لك الله يا شعب تونس العظيم / أحمد ولد محمد المصطفى

altلقد فعلها الشعب التونسي... نعم لقد فعلها وأرغم الطاغية على الخضوع... وأكرهه على ادعاء فهم الدرس والشعب والمطالب... لكن بعد فوات الأوان... فتحية بل ألف تحية للشعب التونسي الأبي... تحية لشعب "شب عن الطوق" وأراد أن يكون طليعة الشعوب العربية في مواجهة الطغم الحاكمة، وبقية الشعوب على الدرب.

.. تحية لشعب أراد الحياة الكريمة... أراد الحرية والانعتاق... أراد "موزع بريد" يرسل معه "طغمة الظلمة" إلى مزبلة التاريخ... ألف تحية للشعب التونسي الذي استذكر قول شاعره الكبير الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة*** فلا بد أن يسجتيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي *** ولا بد للقيد أن ينكسر لقد بدأت الطغمة تأكل نفسها... بدأت تتناحر ويتخلص أسفلها ممن هو أسفل منه، لأنه لا علو بينها، بدأ قائد الشرذمة يتخير كباشا يفتدي بها من المحيطين به، لكن هيهات فشعب تونس حدد خياراته، وأعطاك من الفرص ما يكفي... ربع قرن من الزمن... ربع قرن والنظام نهب الخيرات، ويسهر على تغريب الشعب وإبعاده عن قيمه ودينه. لقد ردد الشعب التونسي – ضمنا- مع شاعر موريتانيا أحمد ولد الوديعة... قطعته لصنو بن علي الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع: عشرون عاما وانتهت *** حكمت فيها بالحديد أنهكتنا أهلكتنا*** واليوم تطمع أن تزيد لا، واستمع لي جيدا*** لا، لن تزيد ولن تزيد ومع ارتباك المافيا وقائدها من خلال أحاديثه المتتابعة والمتناقضة على الشعب التونسي أن يمضي قدما في خياراته... وعلى رأسها الحرية وشرطها الأول إزالة عراقلها في كل الأرض "الخضراء" أرض الزيتونة، وعلى رأسها الطغمة الحاكمة في تونس، أو المافيا كما تقول وثائق ويكيلكس.. على الشعب التونسي أن لا ينخدع بشعارات مل أصحابها تردادها، وتأكد للجميع عدم إرادة تنفيذها بله عدم القدرة عليه. لقد آن لشعب تونس أن يجد الحق في إصدار قراراته، آن له أن يقول كلمته ويصدر أحكامه، وهو –بكل شرف- ما يبدو أن محكمة الشعب التونسي قد دخلت مداولاته الأخيرة قبل النطق به، وأن المحامي الفاشل –بن علي- لم يقنع نفسه ولا زمرته بما يقول أحرى آلاف الشباب المتعلم... والذي واجه الرصاص في الشوارع من أجل إصدار حكمه، واستعادة حريته وكرامته. لقد شارك كل التونسيين في تشكلة "محكمة الشعب" الحالية، فنالت بذلك أعتى قوة وأعلى مصداقية، لقد شاهد كل متابع تلك المسنة الأمية –والعهدة على الغنوشي في مقاله الأخير على الجزيرة نت- التي تنتزع مكبر الصوت من نقيب المحامين التونسيين لتعلنها صريحة مدوية: "لقد أراد الشعب التونسي الحياة الكريمة، وعلى نظام المافيا أن يرحل"، وجاء الدكتور حاتم بطاهر من فرنسا حيث يدرس في جامعة كوبيانيي (شمال فرنسا) ليروي أرض تونس الطاهرة بدمائه، ويقدم مرافعة عملية سيكون لها دورها في دفع الشعب قدما في سبيل الحرية، ومع بن طاهر قدم عشرات الشهداء متوسط أرقامهم حتى الآن 66 شهيدا، جاءت هذه الأرقام الكبيرة للشهداء لتؤكدوا أن طغمة المافيا الحاكمة في تونس مستعدة لكل شيء في سبيل بقائها على عادتها في سلب ونهب كرامة وحرية وخيرات تونس والتونسيين، وأن الشعب التونسي قرر وضع حد لكل تلك الممارسات مهما كلفه من ثمن. كما شاركت كل النقابات الشريفة من محامين وصحفيين وعمال ورؤساء أحزاب سياسية... لقد وقف الشعب التونسي كله ليقول كلمته، وسيصدر حكمه الأخير قريبا قريبا ... وربما أقرب مما يتصور أكثر المتفائلين، والحكم والحل –كما قال الناشط الحقوقي التونسي محمد عبو في أول تعليق له على خطاب قائد المافيا، وكذا الاتحاد التونسي للشغل- الحل في رحيل طغمة المافيا، وتوجه التونسيين لاختيار من يحكمهم، وضمان حرية وكرامة وأمن وسلامة كل التونسيين، وضمان العمل والعيش الكريم لشعب أبي كريم، وليس في ترقيع نظام المافيا وتخلص أطرافه من بعضها البعض، وتقديم كباش فداء تتيح لرأس المافيا أن يستمر ليعيد قواعد اللعبة لبدايتها، لقد مل الشعب التونسي كل ذلك، شكل محكمته، ونحن في انتظار الحكم النهائي قريبا، [ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله].

13. يناير 2011 - 21:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا