ازدواجية المعايير في المجتمع البيظانى / بحان ولد أزوين

من تأمل اللحظة الفارقة التي يعيشها مجتمعنا اليوم يظل حيران في سلاسل الماضي العتيق الذى  عودنا على التحرر من الأخلاق الردييْة التي دأبت عليها المجتمعات العربية قبل الإسلام  ، جرى الزمن وتغيرت الأحوال و الأزمنة بميلاد فجر جديد صحح المسار التاريخي و ظل وجها نضرا يعبر عن بداهته و أصالته ، لكنه سار في منحا آخر يأباه الضمير الذي امتزج علما و ثقافة و تأصيلا.

لكن لتحليل هذه الظاهرة لابد أن نرجع إلى جذورها  التاريخية  حتى نحللها بشكل أعمق .
إن ظاهرة الإسراف في  المناسبات  والبذخ في المجتمع  الموريتانى كانت محدودة في الأصل ولم ترقى إلى الشروط واللوازم  .
في تلك الحقبة كان المجتمع في يسر من أمره تحت لواء الحنفية السمحة التي تركنا عليها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  .
لكن سلطان المجتمع شيطان مارد يجعل ممن يعمل بالشرع متزمت منغلق أحيانا ، هكذا نحن إذا .

شاب  عشرينى  متعلم وملتزم أخلاقيا وسلوكيا  ووضعه المادى بسيط  جدا ، يكافح من أجل لقمة العيش وتحقيق ما يصبوا إليه من هدفه في الحياة .
تقدم إلى فتاة توازيه في المكانة النسبية وترقى عنه في مكانتها المادية الرأسمالية للتزوج بها ، وافقت الفتاة عليه في البداية وظلت فرحته بالزواج بها تحمل في طياتها أملا ونبلا .
ظل يحسب الأيام والليالى ، اقتربت ساعة الصفر في الموعد المحدد ، "التقى بالفتاة ليلة وقال لها " اخبرى والديك فالساعة تتحرك دون توقف ’ أخبرت الفتاة أهلها ،لكن الأمر لم يلق رواجا في محيطها الاجتماعى ، ردت عليه قائلة " أنا مستعدة لكن أهلي رفضوك لشروط " فرد عليها وماهي تلك الشروط؟؟؟.
أجابته قائلة الشروط هي :
1 ــ المهر 3 مليون أوقية
2 ــ سيارة من نوع أفانسيس
3 ــ عزف الدفوف والطبول رفقة الآلات الموسيقية الرائجة في محيطها الاجتماعي رفقة فنانين من العيار الثقيل المعروفين محليا .
صدم الشاب وتوالت الهموم والأحزان ، وعيون فكره يتردد فيها سؤال من أين أحصل على هذه الأموال؟؟؟.
اتصل على صديق مقرب منه وعرض عليه الأمر ، رد عليه ساخرا بعبارة بهلوانية دارجية في المجتمع االبيظانى  " اصركها " وهو لا يدري لسذاجته أن الرجال معادن .
ظل حيران سائما لا يدى متى ولعل وعسى يكون فيها النصيب الأوفر .
جلس مع نفسه وتحكم في عقله وقال " لن أسرق ولن أغامر بكرامتى وعرضى من أجل تلك الإغراءات المجتمعية .
اتصل على خطيبته وقلبه يتشقق   كمدا وحرقة ، نطقت شفتاه بعشرين حرفا كفته لتوصيل ما يريد " مجتمعك فرق بيننا , إلى اللقاء "
تلك هي الأسباب التي سببت انتشار العنوسة والزواج السرى بين فئات المجتمع الذي اهتزت جذوره بثقافة  ذئبية  مرادية ’ وتلاشى في مهب الرياح وجفاء الاستبداد والجهوية والمادية .
والأسباب أشخصها في ما يلى  :
أ ــ غلاء المهور  : وطد في انتشار الرذيلة والتفكك الديني 
ب ــ العادات العرفية الساذجة " بونتى " هي الأخرى عادة جاهلية لا سند لها .
ج ــ النظرة المادية .
لكن ربات الأسر هن  من يتحملن  المسؤولية لأنهن  وأدن  أحلام الشباب والشابات في تكثير الأمة الإسلامية ، وسرن  في التوجه الآخر .
ذلك أمر يدعو للتأمل والجلوس مع الذات برهة من الزمن ، ومعرفة أن الحق حق ، وأن الباطل باطل مهما طال أمده .
أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟؟؟.

3. مايو 2017 - 8:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا