الف :هذا المكتوب ان جاز أن يكون نصا يطمح الي لفت الانتباه الي الأهمية البالغة لصلاحيات رئيس الجمهورية في كافة المجالات وأهمية أن يصيب معروفه جميع مواطنيه .
باء:معروف رئيس الجمهورية عندنا يصدق علي كافة القرارات التي يتخذها في سبيل التسيير المطرد للدولة والدفاع عن الوطن والمواطن وكذلك إسناد المهام الي بعض افراد الأمة للقيام بالواجبات في كافة المجالات .
يدخل في ذلك سن القوانين التي تحصن من الضياع وانجاز المشاريع المحققة للنمو والعمل علي نشر العدل بين الناس .
كذلك اختياره للمواطنين المقدر عليهم الحمل الايجابي لهموم البلاد :الوزراء والمدراء والسفراء وغيرهم وعمل الممكن ليشمل ذلك جميع انحاء الوطن كي يشارك الكل في بناء مستقبل الدولة الحديثة بعيدا عن المنطقة والجهة والحركة والقبيلة اذ بذلك يعم النفع ويرفع الحرج ويسود العدل وتتم الوحدة وتزاد المصداقية الأساسية في التصديق علي أي مشروع كان استفتاء أو غير .
معروف الرئيس –والعبارة من عندي - تدخل فيه الرؤية الي الجماعات والأفراد وهم يزاولون المهام المسندة وفيه ايضا اتخاذ المواقف من أي ظلم يتعرض له الفرد أو المجموعة من جهات الدولة في اطار تنفيذ المشاريع التي ما ان تعم تكون مفيدة .
اضف الي ذلك الترقيات والتشجيعات والتوشيحات والتهاني وغيرها من الأمور المتعلقة بالاعتراف بالجميل للناس كل بما قدم .
وغير بعيد عن هذا كله توجيه المشاريع وخلق مناطق الاقتصاد الحرة وأقطاب التنمية في البلاد التي تحول انماط الحياة فيها.
و كذلك تشييد المساجد والمستشفيات والمدارس والتجميع القروي ودور العلم والتقييد المدني ونحوه الي غير ذلك .
من هنا نستخلص أن الرئيس بيده كل الأمور المتعلقة ببناء البلد وأنه الموجه الحقيقي لها علي جميع المستويات وانه من المصلحة العامة –لأنه لا يمكنه ادراك الجزئيات –أن يعطي النصح من من هم حوله بصفة امينة ليعم الخير مواطنيه .
كيف لا يكون ذلك ؟
ثمة عديد طرق يتم من خلاها التصرف في الواقع:
-أن يقتصر الرأي والمشورة في مجموعة افراد معينين وحدهم من يتصل بالرئيس يوافونه بما يريد ون ويحجبون مالا يرضون من الوقائع والواقع .
هذا الوضع ينتج:الدولة في واد والشعب في واد وكذلك :تمركز قرار الدولة في وحدة محدودة ومحددة تجحد بما لا تهوي وهو أمر مدمر علي المديين المتوسط والبعيد .
من تجليات ذلك عدم اشعار الرئيس بالتضحيات الوطنية للبعض بل تقديمها مضافة الي من لا علاقة له بها لحاجة معينة :اضافة الفعل الحسن لغير فاعله من طرف غير المؤهل ما يولد الضغينة ويشيع العجب بين الناس وقد تواضع الناس علي تسميته :عطاء من لا يملك لغير المستحق .
معلوم أن الرئيس يجازي ويرقي علي الأفعال فإذا تم التلاعب بها ظهر الفساد لا محالة ,من هنا من الواجب علي الذين هم حول الرئيس أن يحلفوا بالله لا يقدمون إلا المعلومة الصحيحة وإلا تكون عليهم اللعنة :لعنة الله والناس أجمعين في الآخرة ومن قبل يتم عقابهم طبقا لقانون نعده يجرم خداع الرئيس والتلاعب بمصالح العباد بوصفهما خيانة عظمي .
-ان يحصر مصدر الإخبار في جهات معينة هي أيضا لا توافي إلا بما يخدم مصالحها وتريد للرئاسة ان تغلق امام كل من تسول له نفسه اتخاذ موقف لا يماشي مواقفهم –هذا نوع آخر من المحتكرين لا يقل اهمية -علي وجه السلب - عن الأول وكلاهما يدلي في الغرور .
الي غير ذلك من المظاهر التي يتجسد فيها الاحتكار والتي تسئ بل وتعرقل جديا نمو الدولة و الانصاف بين الشعب .
الحاصل :
-اذا تم احتكار وحصر المشاريع بصفة غير مدروسة او موضوعية فالحاصل :جعل الشيء في غير محله لا يؤدي دوره ويخل بالطرح المفيد الطبيعي للأمور .
- اذا منحت الترقيات والتعيينات من غير جدارة يكون :سوء القيام بالمهام والعجز وخسارة الكادر الكفء .
-اذا انتشر الإخبار بغير الحق كان :التعامل مع غير الواقع والدخول في دوامات غير بريئة تجر من الويلات ما الله اعلم به .
وأخطر من الجميع :العمل علي ان لا يصل الرئيس من الأخبار إلا ما تم التصرف فيه سلبا فيتخذ الموافق ويجازي المعرف ويرقي ويمنح الثقة ويصدر الأوامر ويقطع مع قوم ويزيد من الارتباط بآخرين ,كل ذلك علي غير أسس بهدف الحفاظ علي مصالح ضيقة للأفراد بعيدا عن الصالح العام .
فينتج عنه تذمر المجتهدين الخيرين وشعور أصحاب الجدارة بالغبن والتهميش وخسارة انجازات شيدت في غير محلها وهو لعمري ما لا يساعد إلا علي التهيئة العاجلة او البطيئة لما لا تحمد عقباه .
ان موريتانيا القليل سكانها الوافر خيرها قادرة علي اسعاد جميع مواطنيها اذا سلمت من الاحتكار وتجميع الخيرات لدي البعض يفسدها لأنها تفوقه في وقت يشكو آخرون َضيق الحال ويبخل عليهم بلعب دورهم في وطن لا يملكون سواه وفي سبيله لو سلموا من المضايقة قدموا كل غال و افادوا .
هذه الأسطر وان نشأ الخاطرة يراد لها ان تكون ملتزمة بمعني أنها لا تسعي الي الانتقاد والنيل من أي أحد فقط هي تطمح الي تبيان اهمية موافاة رئيس الجمهورية بالخبر اليقين يبني عليه ويقرر و ليطلع علي تفاني الجميع فيعامل كل بحسب ما يقدم .
لقد بات علي الجميع مساعدة ولي الأمر بإعطاء المعلومة الصحيحة وأن لا نعمل علي التشكيك في البعض لأن العلاقة الواقعية بين الرئيس والمواطن في المعارضة أو الموالاة أن الرئيس للجميع وان المواطنين مواطنوه مهما يكن أمر انتمائهم السياسي .
ورغم ادراكي لصعوبة تلك المراجعة لارتباطها بعمل الشيطان وعدم عصمة الآدمي فما من شك أن الأمل ينبغي ان يبقي فقد يفتح الله علي عباده من حيث لا يدرون .
لا رجوت أن نحمل –بضم الأول -علي التخلي عن الرمز والإشارة فنستخدم حقنا في حرية التعبير الكاملة فنسمي الأمور ونعطي الأمثلة.
أدام الله عافيته علي الجميع ...