لاتبرح قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، وقد خُص الشباب وهو من العمر نتيجة لأهميته، فالشباب هم سر نهضة المجتمع وقادة مسيرته بسواعدهم وعملهم ونشاطهم، هم الشريحة التي تسعى للتجديد وتقدم الأفكار وتشارك في البناء وتطرح الرؤى والمبادرات، هم الشريحة التي تحمي و تبني وتؤسس وتجدد، هم الأكثر حماسة والأشد همة و جدية والأكثر إصرارا وسرعة
والأوسع تفهما وتقبلا وخدمة وعطاء وتضحية والأعلى إنتماء و أهمية والأقدر إقناعا وحشدا وتوصيلا.
ولكن رغم كل تلك الأهمية التي تمتلكها فئة الشباب ،ورغم من أن سياسة الحكومة تتجه إلى تنميتها ،فإنها لا تزال مظلومة وغير ممكّنةٍ وتعاني من الكثير من الإضطهاد والخداع وعدم استغلال الطاقات وطمس الشخصيات الشبابية المقتدرة والتهميش والبطالة والتجهيل والتجويع.
واللوم هنا لا يقع فقط على الحكومة وإنما يقع جزء منه علينا نحن معشر الشباب حين نقضي معظم أوقاتنا جالسين في المقاهي أو في أشياء أخرى لا تعود علينا بالنفع، حين نتكاسل عن تنمية عقولنا ومهاراتنا، وحين نرضى أيضا بالسياسات التهميشية الظالمة المطبقة علينا دون أن نستخدم الطرق التي يكفل لنا القانون للرفض والتنديد.
ولكي لا أكون من الذين يقومون بالنقد دون تقديم الحلول أوالبدائل سأقدم لكم وللرأي العام بعض الحلول والسياسات التي نرجو من الحكومة أن تنتهجها للإستفادة من ثروتها الشبابية وتوجيه طاقاتها وإبداعاتها فيما يخدم البلاد والعباد:
١-إسناد المناصب بالمسؤوليات للشباب إعدادا لهم وتفجيرا للكامن من طاقاتهم.
٢-تفعيل النوادي الثقافيه والرياضية والإسهام في إعداد القائمين عليها.
٣-تكثيف المخيمات الشبابية التي تربي وتستثمر الشباب بشكل متواصل.
٤-التعامل الأمثل مع أخطاء الشباب.
٥-إهتمام القنوات الفضائية بهموم الشباب وتطلعاتهم .
٦-تشجيع الإبداعات والمبادرات الشبابية ودعمها.
٧-الوقوف بجانب الطلاب ودعمهم على التحصيل العلمي و المعرفي.
٨-إعادة صياغة المناهج التعليميه في المدارس والجامعات والإهتمام بالكيف دون الكم.
٩٩-توفير الدعم المادي المتمثل في قروض وبدون ضمانات تساعد في تمكين الشباب من بناء مشاريعهم الصغيرة.
١٠-إنشاء مؤسسات شبابية تهتم بإحياء روح التنافس البنّاء بين الشباب لخدمة وطنهم.
١١-الحفاظ على الكفاءات العلمية وتحقيق طموحاتها كمًا ونوعًا.
١٢-الإهتمام بالطفولة وتشجيع الأطفال على تفجير طاقاتهم .
١٣-الإستماع والإهتمام بآراء الشباب ومقترحاتهم.
١٤-تنظيم دورات تكوينية للشباب في مختلف التخصصات.
وفي الأخير نتمنى من رئيس الجمهوريه ومن الحكومة لفتة كريمة بإتجاه الشباب لأن السيل قد بلغ الزبى والبطالة بلغت 42٪ ولكم أن تتخيلوا نسبة 42٪ من الشباب دون عمل ماذا يمكن أن يفعل بهم التطرف والإرهاب والهجرة...