة ولم يخلفهم الظمأ ولا النصب ، متجشمين عناء السفر تلبية لدعوة سيدهم الجفلى — كعادة من لايستخلص الدروس والعبر من ماضيه المشئوم، — سواء بعدت بهم الشقة أوألقت بهم الأخطار في صحراء النقب ، يسارعون إلى الاصطفاف في مشعر طالما اغبرت أقدامهم فيه ، لايستطيعون الوقوف عليها ، تحمر عيونهم وتستك مسامعهم في مشهد تشيب له الولدان ، وتقشعر له جلود الذين يخشون ربهم ، وتذوب — أسفا — عليه القلوب الصخرية ...
سكان يتجمهرون في انتظار ما يعود عليهم بالنفع ويحد من عز الصيف وشعاع الشمس ، وسياسيون ماكرون سبق وأن قالوا بملء أفواههم — ولاء وبراء — في عهد من الظلمات أن البلدية وكر للفواكه والحناء ، ومنتخبون بلديون يقولون بأنها منبع الزلال ، وخريت الأنابيب ، وكلها حقائق مطموسة الملامح .
اليوم وقد تفاقمت المشاكل وبدأت الأنوار تنتشر في محيط التخلف والأعراب ، والأهازيج الأفاكة تقرض بالغدو والآصال ، شلت سياسة الجنرال ، وجابهته الأجيال ، وقاطعته الأطر والوجهاء ، وشبت نيران التفرقة في صفوف أتباعه المنفضين عنه حتى طرحوه أرضا ، وسيكونون من بعده قوما صادقين ، يقاطعون أجندة أحادية التي لا تقيم وزنا للقانون ولاتحترم مقدسات الأمة ، بحيث لايمتلك من تولى كبرها ثقافة ديمقراطية تخوله أن يقدم على تعديلات دستورية يعارضها أكثر المواطنين الموريتانيين .
شگار مابين مؤيد ومعارض ، حلم كان من المستحيل .
إن السياسة الداخلية للدول مدارها على نشر الأمن والطمأنينة داخل المجتمعات ، وكف الظلم ، وتوفير العدل والمساواة ... لكن سياسة الجنرال تقوم على مشكل العطش والبطالة والتدهور الإقتصادي ، ورداءة التعليم ، وغياب التنمية وانعدام البنية التحتية ، والتفاوت الإجتماعي في النفاذ إلى الخدمات العمومية ...
والانفلات الأمني الذي هزمت حادثته الأخيرة (BmsII) الجنرال ليلج في إرضاء من أصيبت طموحاته بضعف وخور .
من هنا بدأ الصراع ! شباب لايقبلون التمادي في بنيات التلاعب بالمواطنين ، يناوءون نهج جنرال خدع المواطنين الشگاريين وهو يعلم ، وألقى بأيدي أطر البلدية ومنتخبيها إلى تهلكة بدأت أحاسيس صراعاتها الإشمئزازية تتملك بعض أنصاره ، تذمر بدا جليا على محيا شيخ مقاطعة — ألاگ : المختار بوبكر بوسالف ( اسويدات ) ، طيلة أيام الحراك السياسي ، مما يراه البعض خروجا عن طاعة الجنرال ، وتضامنا مع زملائه الأبطال ( الشيوخ ) ، والتزامه الصمت في كلا المهرجانين يؤكد ذلك ، وإن حضرهما صوريا ، إلا أن بوادر استيائه تبدوا جلية على جبينه طيلة مهرجاني : الجنرال ؛ وو لد أداعه .
وهذا الفنان الكبير ورئيس مبادرة ( أنقذوا موريتانيا ) : اعل سالم اعلي ، يعلنها صريحة من مقامه في الولايات المتحدة الآمريكية ، تبرؤا من مساندة جنرال كان — يده اليمنى — ولبنته الأساسية في ولاية يسودها القتال السياسي الشرس على ما سيمنحه الغالب في قادم الأيام .
كانت بلدية شگار في سالف عهدها نموذج النظام وعلقه الوحيد في المنطقة ، ينظر إليها بعين الرضى والمحاصصة ، وتنظر إليه بعين القبول والمراكضة ، عزفت على تلك الوتيرة أزمانا لاتعرف الجنرال ولا سياسته المهزولة ، ولامبادرته المجذومة ، ولاطريقته المرفوضة .
اليوم وبعد أن بلغت القلوب الحناجر ، وشد الجنرال وأتباعه رحالهم ، ونفروا بخيلهم ورجلهم ، — كبيرهم وصغيرهم ــ ، ونظموا مسيرتهم التي لم يتخلف عنها إلا معارض معلوم المعارضة ، ها هو عمود البلدية الذي عليه تقوم ، وفي النهوض عليه تعول ، وجيل مستقبلها الذي يحمل مشعل الإصلاح والتغيير ، بكل مكوناته السياسية والإجتماعية والثقافية — الفنية ،
يقول بصوت مدوّ واحد : يأهل شكار إن الجنرال محمد ولد مكت وأنصاره كانوا خاطئين . وإن شباب شكار يعلن مجابهته ورفضه للتعديلات الدستورية جملة وتفصيلا ، ويدعون كل المواطنين للتصويت عليها — بلا— وقوفا أمام سيل الجنرال الجارف ، الذي يرمي من خلاله إلى خراب موريتانيا المتهالكة ، ليوالي من والى عن بينة ويعارض من عارض عن بينة ، وليعلم الجنرال أن الشاب الشگاري لايلدغ في جحر مرتين. .