شيخة نواذيبو هل أخيرا وصل الصوت ؟ / محمد ولد جبريل

شكل الظهور المتصاعد والمثير لشيخة مقاطعة نواذيبو ابنت المدينة اغليوة بنت باباه ولد ان مادة اعلامية لكل المواقع والمدونين بل وصارت حديث كل بيت لا لأنها شيخة حيث تعكس تجليات الازمة بين الرئيس وشيوخه وانما لما حملته الشيخة من انتقادات لاذعة لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم ، انتقادات راى فيها مراقبون انها انعكاسات لغضب ثان يواجهه الرئيس محمد عبد العزيز 

بعد غضب الشيوخ لكن هذه المرة يأتي الغضب من طرف الساكنة المحلية من خلال شيختهم التي فيما يبدو أنها تولت مهمة ايصال رسالة أهل المدينة

حاولت الشيخة بنت باباه أن تكون حذرة في اظهار فلسفتها الاحتجاجية القائمة على ثنائية الدعم المطلق للرئيس محمد عبد العزيز ومناهضتها وطبعا من ورائها الساكنة - للحزب الحاكم وقياداته المحلية تبدو الشيخة ماضية في مناهضتها للحزب حيث اظهرت ذلك في كل خرجاتها مستغلة في ذلك حضورها لكل المبادرات الاهلية التي نظمت بحر الاسبوع المنصرم
تعتمد بنت باباه في انتقاداتها للقيادة المحلية للحزب الحاكم على ما قالت أنها أدلة لوحت ببسطها أمام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في أول لقاء لها به .
غير أن ظاهرة الشيخة اغليوة لا يمكن فصلها عن حالة التململ التي  يشعر بها الساكنة الاصلية من جراء سياسة النظام الحالي التي بدت تطفو على السطح في المأمورية الثانية ولد عبد العزيز
بل لا أجدني مبالغا إن قلت إن أزمة الساكنة المحلية الصامتة مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز والتي فيما يبدو أن الشيخة تعبر عنها بامتياز
لا تقل أهمية عن أزمة الشيوخ بل يمكن القول إنها تنسجم او تمهد لدعوة انفصال الشمال التي أخذت تطفو على السطح ان بتصريحات او تلميحات تارة أخرى .
لكن في المقابل فٱن الشيخة اغليوة بنت باباه في فلسفتها الاحتجاجية تواجه اشكالا جوهريا وهو اذا كانت بالفعل تدعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز فلماذا لم تقم بمبادرة ذاتية داعمة بدل الاكتفاء بالظهور في مبادرات ومناسبات لم تنظم من طرفها ؟
ومهما يكن فإن ظاهرة الشيخة بنت باباه لا يمكن فصلها عن السياق العام الذي تتدخل فيه علاقة الساكنة المحلية بالرئيس محمد ولد عبد العزيز صراعا صامتا ما يفتأ يطفو بين الفينة والاخرى بل إنه يمكن أن يكون من ارهاصات بوادر التحاق الساكنة المحلية بركب دعوات الانفصال التي بات تظهر في تصريحات وتلميحات هنا وهناك فهل نجحت الشيخة بنت باباه في ايصال ارسالة الى من يهمه الامر ؟ .

2. مايو 2017 - 11:27

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا