في اوكرانيا يعاقب الشعب السياسيين الفاسدين برميهم في حاويات الغمامة تعبيرا منهم لرفضهم للفساد السياسي ونقض العهود الإنتخابية واختلاس المال العام واستغلال النفوذ والرشوة وغيرها الكثير من الممارسات الخاطئة.
ولكن للأسف لا يمكن ممارسة هذه العادة في بلادنا وذلك لسبب بسيط هو أننا لن نتمكن من توفير
القدر الكافي من حاويات الغمامة لمعاقبة سياسيينا الفاسدين ،-طبعاوبالتأكيد لكثرتهم-.
في كوريا الجنوبيه أُقيلت ثم سُجنت رئيسة الدولة لإستخدامها لنفوذها و سلطتها في غير محلها وفيما يخالف القانون، وعلى رأي المثل إذا ضرب الإمام خاف المؤذن.
ولكن أين نحن من هؤلاء، الفرق شاسع وكبير بيننا وبينهم، هؤلاء فهموا شعبا وحكومة أن كل موظف في الدولة ابتداءً من رئيسها نزولا عند أصغر موظف فيها ليسوا أكثر من عمال لدى الشعب هو من يدفع لهم رواتبهم وهو من يقرر استمراريتهم في العمل من عدمها.
حسنا فلنفكر معا في طريقة للحد من الفساد السياسي في بلدنا، طريقة تتماشى مع ثقافة مجتمعنا وتركيبته القبلية والجهوية والعرقية..
بعد تفكير عميق خرجت شخصيا بأن الإعلام هنا هو الحل، حيث أن الإعلام هو العصى السحرية في تنمية وعي المجتمعات وإدراكها وتأهيلها وإثراء وجدان وعقول الجماهير وتثقيفها وتغذيتها بالمعلومات والحقائق اللازمة وتنبيهها على كل صغيرة وكبيرة تحدث في هذا البلد وذلك عن طريق تثمين ودعم الممارسات المفيدة والصالحة وتكريم أصحابها، ومحاربة الممارسات الضارة والطالحة وإنذار أصحابها ونصحهم ثم فضحهم في حالة التمادي والإصرار.
أعتقد أن الطريقة الأمثل للتعامل مع فساد سياسيينا هي أن نكون صوتا ناقدا لهم على جميع وسائل الإعلام و أن نزوِد الرأي العام بتقارير مفصّلة عن ماقدموا وما لم يقدموا وما كان من المفترض أن يقدموا سواء على مستوى البلديات أو المقاطعات أوالبلد ككل وبهذه الطريقة نضعهم أمام محكمة الجماهير فإما أن يكرّموا ويخلدهم التاريخ أو يعاقبوا ويُرموْ في مزبلة التاريخ أو على الأقل لن يتمكنوا من خداع جماهيرهم مرة أخرى.
شخصيا سأزود الإعلام والرأي العام بتقارير دورية ومفصّلة عن أداء كل سياسي في مقاطعة أوجفت التي أنتمي إليها ومقاطعة أطار التي عشت فيها فترة ليست بالقصيرة، راجيا من جميع الشباب أن يعملوا على إنهاء مسلسل الاستغلال السياسي في هذا البلد خاصة أننا ربما نكون على أعتاب انتخابات تشريعة وبلدية ثم رئاسية بإذن الله تعالى.